شبكة قدس الإخبارية

للقدس: 100 ساعة 100 لوحة 100 عام

ربيع عيد
"زمان لما كنا نلعب بالحارة، كنا نلعب مليون لعبة.. وكل لعبة كانت تاخذ معنا نص نهار.. ولما كانت الدنيا تشتي كنا نتخبى تحت القناطر.. ولما تكون الشمس حامية كنا نلعب في الحوش..في ولاد كانوا يتسحسلوا على الدرابزين.. واشي ينطوا على المصاطب، واشي يتشأبعوا على الشبابيك، ويتشقلبوا وكلهم كانوا مبسوطين وفرحانين.. يعني باختصار.. القدس زمان كانت أحلى!". في عام 1984 خرجت أولى لوحاته، وفي هذه الأيام يقدمها للجمهور الفلسطيني مع مجموعة كبيرة من اللوحات للقدس قبل مائة عام بمعرضٍ يحملُ عنوان "كان يا مكان". حيث افتتح الفنان الفلسطيني شهاب القواسمي معرضه الثالث اليوم الأربعاء في مركز يبوس الثقافي في مدينة القدس والذي سيستمر لعدة أيام. ليس لمثل إقامة هذا المعرض بالنسبة للقواسمي أمنية قصوى، بقدر ما يريد أن يعود بالناس إلى الوراء وأن يداعب ذاكرتهم، وينقل مشاعرهم متخطياً مساحة من الزمن يعبّر من خلالها الى أحلامهم ويتسلل الى حنينهم المدفون قبل مائة عام أو يزيد. يتميز المعرض الذي بدأ أولى محطاته في مركز "اسعاف النشاشيبي" وثم انتقل لمركز "الواصلي" بالشيخ جراح، بتناوله موضوعاً واحداً فقط: القدس قبل مائة عام من خلال رسم لوحاته باللون الأسود والأبيض.

123

يرسم القواسمي في لوحاته معالم هامّة لمدينة القدس مثل أسوارها وشوارعها، كنائسها ومساجدها، ووجوه ناسها. كل ذلك بعد أن قام القواسمي بالبحث في الكتب التاريخية عن صور للقدس قبل 100 عام، وقام برسمها بأقلام الرصاص فقط. ومن ينظر الى اللوحات ويدقق يستطيع ملاحظة دقة الاتقان التي ينقلها لنا القواسمي في لوحاته لهذه المعالم من مدينة القدس، فابن المدينة يمضي ما معدله 100 ساعة عمل على كل لوحة. "مهمتي الأساسية نقل صورة القدس قديما لجيل الشباب اليوم، فهم لم يروا القدس كيف كانت قبل الاحتلال الإسرائيلي، نشأوا وترعرعوا في القدس تحت وجود الاحتلال الذي يدخل في كل تفاصيل حياتنا اليومية، أريد لهم أن يروا قدسنا بصورة اأخرى مغايرة عن تلك التي يريدنا الاحتلال أن نراها"، يقول قواسمي خلال حديثنا معه، ويضيف: "وواضح جدا ومن خلال كمية المشاركة وتفاعل الجمهور مدى تعطش أهلنا لهذا الفن لأن الموضوع نفسه يجمع أهل القدس ويجمعون عليه".

12345

رسم القواسمي حتى الآن أكثر من 60 لوحة، ويطمح للوصول إلى 100 لوحة، كما يطمح بالتنقل في معرضه الى كافة مناطق فلسطين والدول العربية والعالمية، إذ بإمكان أي شخص شراء نسخ عن لوحاته وليس اللوحات الأصلية التي لا يريد بيعها حالياً. يستعد القواسمي للانتقال بالمعرض الى رام الله ثم الناصرة ومن ثم الى الكويت. ويؤكد في ختام حديثنا معه أنه في حال الانتهاء من مشروع القدس سوف ينتقل الى مشروع وموضوع آخر.

345