شبكة قدس الإخبارية

ضابط كبير في جيش الاحتلال يهاجم قيادته.. ويكشف معلومات عن الأيام الاولى من الحرب 

OIP (27)

ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: تشهد المؤسسة العسكرية للاحتلال حالة ترقب غير مسبوقة قبيل صدور تقرير لجنة التحقيق برئاسة اللواء احتياط سامي ترجمان، المكلّفة بفحص مدى مهنية التحقيقات التي أجراها الجيش في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن التقرير المرتقب سيتضمن انتقادات لاذعة لقيادة جيش الاحتلال، بعد أن أظهر وجود ثغرات جوهرية وأوجه قصور في التحقيقات الداخلية التي أجريت حول أداء الوحدات العسكرية في ذلك اليوم.

وبحسب الصحيفة، وجّه ضابط رفيع في الاحتياط يخدم حاليًا في قيادة المنطقة الجنوبية، خلال مؤتمر مغلق بحضور رئيس أركان جيش الاحتلال أيال زامير، اتهاماتٍ مباشرة إلى القيادة بأنها بدأت الحرب ضد حركة حماس دون أي خطة عملياتية جاهزة. وقال الضابط، الذي يحمل رتبة عميد، إن الجيش اضطر إلى إعداد خططه من الصفر خلال الأسابيع الثلاثة الأولى التي سبقت بدء التوغّل البري في قطاع غزة.

وأوضح الضابط أنه شارك بصفته مدنيًا في الدفاع عن مستوطنته الواقعة في غلاف غزة يوم الهجوم، قبل أن يلتحق بوحدته في بئر السبع ويواصل خدمته منذ ذلك الوقت. وأشار إلى أنه اطّلع خلال مسيرته العسكرية على تقارير حذّرت من ضعف الجاهزية العملياتية، لكنها بقيت حبراً على ورق، على حدّ قوله.

وتحدث الضابط عن خلل بنيوي في منظومة النيران التابعة للقيادة الجنوبية، مبينًا أن معظم العاملين فيها من سلاح الجو وليس من سلاح المدفعية، ما أدى إلى ضعف الأداء في ساحة معقدة ومكتظة كقطاع غزة. وأضاف أن نتائج الحملات العسكرية السابقة مثل “الحزام الأسود” و”حارس الأسوار” أكدت فشل هذا النهج، إذ لم تُهزم حماس ولم تُردع.

وخلال المؤتمر الذي عُقد في قاعدة بلماحيم، انتقد الضابط فترة قيادة اللواء أليعازر توليدانو للمنطقة الجنوبية بين عامي 2021 و2023، واصفًا تلك المرحلة بأنها اتسمت بالإهمال وغياب الخطط الملائمة، رغم الشعارات التي كانت تُرفع آنذاك مثل "النصر يلزمه الإعداد".

وأشار ضباط آخرون شاركوا في المؤتمر إلى أن بعض الخطط الطارئة، مثل خطة "سيف ديموقليس" المخصصة لضرب أنفاق حماس في حال اندلاع مواجهة مفاجئة، تبيّن أنها غير قابلة للتنفيذ عند بدء الحرب. ودعا الضابط في ختام مداخلته إلى تحقيق حرب شامل وشفاف.

ومن المقرر أن تنشر لجنة ترجمان خلال الأيام المقبلة، وربما غدًا، استنتاجاتها وتوصياتها النهائية بشأن تحقيقات الجيش الخاصة بيوم السابع من أكتوبر. ووفق التسريبات، سيركز التقرير على التحقيق المركزي في إخفاقات الجيش أكثر من تركيزه على التحقيقات الميدانية الـ44 المتعلقة بمعارك غلاف غزة.

ويتوقع أن تتضمن الاستنتاجات انتقادات حادة لشُعب الاستخبارات والعمليات، ولغياب مراجعة حقيقية للمفهوم الأمني الذي تبنّته حكومات الاحتلال في السنوات الأخيرة، والقائم على سياسة احتواء وتعزيز قوة حماس بدل مواجهتها. ورغم أن اللجنة كانت مُخوّلة في بدايتها بالتوصية بعزل ضباط، إلا أن هذه الصلاحية أُلغيت لاحقًا.