في 12/1/2014 كانت قد حددت جلسة إفراجٍ مبكر عن الأسير نعيم الشوامرة، بعد ٢٠ عاماً من السجن، كان محاموه يحاولون بشتى السبل الافراج عنه، لكن الله أراد أن يعود لحضن إبنته "نداء" أبكر من ذلك، فأفرج عنه ضمن الدفعة الثالثة من محرري صفقة غير موقعه بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، للإفراج عن ١٠٤ أسرى من معتقلي ما قبل أوسلوا، ورغم أن نعيم كان قد اعتقل في ١٩٩٥ أي بعد عامين من توقيع الاتفاقية إلا أن وضعه الصحي الخطر جعل المفاوض الفلسطيني يستمع لنداءات والدته المكلومة "وضحه" التي استنجدت بالعالم أجمع حتى لا تربي أبناءه يتامى كما تربى هو.. خرج نعيم إلى الحرية في الأول من يناير ٢٠١٤ أي قبل ١٣ يوماً من موعد محاكمة الافراج المبكر.
والأسير نعيم محكوم بالمؤبد منذ عام 1995 واكتشف مرض ضمور العضلات معه في العام الأخير.
[caption id="attachment_36257" align="aligncenter" width="650"] المحرر الشوامرة لا يقدر على الكلام بسبب مرضه[/caption]عن فرحة الحرية كتب نعيم بيدٍ مرتجفه: "لا شيء يوصف شعوري بالحرية، حتى وإن كنت قد خرجت من قبرٍ ظالم إلى مستشفى، يكفيني أني محاطٌ بحب عائلتي ويد أمي، السرور الذي انتاب قلبي المرهق وأنا أقبل يد أمي بعد ٢٠ عاماً، وأحتضن نداء، وزوجتي، لا يقدر بكنوز العالم أجمع، لو كان لي الخيار بين كنوز العالم، والإفراج لأخترت الإفراج".
وأضاف أن أكثر ما يوجع قلبه هو من تركهم خلفه من الأسرى المرضى، داعياً الشعب الفلسطيني لضرورة الاحتشاد الميداني حتى يتم الافراج عنهم جميعاً.
الأسير المحرر رفض أي حديث عن معاناة العشرين عاماً التي مضت، واكتفى بالقول أن فيها من الألم ما يكفي كي لا يريد أن يتذكرها.
[caption id="attachment_36258" align="aligncenter" width="640"] والدة المحرر الشاومرة أطلقت قبل أسابيع نداءا لإطلاق سراح ابنها الذي كان يصارع الموت في الأسر[/caption]قال خاله أحمد الشوامرة لنا أنه جرى نقل إبن شقيقته قبل عامٍ ونصف إلى طبيب السجن في سجن ريمون الاحتلالي، نتيجة لمعاناته من ألمٍ في الأسنان ومن هنا بدأت معاناته، حيث حقنه طبيب السجن بمادة غريبة في فمه، أدت لإصابته بالتقلص العضلي الذي يستفشي بجسده يوماً بعد يوم، أحمد الذي حمل الاحتلال كامل المسؤولية عن الحالة الصحية السيئة التي يعاني منها إبن شقيقته قال أن نعيم عانى من الغيبوبة لعشرة أيام بعد خروجه من عيادة الأسنان في السجن.
ونقل بعدها إلى سجن عسقلان، ليكون أقرب إلى "سجن مشفى الرملة" وينقل لها بشكلٍ مستمر، الطبيب رفيق مصالحة المشرف على علاج الأسير والذي قام بزيارته خلال وجوده بالسجن قال للعائلة أنه يعاني من مرضٍ خطير السبب الأساسي في اصابته به هي الحقنة التي تلقاها في ريمون، ولا حل له سوى الافراج وتلقي العلاج خارجاً. والدته "وضحة" (٨٠ عاماً)، التي أعياها المرض وكبر السجن وهي تهرول وراء ولدها من سجنٍ لآخر، استقبلتنا بالفرح المغمور بالأسى، قالت أنها سعيدة جداً بإفراجه، لكنها حزينة لأنها مضطرة أن تفارقه مرة أخرى حتى يتلقى العلاج، ووجهت الوالدة كولدها مناشدة مرة أخرى للإفراج عن الأسرى المرضى، موجهه مناشدة للفصائل الفلسطينية، والدول العربية والعالم أجمع لتأمين الافراج عن الأسرى المرضى، مضيفه : " من ينجي أسيراً مريضاً من الموت، سيبني له الله قصراً في الآخرة.. لا شيء يمكن أن يصف فرحتي بعودته لي، وان كنت أشعر بالحسرة على فراقه، لكن الله الذي من علي بالإفراج عنه، سيعيده لي مشافى ومعافى، وأناشد العرب جميعهم لمعالجة ولدي".
"هاظا سبع، هاظا من زمان بيتحدث إنجليزي وعبري من قبل أن يسجن، اليهودي النجس أهلك صحته، ورغم كل شيء هو قوي، ويستطيع التحمل، حتى بعد غياب عشرين عاماً، هو قوي".
[caption id="attachment_36259" align="aligncenter" width="648"] المحرر الشوامرة يرقد الآن في مستشفى الأردن بالعاصمة الأردنية عمان[/caption]وإن خرج نعيم فقد سبقه الكثيرون، منهم من زفوا شهداء من الأسر، ومنهم من بقوا يكابدون الأوجاع في "سجن مستشفى الرملة" أو كما يسمى بالعبرية "مراش" وسط أطباء يشبهون كل شيء، إلا الأطباء، على حد وصف نعيم والأسرى المحررون من قبل ومن بعد، يشكون حرقة البعد، والأسر، ويشبهون زنازين محتلهم بالقبور. أجريت هذه المقابلة قبل يومٍ من نقله إلى الأردن لتقلي العلاج، والتي كانت بصعوبة بالغة لرفض الاحتلال التنسيق لنقله، حتى ساعاتٍ متأخرة من يومٍ أمس الإثنين.