ذكر بحث نشر قبل أيام أن نسبة النشاط على وسائل الإعلام الإجتماعي تزداد في رمضان، وعقب البعض على الخبر مؤكدين صحته، فبم انشغلت ساحات الإعلام الإجتماعي الفلسطينية في الأسبوع الأول من رمضان؟
يلاحظ هذا العام حضور طاغي للقدس عبر الفيديوهات. في أيام المنتديات والدردشات الأولى من عصر الإنترنت، كان العرب يسألوننا عن شكل الحياة في بلادنا، وحتى اليوم يسأل بعض اللاجئين الفلسطينيين في الشتات بكل بساطة وصدق: ما شكل البيوت عندكم؟ ما شكل الشوارع، ما حال الناس؟ يمكن اليوم في هذا العصر المتسارع من التكنولوجيا أن ننكشف على مساحات واسعة تجيب على هذه الأسئلة.
ساقنا إلى هذا الحديث الفيديوهات المتزايدة التي تصور من مدينة القدس، في خطوة إيجابية تقرب المدينة من المشاهد ابن البلد نفسها، ومن المشاهد الخارجي. إحدى هذه الفيديوهات صُوّر بمبادرة شباب هواة، ساروا في شوارع القدس يسألون الناس عن معلومات تاريخية تتعلق بمدينتهم. من خلال سيرهم في الفيديو نرى بعضاً من ملامح المدينة ونستمتع بلهجة أهلها المميزة. ربما لذلك يصدق العنوان المختار للفيديو "رمضان في القدس غير". ومن القدس أيضاً، نشرت مؤسسة عمارة الأقصى حلقات مصورة من داخل المسجد الأقصى لمسابقة رمضانية يتم فيها سؤال المصلين في المسجد حول معلومات تاريخية تخص المدينة.
على صعيد آخر، يلاحظ في الفيسبوك تفاعل نشيط مع بعض البرامج الفضائية الدينية، أهمها برنامج "خواطر" الذي يقدمه في نسخته التاسعة أحمد الشقيري. وبرنامج "قصة الأندلس" من تقديم عمرو خالد. دقائق قليلة بعد انتهاء الحلقات، نرى روابطها تتقافز في حسابات الفيسبوك، فكثيرون يشاركونها مع أصدقائهم ويضيفون عليها تعليقاتهم الإيجابية الراضية غالباً.
وعودة إلى المشاركات الفلسطينية، يشارك البعض حلقات برنامج كوميدي بعنوان "فنجان البلد" الذي يتناول قضايا فلسطينية سياسية أو اجتماعية بقالب فكاهي، يرى البعض فيه طرحاً جريئاً لم يعتادوا عليه. آخرون يتابعون برنامج "وطن على وتر" وحلقاته الكوميدية الساخرة، وسط جدال دار مؤخراً على صفحات الفيسبوك عن مدى قرب الحلقات من "الفن الكوميدي"، وذلك بعد بث حلقة رآها البعض متجاوزة للضوابط والأخلاق والذوق الرفيع.
وبعيداً عن رمضان والمسلسلات، نشط في الأيام الأخيرة الوسم #برافر_لن_يمر على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي عبر من خلاله الشباب عن رفضهم لمخطط برافر الاستيطاني الذي يهدف إلى مصادرة ما يقارب 800 ألف دونم من أراضي النقب.