شبكة قدس الإخبارية

الأسرى الأشبال في "مجدو" يواجهون التعذيب وسط انتشار الأمراض في سجون الاحتلال

الأسرى الأشبال في "مجدو" يواجهون التعذيب والعزل والحرمان وسط انتشار الأمراض في سجون الاحتلال

رام الله - قدس الإخبارية: أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن الأسرى الأطفال (الأشبال) في سجن "مجدو" يعيشون ظروفًا قاسية وإجراءات تنكيلية لا تقل شدة عن تلك المفروضة على الأسرى البالغين منذ السابع من أكتوبر، إذ يُحتجزون في زنازين خالية من أي مقومات إنسانية، ومعزولون بشكل مضاعف، ومحرومون من زيارة عائلاتهم.

وأوضحت أن إدارة السجن تتعمد إحضار الأشبال للزيارة وأيديهم وأقدامهم مقيدة، ورؤوسهم مغطاة بأكياس سوداء، ولا تُفك قيود الأقدام حتى أثناء الزيارة، رغم مطالبات المحامين بفكها، كما يُقيدون بطريقة تجعل من الصعب عليهم حمل الهاتف.

ونقلت محامية الهيئة أن الغرف التي يُحتجز فيها الأشبال تفتقر لأدنى معايير حقوق الطفل، إذ تنعدم النظافة والتهوية والإنارة، وتنتشر الحشرات، ويتعرضون يوميًا للإساءة اللفظية والضرب والعزل والتحرش الجنسي والعقوبات الجماعية.

وفي إحاطة حديثة، أوضح نادي الأسير الفلسطيني أن غالبية الأسرى الذين تمت زيارتهم في سجون الاحتلال يعانون من مشاكل صحية، بعضها مزمن وخطير، وأن مرض الجرب ينتشر على نطاق واسع ويصيب آلاف الأسرى، وسط تعمد الإدارة إبقاء المصابين مع الأصحاء، وانعدام النظافة، وتقليص مواد الاستحمام، وحرمان الأسرى من التهوية والشمس و"الفورة"، في ظل اكتظاظ شديد وارتفاع درجات الحرارة، ما حوّل الزنازين إلى "أفران".

وسجلت شهادات الأسرى في سجن "جلبوع" تصاعدًا كبيرًا في عمليات القمع، شملت الضرب المبرح، الصعق الكهربائي، واستخدام الكلاب البوليسية، إضافة إلى تقليص كميات الطعام القليلة أصلًا.

أما في سجن "عوفر"، فانتشر الجرب بسرعة غير مسبوقة، بينما يواصل سجنا "النقب" و"مجدو" تسجيل إصابات بأمراض أخرى غير مشخصة، في ظل حرمان المرضى من العلاج اللازم، ومن بينهم أسرى جرحى يعانون من إصابات بالغة وأمراض مزمنة.

وأشار النادي إلى أن "عيادة سجن الرملة" تضم 22 أسيرًا في أوضاع صحية مأساوية، بينهم مرضى كلى وجرحى ومشلولون يحتاجون لرعاية مستمرة، فيما تعاني الأسيرات في "الدامون" من تجويع وتنكيل وتفتيش عارٍ وارتفاع الرطوبة وانتشار الحشرات.

وأكد نادي الأسير أن الانتهاكات المستمرة بحق الأسرى والمعتقلين تجري وسط صمت دولي يمنح الاحتلال ضوءًا أخضر لمزيد من الجرائم، محذرًا من أن هذه المرحلة هي الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة، حيث استشهد منذ بدء الإبادة 76 أسيرًا ومعتقلًا.

وبحسب الإحصائيات، يبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى بداية أغسطس/آب 2025 نحو 10,800 أسير، بينهم 49 أسيرة، و450 طفلًا، و3,613 معتقلًا إداريًا، و2,378 مصنفين "كمقاتلين غير شرعيين"، وهو العدد الأعلى منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، دون احتساب المحتجزين في معسكرات جيش الاحتلال.