غزة - قدس الإخبارية: شهد قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تصعيداً في المأساة الإنسانية مع استمرار الحصار والمجاعة، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل 4 وفيات جديدة نتيجة الجوع وسوء التغذية، بينهم طفلان، ليرتفع إجمالي ضحايا المجاعة إلى 201 حالة وفاة، من بينهم 98 طفلاً.
وفي ظل أزمة الغذاء الخانقة، قال الصليب الأحمر الدولي إن مستشفاه في رفح عالج أكثر من 4500 مصاب، معظمهم كانوا في طريقهم إلى مواقع توزيع الغذاء.
وفي جريمة جديدة، استشهد 5 من عناصر تأمين المساعدات وأصيب آخرون جراء استهداف مباشر من طيران الاحتلال شرقي دير البلح وسط القطاع.
وتتزايد المخاطر المرتبطة بآلية إسقاط المساعدات جواً، إذ أفاد الهلال الأحمر بإصابة 6 أشخاص معظمهم أطفال في شارع الجلاء بمدينة غزة نتيجة سقوط مظلات المساعدات عليهم، فيما ذكر مراسل "شبكة قدس" أن عدداً من منازل الفلسطينيين تضررت شمال القطاع بعد سقوط صناديق المساعدات عليها خلال إنزال جوي جديد.
الدفاع المدني في غزة أكد أنه يتابع بقلق بالغ لجوء بعض الجهات إلى إسقاط المساعدات من الجو، مشيراً إلى أن هذه الآلية تنطوي على مخاطر جسيمة، منها إصابات ووفيات مباشرة نتيجة سقوط الطرود الثقيلة وحوادث التدافع والازدحام، داعياً الجهات الدولية المانحة والمنظمات الإنسانية إلى اعتماد طرق آمنة ومنظمة لإيصال المساعدات عبر المعابر البرية وبالتنسيق الميداني الذي يضمن وصولها إلى مستحقيها دون إزهاق مزيد من الأرواح.
ومنذ مطلع مارس/آذار الماضي، تنصّل الاحتلال من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة "حماس"، الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني، واستأنف الإبادة الجماعية، رافضًا كافة المبادرات الدولية لوقف العدوان.
ورغم تحذيرات أممية وفلسطينية من كارثة إنسانية غير مسبوقة، يواصل الاحتلال إغلاق معابر قطاع غزة أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ الثاني من مارس/آذار، ضمن سياسة التجويع الممنهجة التي يستخدمها كسلاح ضد الفلسطينيين.
يُذكر أن الاحتلال يشن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، ضاربًا بعرض الحائط النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العدوان. وأسفرت هذه الحرب، بدعم أميركي مباشر، عن أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من عشرة آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة العديد من الفلسطينيين.