شبكة قدس الإخبارية

قلق إسرائيلي من اليوم الذي يغادر فيه ترامب

2604765_0

ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: يحذّر تقرير جديد أعدّه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق تامير هايمان والباحث أفيشاي بن شوشان غورديش من مرحلة "هزّة إستراتيجية" قد تواجهها "إسرائيل" مع انتهاء الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويؤكد الكاتبان أنّ على "إسرائيل" استغلال الفترة الحالية لتعميق شراكتها مع الإدارة الجمهورية، قبل أن تتغيّر الخارطة السياسية في واشنطن وتعود إدارة ديمقراطية أكثر انتقاداً لإسرائيل وسياستها في غزة والضفة الغربية.

بحسب التقرير، تشهد الولايات المتحدة تغيراً عميقاً في بنيتها الاجتماعية والسياسية، يتمثل في صعود التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي الذي بات يرى "إسرائيل" رمزاً للهيمنة البيضاء والاستعمار، مقابل الضحية الفلسطينية. هذا التحول ينعكس في استطلاعات رأي حديثة تُظهر انخفاضاً قياسياً في تأييد الأميركيين لـ"إسرائيل"، إذ كشف استطلاع "بيو" أنّ 53% من الأميركيين باتوا يحملون نظرة سلبية تجاهها، في حين انخفضت نسبة التأييد بين الشباب الجمهوريين إلى 46%. أما بين المسيحيين الإنجيليين البيض، الذين مثّلوا لعقود قاعدة الدعم الأوسع، فقد تراجعت نسبة التأييد من 69% عام 2018 إلى 34% عام 2021.

ويرى التقرير أن هذا الاتجاه "يهدّد بتحويل إسرائيل من حليف إستراتيجي إلى عبء سياسي على واشنطن"، خاصة بعد الحرب على غزة وتصاعد النقد داخل الجامعات ووسائل الإعلام الأميركية.

يدعو الكاتبان حكومة الاحتلال الإسرائيلية إلى الانخراط الكامل في خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، لما تحمله من فرص لتكريس "فصل نهائي" بين "إسرائيل" وكيان فلسطيني منزوع السلاح وذي سيادة محدودة. ويرى التقرير أن إعادة تفعيل ما تبقّى من "صفقة القرن" يمكن أن تشكل أساساً لتسوية دائمة في القطاع، مع توظيف المساعدات وإعادة الإعمار كأدوات ضغط سياسية.

وفي الملف الإيراني، يدعو التقرير إلى مواصلة استراتيجية الضغط الاقتصادي والعسكري القصوى لإجبار طهران على اتفاق نووي جديد "أفضل من السابق"، مع تنفيذ ذلك خلال الولاية الحالية لترامب من دون انتظار أي إدارة جديدة. أما في سوريا، فيوصي التقرير بدفع تسوية تضمن بقاء نظام "مستقر" يقطع الطريق على أي نفوذ جهادي أو إيراني مباشر، وفتح الباب أمام علاقة دبلوماسية مستقبلية مع دمشق.
وفي لبنان، يقترح استغلال "تراجع قوة حزب الله" الحالي من خلال حملة أميركية–إسرائيلية مشتركة لنزع سلاحه، وتوسيع دور الجيش اللبناني بإشراف دولي فاعل بدلاً من الاكتفاء بمهمة "اليونيفيل" الرمزية.

على الصعيد الأمني، توصي الورقة بتوقيع مذكرة تفاهم جديدة بين "إسرائيل" والولايات المتحدة، تنقل العلاقة من نموذج "الدولة المتلقية للمساعدات" إلى نموذج "الشراكة الإستراتيجية"، مع تعزيز التصنيع الدفاعي المشترك، والتعاون في مجالات التكنولوجيا العميقة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية.

كما يقترح الكاتبان الدفع نحو انضمام "إسرائيل" إلى تحالف “العيون الخمس” الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، بما يتيح لتل أبيب موقعاً داخل شبكة الاستخبارات الأنجلوساكسونية ويعزز قدرتها على التأثير في النظام الأمني الدولي.

ويحذّر التقرير من أن نافذة العمل أمام "إسرائيل" قصيرة، فبحلول عام 2026 تبدأ الانتخابات النصفية الأميركية، ثم الحملة الرئاسية في 2028. ولذلك يدعو إلى "عدم الركون إلى دعم ترامب" بل الإسراع في تحويل التفاهمات السياسية والعسكرية إلى اتفاقات مكتوبة وملزمة قبل تبدّل الإدارة.

ويقدّم التقرير اليوم الذي يلي ترامب قراءة قلقة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إذ يعترف بتغيّر البيئة الأميركية وفقدان التعاطف الشعبي، لكنه يوصي بمواجهة ذلك عبر تعميق التحالف مع ترامب واستثمار نفوذه الإقليمي لتأمين شبكة حماية إستراتيجية طويلة المدى. وبذلك، تسعى "إسرائيل" إلى تمديد اللحظة الترامبية قدر الإمكان قبل أن تعصف بها تحولات واشنطن القادمة.