شبكة قدس الإخبارية

فيسبوك فلسطين غاضب على أوباما

يقين غرابا
تشهد الساحة الفيسبوكية الأيام الأخيرة حراكاً مُتفاعلاً مع زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المرتقبة للمنطقة، من خلال الصور، أو التعليقات، أو الفيديوهات التي ينشرها الفلسطينيون في صفحاتهم. وسط كمّ من المنشورات الفيسبوكية الرافضة للزيارة والمناهضة للإنحياز الأمريكي لدولة الاحتلال، ظهرت بعض الترحيبات الخجولة غالبها تطالب أوباما بالنظر إلى ما أسمته "ملامح معاناة الشعب الفلسطيني". أبرز ما تم تداوله على الفيسبوك في هذا الِشأن كان صور اللافتات التي علقها أحد الشباب في رام الله والتي تطالب أوباما بعدم إحضار جهازه الخلويّ الذكيّ لأنه سيكون غير ذي فائدة نظراً لمنع "إسرائيل" تفعيل خدمة " 3G" في الضفة الغربية. فيما تفاعل البعض مع تلك الفكرة وأعادوا نشر الصور تأييداً أو تهكماً، صبّ آخرون غضبهم على ما أسموه "الاستخفاف بالهموم الوطنية الفلسطينية واستجداء مطالب تافهة من أمريكا".

s

لسان تعليقاتهم يقول: "وكأن جلّ ما يهم الفلسطيني اليوم هو كيف يستفيد من هاتفه الخلويّ". آيات المذبوح قالت تعليقاً على تلك اللافتات: "إذا كان ولا بد من نشر هكذا لافتات، كان من الأجدر بها أن لا تكون بهذا "الميوعة"، فليقولوا على الأقل: "عزيزي اوباما.. احضر معك هاتفك الذكي لكي تصوّر مساهمة بلادك في اغتصاب وطن وتشريد أهله". الميوعة التي وصفتها آيات أسمّتها لينا بـ"النخبوية" في الشعارات، وقالت أن مروجيها يستحقون الضرب بالأحذية الحديدية كأوباما. غضب لينا هذا تأجج بسبب فيديو تمثيلي بعنوان "صوت واحد" انتشر على الفيسبوك، وقام بتصويره بعض الشباب الفلسطيني يظهر فيه أحدهم مُحاولاً الحديث إلى أوباما ليخبره بقصة الـ 3G الممنوع في مناطق السلطة الفلسطينية. علق آخر على الفيديو بسؤال استنكاري مُستخف بالمطلب: أيرفعون صوتاً واحداً من أجل 3G؟!" وعلى صعيد المعترضين الرافضين للزيارة، فقد انتشر فيديو آخر يغني فيه بعض الشباب أغنية قديمة للشيخ إمام مع بعض التعديلات لتلائم زيارة أوباما. يقول ناشر الفيديو تعريفاً به: غناء مجموعة من الشباب الفلسطيني المؤمن أن فلسطين تمتد من البحر الى النهر، الرافض لسياسة الإستسلام للعدو الصهيوني و المقتنع اقتناعاً تاماً أن اوباما هو الوجه الآخر للكيان الصهيوني". آخرون شاركوا تصاميم ورسومات كاريكتير ساخرة، أحدها تدعو إلى تحضير كمية مناسبة من الأحذية التي تكفي لضرب الرئيس أوباما. لؤي لدادوة علق على ذلك التصميم:"بحكولك ممنوع اي واحد يفوت على الرئيس اوباما بدون ما يخلع حذائه على الباب خوفاً من ضرب الاحذية على الرئيس الامريكي الجديد متل الرئيس بوش".

23

 أما رسائل الكاريكتير فتركزت على فكرة أن أمريكا المتمثلة بشخص أوباما هي أكبر داعم لدولة الاحتلال. وغالباً ما ترافقت هذه الرسومات مع اقتباسات لتصريحات أمريكية تعبر عن "الدعم اللامتوقف" لـ"إسرائيل". كما عبر البعض عن استيائهم مما تناقلته الصحف الإسرائيلي عن أن أوباما سيتناول "الحمص والفلافل الإسرائيلي" في تل أبيب، واعتبروها محاولة لأسرلة التراث الفلسطيني. eds

09

كما أعرب بعض الشباب عن استيائهم مما أسموه "وقاحة صفحة القنصلية الأميركية في القدس" إذ نشرت في الأيام الأخيرة أسئلة موجهة للشباب الفلسطيني منها مثلاً: أين تنصح الرئيس أوباما بلعب البياردو خلال زيارته إلى رام الله؟. وكأنها تتجاهل أن أوباما لن يقضي سوى 3 ساعات في المدينة بينما يقضي 3 ايام في دولة الإحتلال.

dad

الشباب يعبّرون ويطرحون مواقفهم، ولم تعد الساحة الاعلامية على المواقع الاجتماعية بعيدة عن ارض الواقع ومغيبة عن الساحة السياسية، بعدما غدت وسيلة للتغيير أثبتت فعالياتها مؤخرا. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بعد التفاعل هذا الذي يخرج شباب لتصوير فيديو في الشارع، ومع اقتراب زيارة للرئيس الامريكي ما الذي يمكن ان تحمله هذه الزيارة للمنطقة؟ وهل ستكون تطلعات الشباب السلبية تجاهها وتوقعاتهم بعودة المفاوضات وتغير الاحداث صحيحة؟! أم أن هنالك ما سيفاجئ الجميع ويحدث تغييرات غير متوقعة.