دمشق - قدس الإخبارية: نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، عملية عسكرية غير مسبوقة في سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، تمثّلت بإنزال جوي في منطقة جبل المانع بريف دمشق، بالتزامن مع سلسلة غارات جوية بطائرات مسيّرة استهدفت مواقع عسكرية سورية في محيط الكسوة ومناطق متفرقة من الريف الدمشقي.

وبحسب ما أوردته قناة "كان" العبرية، فإن قوة خاصة إسرائيلية نفّذت عملية إنزال جوي على قاعدة دفاع جوي، بينما قالت مصادر عسكرية سورية إن عملية الإنزال جرت في ثكنة عسكرية بمنطقة الكسوة، واستمرت أكثر من ساعتين بمشاركة أربع مروحيات إسرائيلية، دون وقوع أي اشتباكات مع القوات السورية المتواجدة في المنطقة. وأضافت أن الاحتلال أدخل عشرات الجنود ومعدات بحث خلال العملية.

وفي السياق ذاته، قال مصدر حكومي سوري إن الجيش عثر مؤخرًا على أجهزة مراقبة وتنصت قرب جبل المانع في الكسوة، وأثناء التعامل معها تعرض الموقع لقصف إسرائيلي أدى إلى ارتقاء شهداء وجرحى وتدمير آليات.

وجاءت هذه العملية عقب ساعات من غارات إسرائيلية جديدة استهدفت ثكنات عسكرية في جبل المانع بالقرب من الحرجلة بريف دمشق، وهي الثانية خلال 24 ساعة.

وأوضحت مصادر ميدانية أن الهجوم الإسرائيلي استهدف جنودًا داخل كتيبة للجيش السوري في منطقة الحرجلة، قبل أن يشن غارة ثانية على فريق من الدفاع المدني حاول إسعاف المصابين، ما تسبب في وقوع إصابات إضافية.

وكان ستة جنود سوريين قد قُتلوا، الثلاثاء، في قصف بطائرات مسيّرة استهدف مدينة الكسوة، في حين أفادت مصادر محلية بأن الغارات جاءت أثناء تدريبات للجيش السوري على استخدام الدبابات، وترافقت مع دوي انفجارات في منطقتي المطلة وتل المانع بفعل مخلفات حربية.

ويأتي هذا التصعيد بعد يوم واحد من قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في قرية طرنجة بريف القنيطرة الشمالي، أدى إلى مقتل شخص. كما توغلت قوات الاحتلال فجر الثلاثاء في بلدة سويسة بريف القنيطرة الجنوبي واعتقلت شابًا، وسط مقاومة من الأهالي.

وفي تعليق رسمي، أدانت وزارة الخارجية السورية الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، ونددت بعمليات الاعتقال والتوغلات في قرى ريف القنيطرة، مؤكدة رفضها استمرار الاحتلال في التمركز غير المشروع في قمة جبل الشيخ والمنطقة العازلة.

ويشار إلى أن جيش الاحتلال يفرض منذ سبعة أشهر سيطرة عسكرية على جبل الشيخ وشريط أمني يمتد لنحو 15 كيلومترًا في بعض مناطق جنوبي سوريا. وخلال الأشهر الماضية، شن الاحتلال مئات الضربات الجوية على مواقع عسكرية سورية، بزعم منع وصول الترسانة العسكرية إلى أيدي السلطات السورية الجديدة.