شبكة قدس الإخبارية

أزمة مصر: موضوع ساخن لجدال إعلامي فلسطيني جديد

أحمد يوسف

فيما تتصاعد الأزمة المصرية على خلفية عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي بعد أقل من عام على انتخابه، تشتد في الوقت ذاته نبرة التحريض بحق الفلسطينيين في الإعلام المصري، تاركة آثارها بوضوح متزايد يومًا إثر آخر في الحياة اليومية الفلسطينية، ومنها إلى الخطاب الإعلامي الفلسطيني المنقسم أصلا منذ أحداث الانقسام عام (2007).

انعكاس للانقسام السياسي

ويبدو اختلاط الإعلام بالسياسة لافتًا وفق مديرة شبكة الصحفيين الفلسطينيين مريم حامد، فترى الصحفية الفلسطينية المقيمة في غزة أن مواقف الصحفيين من الأزمة مبنية على انتمائاتهم السياسية، مضيفة أن أحداث الاقتتال في غزة قبل ستة أعوام وتأثيراتها على الإعلام عادت لتلقي بظلالها من جديد.

وتقول حامد إن أغلب مواقف الصحفيين مازالت مقتصرة على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر صفحاتهم الاجتماعية، واعتبرت أن تأثر الصحفي الفلسطيني وتحديدأ الغزي بأحداث مصر أمر طبيعي، ، مستدركة "لكن هذا التأثر لا يبرر الشرخ الذي حدث في العلاقة، فهناك صحفيون خسروا علاقاتهم بزملائهم نتيجة لأحداث مصر".

ولا يجد مراسل وكالة الأناضول معاذ مشعل حرجًا في كيفية تناول الإعلام الفلسطيني لأحداث مصر، قائلا " باعتقادي يستطيع الاعلام الفلسطيني التعامل كما يشاء سواء بالموافقة او المعارضة"، معتبرًا أن انقسام الإعلام الفلسطيني في هذا الجانب هو استمرار لانقسامه الذي بدأ منذ أحداث الاقتتال الداخلي في غزة والانقسام بعد ذلك.

لكن مشعل يرى أن المشكلة تكمن في تحميل أي فلسطيني مسؤولية ما يحدث في مصر، لأن ذلك سيكون له ارتداده على الشعب الفلسطيني عامة، ويضيف "إن تحميل طرف فلسطيني - أقصد حماس - مسؤولية الأحداث هو موقف لا أخلاقي ويفتقر لأدنى مقومات الوطنية لإنه يجلب على الفلسطينيين في مصر موجة عداء هو بغنى عنها".

الصحفية وأستاذة الإعلام في جامعة القدس نائلة خليل انتقدت بشدة ما وصفته بإعادة التدوير للرواية الإعلامية المصرية التي تهاجم الفلسطينيين، بهدف التحريض على حركة حماس وتعميق حالة الكره لها في نفوس جهات أخرى.

وتعتبر خليل أنه من غير الممكن أن يدير الصحفي الفلسطيني ظهره لما يجري في مصر ويكتفي بدور المشاهد، موضحة أن التغطية الإعلامية الفلسطينية كانت امتدادًا للمأزق الفلسطيني.

معركة اعلامية والنقابة تثير الجدل

وتصاعدت حدة الموقف بعد بيان صدر الإثنين عن نقابة الصحفيين في الضفة، أكدت فيه وقوفها إلى جانب شرعية الشعب المصري، وخياره في ما وصفته بالمسار التصحيحي لثورة يناير، متجاهلة في الوقت ذاته الهجوم الإعلامي المصري على الشعب الفلسطيني بتحميله مسؤولية الأزمة.

sa7afa

وبرر عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين عمر نزال هذا البيان قائلاً إن النقابة لا يقتصر دورها على الجانب المهني وتحصيل حقوق الصحفيين، بل يشمل جوانب سياسية ووطنية موضحًا، " أن النقابة بنت موقفها على صوت أغلبية الشعب الفلسطيني وموقفه المؤيد لعزل الرئيس مرسي والتمسك بشرعية الشعب" وفق قوله.

وبين نزال أن النقابة خاطبت نقابة الصحفيين المصريين مطالبة إياها بإبعاد الشعب الفلسطيني عن الأزمة، مطالبًا الشعب الفلسطيني بتوجيه اللوم لأبنائه المتدخلين في الأزمة المصرية بإرسال مسلحين أو دعم جماعات مسلحة، قبل لوم الإعلام المصري على ذلك.

وأضاف يجب أن ننتبه أن الإعلام المصري لا يدور جميعه في فلك واحد، وأن خوض معركة إعلامية هو أمر مرفوض.

لكن هذا البيان لم يجد القبول لدى كثير من الإعلاميين، فيجمع أكثر من ثلاثين إعلاميا على رفضه في استفتاء أجري عبر مجموعة صحفية على "الفيسبوك" خاصة بالصحفيين الفلسطينيين، وإن انقسمت في التعقيب على المواقف من عزل مرسي وسبب رفض البيان.

ويعلق مراسل الأناضول معاذ مشعل على البيان قائلا "هذا بيان انتهازي من قبل النقابة، وكعضو في النقابة فإن هذا البيان لا يمثلني".

أما نائلة خليل فانتقدت هذا البيان قائلة إنه من الأولى أن تنهي النقابة انقسامها بين الضفة والقطاع، وتتولى مسؤولياتها تجاه حقوق الصحفيين المنتهكة. وتضيف أن مؤسسات إعلامية كبيرة مثل (BBC) و (CNN) ما زالت عاجزة عن تبني مصطلح واضح بشأن ماحدث في مصر، إن كان انقلابا أم ثورة وإرادة شعب، ومن غير الطبيعي أن تتبني النقابة هذا الموقف بسهولة.

وتؤكد أن أزمة مصر وتبعاتها عمقت اختلافاً بدأ في مكاتب السياسيين وانتقل إلى غرف التحرير في المؤسسات الإعلامية، ما يشير إلى أن الأمر آخذ بالتصاعد لا التراجع أزمة تلو أزمة.

كتلة الصحفي المستقل، والتي تشارك في الهيئة العامة والإدارية لنقابة الصحفيين الفلسطينيين- أعلنت في بيان لها رفضها ما جاء في بيان النقابة، والذي رأت فيه " انحيازاً واضحاً لأحد أطراف النزاع، وتدخلا في شأن عربي داخلي ليس للصحفيين الفلسطينيين علاقة به."

واعتبرت الكتلة أن البيان الصادر " لا يعبر بالمطلق عن موقفها حيث جرى إصداره بدون استشاره وموافقه من الكتلة التي تعتبر جزءاً من الهيئة العامة والإدارية لنقابة الصحافيين الفلسطينيين."