القدس المحتلة - قدس الإخبارية: صعّدت سلطات الاحتلال من خطواتها الاستيطانية شرق مدينة القدس المحتلة بإعادة طرح وتنفيذ ما يُعرف بمخطط "E1"، في إطار ما يُسمّى خطة "القدس الكبرى"، الهادفة إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية وعزل شمالها عن جنوبها، بما يُجهز فعليًا على أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا.
وأعلن وزير المالية في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، اليوم الخميس، أن حكومته ستطرح خطة البناء الاستيطاني في المنطقة المعروفة بـ"E1"، وتشمل بناء أكثر من 3400 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس المحتلة، بما يؤدي إلى قطع التواصل الجغرافي بين رام الله وبيت لحم.
وقالت القناة 12 العبرية، اليوم، إن سموتريتش وافق على بناء 3,401 وحدة سكنية جديدة قرب "معاليه أدوميم" بعد نحو 20 عامًا من تجميد المخطط بفعل ضغوط دولية، ضمن مشروع استيطاني ضخم يربط المستوطنة بالقدس المحتلة ويفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.
وتزامن الإعلان مع تحركات ميدانية لسلطات الاحتلال في محيط القدس، حيث أخطرت بلدية الاحتلال بهدم 13 منشأة سكنية وزراعية في منطقة وادي الحوض ببلدة العيزرية شرق المدينة، وذلك لصالح مخطط E1.
ويستهدف هذا المخطط مناطق فلسطينية بدوية مثل جبل البابا وحوض الجمل، بهدف إخلائها وإنشاء طريق استيطاني يسمى "نسيج الحياة" لربط المستوطنات ببعضها وفصل الفلسطينيين عن الطرق الرئيسية.
ويمتد مخطط E1 على مساحة تقارب 12 كيلومترًا مربعًا، ويُعد جزءًا من ما يسمى "القدس الكبرى"، إذ يهدف إلى ربط "معاليه أدوميم" بالكتل الاستيطانية في القدس المحتلة، وإزالة ما يُعرف بـ"غلاف القدس"، بما يؤدي إلى عزل المدينة عن الضفة الغربية وفرض وقائع ميدانية تمنع أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا.
وكان سموتريتش قد قال في مايو/أيار الماضي خلال مؤتمر استيطاني إن البناء في المنطقة E1 "يمثل القضاء على الدولة الفلسطينية بحكم الأمر الواقع"، ودعا إلى جلب مليون مستوطن إضافي إلى الضفة الغربية، مشددًا على أن "الإجراءات تجري باحترافية" وأن "السيادة ستُفرض على الأرض" في هذه المرحلة.
كما كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في يوليو/تموز الماضي أن "المجلس الأعلى للتخطيط" التابع للإدارة المدنية للاحتلال سيناقش هذه الخطة في السادس من آب/أغسطس المقبل، في أول بحث رسمي لها منذ عام 2021، بعد دعوة المعارضين الفلسطينيين والمنظمات الحقوقية لجلسة استماع.
من جهتها، حذّرت منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية من أن حكومة الاحتلال تستغل الحرب على قطاع غزة والانشغال الدولي لفرض مشاريع استيطانية كبرى، مشيرة إلى أن تنفيذ مخطط E1 سيدفع نحو تصعيد دائم ويقضي على أي حل سياسي مستقبلي، ويشكل "جريمة بحق الأجيال القادمة".