شبكة قدس الإخبارية

شعر: ارحلي يا سيلين

هيئة التحرير
مصطفى البقالي في وَلِيلِي* قرب قوس النصر لقالق ألفت العيون المتسعة من فرط الدهشة طين مقدس يحاور مجرات الخزف وحجر صلب يقاوم الساعة الرملية ليحفظ ذاكرة ما.. في وَلِيلِي قرب قوس النصر رجال بألف ثرثرة وسراويل قصيرة ملامح نسائية لعب فيها الزمن مباراة النهاية متصابيات يراقبن أسفل التماثيل المنحوتة على الصخر وأخريات يعدلن القبعات.. أجملهن امرأة دون الثلاثين بعيون زرقاء كالسماء -لا تشبهني- ابتسمتْ.. ابتسمتُ.. - اسمي "سيلين" من ليتوانيا..تقريبا أسكن في حيفا زوج أختي بائع أسلحة قتل في قبرص وأبي مزور قديم وأمي عالمة أركيولوجيا وجدي كان صائغا بعين واحدة وأنت ابن عمي.. وأنا أحبك! - وأنا لا أكرهك يا "سيلين" وأكره كل شيء حولك .. بطاقة تعريفك المزورة عنوانك المسروق ومهدك الذي سلب من طفلة كان اسمها دارين أو فاطمة، أو نادين! الحب يا "سيلين" يؤمن بالذاكرة وأنت لا تؤمنين الشوق طائر يشاكس برتقال يافا والعشق، حنين النوارس في عكا للمرفأ الأثير والحضن وطن لا يعترف بنجمتك..لأنه يعشق القمر الأمر يا سيلين .. أصعب مما تتصورين وافرضي أني أحببتك فلن يعجبك حبي وما أظنك تصبرين.. فكلما نظرت إلى وجهك تذكرت عروسا في غزة قتلها شقيقك وهي في حضن عريسها.. وكلما أهديتني باقة ياسمين تذكرت الفوسفور الأبيض ودير ياسين.. وافرضي أني أحببتك وأهدانا الله قمرا صغيرا أيكون خاله قاتلا مأجورا وجده مزور عملة.. وتاريخه خدعة ومجزرة.. هل سيؤمن بهيكلك أم يؤمن مثلي بوعد السماء؟ الحب يا "سيلين" يؤمن بالذاكرة وأنت لا تؤمنين أرجوكِ ارحلي.. حتى التماثيل ضجرت من خرافة المحرقة.. ارحلي.. فلم أعرف من قبل قتيلا عشق قاتله ولم أسمع عن عنق قَبَّل حبل المشنقة ارحلي لأي أرض لا تتكلم العربية وأخبري أمك إن الحجر هنا رسم ملامحي قبل ألف عام! * وليلي مدينة أثرية رومانية توجد قرب مدينة مكناس العتيقة.