متابعة - شبكة قُدس: قالت القناة 12 العبرية إن أحد الدروس التي استخلصتها حكومة الاحتلال من 7 أكتوبر هو ضرورة تعزيز الإنتاج المحلي لوسائل القتال، لتقليل الاعتماد على دول أخرى في حال فرض حظر تسليح، كما حدث مع إعلان ألمانيا نهاية الأسبوع الماضي. ورغم أن الصناعات العسكرية في دولة الاحتلال تنتج جزءًا كبيرًا من الأسلحة، إلا أن هناك اعتمادًا ملحوظًا على الواردات الألمانية التي يزود جيش الاحتلال بنحو 30% من إجمالي السلاح المستورد، بينما يأتي معظم الباقي من الولايات المتحدة.
وبحسب القناة، فإن أحد أبرز الإشكاليات التي قد يثيرها الحظر الألماني هو توقف تزويد جيش الاحتلال بمحركات الدبابات وناقلات الجند المدرعة، إضافة إلى المكوّنات المسؤولة عن نقل الحركة من المحرك إلى السلاسل المعدنية. ومع تشغيل هذه المدرعات والدبابات بشكل متواصل منذ 22 شهرًا، فإن نقص قطع الغيار قد يعرقل الإنتاج أو يؤدي إلى خروج آليات عاملة من الخدمة.
وتشير القناة إلى أن القرار الألماني لا يعني بالضرورة فرض حظر تسليح شامل، إذ إن صيغة القرار التي تمنع بيع الأسلحة “التي يمكن أن تُستخدم في قطاع غزة” قابلة للتأويل، وقد تتيح لبرلين الاستمرار في التصدير بشكل شبه طبيعي، أو تُستخدم لوقف جميع الصادرات فعليًا عبر اعتبار أن كل سلاح يُستخدم في غزة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وتساءلت القناة إن كان لدى حكومة الاحتلال أوراق ضغط على ألمانيا، لافتةً إلى أن حكومة الاحتلال والحكومة الألمانية وقّعتا قبل نحو عشرة أيام من 7 أكتوبر اتفاقًا لتنفيذ صفقة بيع منظومة “حيتس 3”، التي تصنّع محركات صواريخها في شركة “تومر” الحكومية المتخصصة في الدفع الصاروخي. كما أشارت إلى صفقة أبرمت الأسبوع الماضي بقيمة 260 مليون دولار بين ألمانيا وشركة “إلبت” الإسرائيلية لتزويد سلاح الجو الألماني بأنظمة حماية للطائرات. وحذّر فولكر بك، رئيس اللجنة المعنية بالعلاقات مع الاحتلال في البرلمان الألماني سابقًا، من أن أي رد إسرائيلي بتقييد صادرات السلاح لألمانيا سيجعل مستقبل أمنها الجوي “قاتمًا”.
وأشارت القناة إلى أن هناك بُعدًا آخر في هذه المعادلة يتعلق بالمواد الخام، إذ لا تمتلك الصناعات العسكرية لدى الاحتلال موارد مثل الحديد أو المواد اللازمة لصناعة المتفجرات، ما يفرض عليها استيرادها. وفي حال فرض حظر شامل، قد تواجه أزمة في هذا المجال أيضًا.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قد كشفت اليوم أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس خرج من مكالمة مع نتنياهو في 27 تموز وهو يشعر بإحباط شديد، بعدما أصر الأخير على إنكار وجود مجاعة في غزة، وكرّر مزاعمه بأن حماس تستولي على المساعدات الإنسانية.
وأثناء زيارة ميرتس إلى بريطانيا، علّق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على صور الجوع في غزة قائلًا: "لا يمكن تزوير هذه الصور". وبعد لقائه بستارمر في اسكتلندا، أعلن الأخير اعتراف بلاده بفلسطين، لكنه ربطه بشروط معقدة يصعب على حكومة الاحتلال القبول بها، أبرزها الالتزام بحل الدولتين.
وفي الأسبوع الأخير من تموز، ومع إعلان الاحتلال توسيع عملياته العسكرية في غزة، أعلن ميرتس فرض حظر جزئي على تصدير السلاح لـ"إسرائيل"، في خطوة أنهت عمليًا وحدة الموقف الغربي عبر الأطلسي بشأن غزة، وأثارت ردود فعل أمريكية و"إسرائيلية" غاضبة وصفت القرار بأنه "مكافأة لحماس".