بدأت السحب الفضية المضيئة تظهر في سماء القطب الجنوبي خلال الفترة المظلمة من اليوم، قبل موعدها هذه السنة. السحب الفضية هي سحب رقيقة نادرة لونها ابيض مائل إلى الزرقة، تظهر في طبقات الجو العليا. تتكون هذه السحب عند انجماد جزيئات الماء مع الغبار البركاني او غبار النيازك في طبقة الميزوسفير، بالقرب من حدودها مع الفضاء، أي على ارتفاع 80 – 85 كلم عن سطح الأرض، مما يسمح لها بعكس الضوء حتى بعد غروب الشمس.
إن منظر هذه السحب من الأرض جميل ورائع، ولكن العلماء يراقبونها من الفضاء بواسطة القمر الاصطناعي AIM الذي أطلقته وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عام 2007. وتفيد المعلومات التي أرسلها هذا القمر، بأن هذه السحب بدأت تتكون في سماء القطب الجنوبي منذ 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. لقد تمكن العلماء من تحديد المكونات الأساسية لهذه السحب اعتمادا على المعطيات التي أرسلها القمر AIM خلال هذه السنوات.
تظهر هذه السحب كقاعدة عامة في فصل الصيف، إذ أنه بسبب الرياح القوية وانخفاض نسبة الرطوبة ترتفع كميات أكبر من جزيئات الماء، إضافة لذلك تكون درجة الحرارة في طبقات الجو العليا منخفضة صيفا، وهذا يعني ازدياد تكاثف بخار الماء وتحوله إلى بلورات جليدية صغيرة جدا تلتحم بذرات الغبار البركاني أو الذي تتركه النيازك والكويكبات خلفها. تستمر هذه الظاهرة في القطب الجنوبي لغاية شهر فبراير/شباط (فصل الصيف في القطب الجنوبي) ثم تبدأ بالظهور في سماء القطب الشمالي من شهر مايو/أيار ولغاية شهر اغسطس/آب من كل سنة (الشفق القطبي).
ويشير بعض الخبراء إلى أن ظهور هذه السحب مرتبط بتحرر غاز الميثان وغيره من غازات الاحتباس الحراري، لأنها تزيد تركيز بخار الماء في طبقات الجو العليا، أي ليس من المستبعد ان تكون مرتبطة بالتغيرات المناخية. ويقول البروفيسور جيمس رسل من جامعة هامبتون "عندما يصعد غاز الميثان الى طبقات الجو العليا تبدأ تفاعلات أكسدة ينتج عنها بخار الماء، الذي يساعد على تكون البلورات الجليدية".
المصدر: vesti.ru + RT