ترجمة خاصة - شبكة قُدس: كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، أن السبب الحقيقي وراء إلغاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مشاركته في قمة شرم الشيخ، لم يكن مرتبطًا بدخول العيد اليهودي أو بضغوط سياسية من أحزاب اليمين كما حاول مكتبه الإيحاء، بل نتيجة تهديد مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ووفقًا للتقرير، أبلغ أردوغان نظيره المصري بشكل قاطع: “طائرتي لن تهبط في مصر وسأعود إلى أنقرة إذا حضر نتنياهو.”
وأشارت الصحيفة إلى أن الطائرة الرئاسية التركية حلّقت لوقتٍ فوق البحر الأحمر وأجرت عدة دورات في الجو بالقرب من مسار الهبوط في شرم الشيخ، إلى أن صدر الإعلان الرسمي عن إلغاء زيارة نتنياهو التي كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اقترحها ضمن مساعيه لترتيب لقاء ثلاثي في القمة. وفي الوقت نفسه، نقلت وكالة الأنباء التركية “الأناضول” تلميحًا غير مباشر إلى الحدث، عندما ذكرت أن “طائرة الرئيس أردوغان عبرت مسار الهبوط في شرم الشيخ وبقيت لفترة في أجواء البحر الأحمر.”
بحسب ما نقلته الصحيفة، فقد عبّرت أنقرة عن غضبها الشديد لواشنطن معتبرةً أن مشاركة نتنياهو لم يتم التنسيق بشأنها مسبقًا، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية إلى التشاور على عجل مع مكتب نتنياهو. وبعد مداولات دبلوماسية بين الطرفين، تقرر إلغاء الزيارة لتجنب إحراج سياسي كبير أمام القاهرة وأنقرة في آن واحد. وعقب ذلك، بحث مكتب نتنياهو عن مبرر داخلي لتفسير الانسحاب من القمة، ووقع الخيار على التذرع بـ”دخول العيد”، رغم أن الصحيفة أكدت أنه لم تُجر أي مشاورات فعلية مع الأحزاب الدينية أو اليمينية حول هذا الادعاء.
ونقلت “إسرائيل اليوم” عن مصدر دبلوماسي شارك في المشاورات قوله إن بعض دول المنطقة “ما زالت غير مستعدة للانخراط في الخطوات الجريئة التي يقودها الرئيس ترامب”، مشيرًا إلى أن الأمر يتطلب “المزيد من الوقت والتحضير والتفاهمات المسبقة قبل تنظيم لقاء إقليمي موسع يضم إسرائيل ودولًا عربية أخرى”. وأضاف المصدر أن “الدبلوماسية العفوية للرئيس الأمريكي لم تمر بسلاسة لدى عدد من قادة المنطقة”، في إشارة إلى أسلوب ترامب المفاجئ في الإعلان عن مبادراته السياسية دون ترتيبات مسبقة.
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن الرئيس ترامب يخطط لزيارة مطولة إلى الشرق الأوسط خلال الأشهر المقبلة، للإعلان عن ما وصفته بـ”الصفقة الكبرى” — خطة سياسية واستراتيجية واقتصادية تهدف إلى توسيع اتفاقات أبراهام لتشمل مجالات جديدة مثل الطاقة والتجارة والتعاون الإقليمي. وترى الصحيفة أن تلك الخطة تمثل المرحلة التالية من مشروع التطبيع الإقليمي الذي يسعى ترامب لإحيائه مجددًا بعد وقف الحرب في غزة، لكن الخلافات الداخلية في المنطقة لا تزال تحول دون انعقاد قمة شاملة حتى الآن.