فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: كشف الصحفي التركي وعضو أسطول الصمود العالمي، إرسين جيليك، بعد عودته إلى بلاده، عن تعرض الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ لمعاملة “مهينة وصادمة” أثناء اختطافها من على متن سفن أسطول الصمود العالمي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد جيليك أن الجنود الإسرائيليين جرّوا غريتا على الأرض وأجبروها على تقبيل علم الاحتلال، واصفًا ما جرى بأنه انتهاك صارخ للكرامة الإنسانية.
ويأتي ذلك، في وقت تتصاعد فيه الروايات عن انتهاكات جسيمة بحق المشاركين في أسطول الصمود العالمي، وسط مطالبات حقوقية ودولية بفتح تحقيق شفاف يكشف ملابسات ما جرى خلال عملية اعتراض السفن.
في السياق، أبدى وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير موقفًا مناقضًا لرواية وزارة خارجية الاحتلال، إذ قال صراحة: “أشاهد هذا الصباح التقارير التي ترددت في الإعلام العالمي حول ظروف اعتقال غريتا تونبرغ ونشطاء أسطول الصمود…”، ثم أضاف: “أنا فخور بجنود مصلحة السجون الذين تصرفوا وفق سياستي”. واعتبر أن التعامل معهم كـ”إرهابيين” هو نهج متعمد، مؤكدًا أنهم يستحقون ظروفًا قاسية في سجن النقب، وأن من يقترب من “إسرائيل” سيواجه المصير ذاته.
في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية لدى الاحتلال بيانًا رسميًا نفت فيه بشكل قاطع المعلومات المتعلقة بسوء المعاملة، ووصفتها بأنها “أكاذيب صارخة”. وزعمت أن كافة الحقوق القانونية محفوظة، وأن غريتا نفسها “لم تقدّم أي شكوى” بشأن ما نُسب من انتهاكات، بل إنها – بحسب روايتهم – رفضت تسريع ترحيلها وأصرّت على البقاء فترة أطول في الاحتجاز.
والسبت، وصلت طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية إلى إسطنبول، قادمة من مطار رامون في مدينة إيلات الإسرائيلية، وعلى متنها 137 ناشطا بينهم 36 تركيا و23 ماليزيا كانوا ضمن "أسطول الصمود العالمي" الذي تعرض لهجوم واحتجاز من قبل إسرائيل في المياه الدولية.
اعتبارا من مساء الأربعاء، استولت قوات الاحتلال على 42 سفينة تابعة لأسطول الصمود العالمي أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، واعتقلت مئات من الناشطين الدوليين على متنها.
وأطلق الأسطول نداء استغاثة بعد هجوم جيش الاحتلال على سفنه في المياه الدولية، معتبرا هذا التصعيد "جريمة حرب".
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، في محاولة جماعية لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع واستمرار حرب الإبادة منذ عامين.