شبكة قدس الإخبارية

هآرتس: "إسرائيل" تستغل روبوتات الدردشة بـ 6 ملايين دولار لتلميع صورتها في أمريكا

thumbs_b_c_8ccf17b679933ad7d47d0fbd585991d0
هيئة التحرير

القدس المحتلة - ترجمات عبرية: كشفت صحيفة هآرتس العبرية في تقرير تحقيقي مفصل، الخميس، أن الحكومة الإسرائيلية شرعت في تنفيذ حملة دعائية (هاسبارا) ضخمة في الولايات المتحدة، تصل كلفتها إلى ملايين الدولارات، وذلك لمواجهة التدهور السريع والعميق في صورة "إسرائيل" لدى الرأي العام الأمريكي في أعقاب حرب الإبادة في قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الحملة تشير إلى مرحلة جديدة و"مختلفة جذرياً" في إستراتيجية الدبلوماسية العامة الإسرائيلية لما بعد الحرب، حيث لم يعد التركيز مقتصراً على منصات الإعلام التقليدي، بل امتد ليشمل محاولات للتأثير على روبوتات الدردشة الذكية مثل "تشات جي بي تي"، في خطوة قد تكون الأولى من نوعها التي توثق محاولة دولة لتشكيل الخطاب من خلال أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي.

التحقيق أكد أن العقود وُقعت مع شركات أمريكية، في مقدمتها عقد بقيمة 6 ملايين دولار مع شركة "كلوك تاور إكس"، المملوكة لـبراد بارسكال، الذي قاد الحملات الرقمية للرئيس السابق دونالد ترامب.

 وينص هذا العقد، الذي وُقّع نيابة عن الحكومة الإسرائيلية، على تقديم خدمات استشارات إستراتيجية لتطوير وتنفيذ حملة واسعة النطاق لمكافحة معاداة السامية.

ولإظهار عمق الحملة، فإن العقد يلزم الشركة بإنتاج ما لا يقل عن 100 محتوى أساسي شهرياً، بالإضافة إلى 5 آلاف مادة مشتقة، لتحقيق هدف وصول شهري قدره 50 مليون مشاهدة. 

ويُركز ثمانون في المئة (80%) من هذا المحتوى بشكل خاص على الشباب الأمريكي عبر منصات مؤثرة مثل "تيك توك" و"إنستغرام" و"يوتيوب".

يأتي هذا الإنفاق الضخم كرد فعل على انهيار غير مسبوق في الدعم الأمريكي. فوفقاً لاستطلاعات مركز بيو، قفزت نسبة الأمريكيين الذين يحملون نظرة سلبية تجاه "إسرائيل" إلى 53% بعد ثلاث سنوات، مقارنة بـ42% سابقاً. 

وبالنسبة للاحتلال فإن الأخطر، أن التقرير يشير إلى تراجع الدعم حتى بين الفئات التي كانت تُعتبر تقليدياً مؤيدة بشكل تلقائي، مثل المحافظين والإنجيليين المسيحيين.

وكشفت هآرتس عن حملة أخرى مقترحة، تتجاوز ميزانيتها 3 ملايين دولار، تستهدف بشكل مباشر الكنائس والمنظمات المسيحية في غرب الولايات المتحدة، وتُشرف عليها شركة مرتبطة بـالمستشار الجمهوري تشاد شنيتغر، في محاولة لوقف تآكل الدعم الإنجيلي الشاب الذي أصبح أكثر انتقاداً لإسرائيل.

وتشير الصحيفة إلى أن هذا التركيز المكثف يشير إلى "مرحلة ما بعد الإبادة" في إستراتيجية الدبلوماسية العامة، حيث تستخدم "إسرائيل" وكلاء من الذكاء الاصطناعي والمؤثرين البشريين على حد سواء، فيما تظهر الوثائق المقدمة لوزارة العدل الأمريكية (بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب) أن وزارتي الخارجية والسياحة الإسرائيليتين ووكالة الإعلان الحكومية قد وقعت عقوداً متعددة لتعزيز مصالح إسرائيل.