شبكة قدس الإخبارية

الرياضيون "الإسرائيليون" وحرب الإبادة: الأندية تخشى استقطابهم والجماهير ترفضهم 

photo_2025-08-07_18-54-57

ترجمة خاصة - شبكة قُدس: في تقرير نشرته القناة 12 العبرية، تم تسليط الضوء على الأثر العميق لحرب الإبادة على قطاع الرياضة في كيان الاحتلال، والذي تجاوز الأجواء الجماهيرية والشعارات السياسية في المدرجات، ليصيب الرياضيين أنفسهم، مهنيًا واقتصاديًا ونفسيًا. فالقيود على انتقال اللاعبين، والضغوط الجماهيرية، وتدهور القيمة السوقية للرياضيين “الإسرائيليين”، أصبحت ظواهر ملموسة، حتى في دول كانت تُعتبر “صديقة” لكيان الاحتلال، مثل هولندا وألمانيا واسكتلندا.

وأوضحت القناة أن اللاعبين “الإسرائيليين” يواجهون صعوبات غير مسبوقة في الانتقال إلى أندية أوروبية، بسبب تصاعد الرفض الشعبي للاحتلال والاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، وهو ما انعكس على قيمة بعض اللاعبين. فمثلًا، اللاعب أوسكار غلوخ، الذي كان مرشحًا للانتقال إلى أندية كبرى مثل أرسنال ودورتموند بقيمة 30 مليون يورو، اضطر إلى التوقيع بمبلغ أقل بكثير (14 مليون يورو فقط) بسبب جنسيته.

كما ألغى نادي فورتونا دوسلدورف الألماني صفقة التعاقد مع اللاعب شون وايزمان، بعد احتجاجات جماهيرية اتهمته بالتحريض عبر منشوراته المؤيدة لجيش الاحتلال “الإسرائيلي”، في ظل ما وصفه وكيله بـ”العداء المتزايد للوجود الإسرائيلي في أوروبا”.

سماسرة اللاعبين وممثلو الأندية أكدوا للقناة أن القلق الرئيسي لا يأتي من المؤسسات الرياضية، بل من القواعد الجماهيرية، خاصة في الأندية التي تضم جماهير أو لاعبين مسلمين، مما يجعل استقدام لاعبين “إسرائيليين” قرارًا محفوفًا بالمخاطر. بعضهم عبّر عن ذلك صراحة لوكلاء اللاعبين، بأن “الوقت ليس مناسبًا لإثارة الجدل في النادي”.

رئيس اتحاد كرة القدم “الإسرائيلي”، شينو زوارتس، أقرّ بأن “الرواية السائدة ضدنا سلبية”، مشيرًا إلى أن هناك خطرًا دائمًا من تعليق عضوية الاحتلال في الفيفا بسبب ضغوط الاتحاد الفلسطيني. ولفت إلى أن استضافة مباريات دولية داخل الأراضي المحتلة أمر مستبعد حاليًا، خشية ردود الفعل إذا ما تعرّضت الفرق الضيفة لأي أذى.

رئيسة اللجنة الأولمبية لدى الاحتلال، ياعيل أراد، قالت إن الرياضيين الأفراد يواجهون مواقف عدائية غير مباشرة، مضيفة أن التعليمات لهم هي “الرد في الميدان وليس بالمواجهة الكلامية”. وذكرت أن التكاليف الباهظة للطيران والتأمين منذ 7 أكتوبر أثّرت سلبًا على ميزانية الرياضة في الكيان، وأدّت إلى تقليص النشاطات بنسبة 30%، رغم محاولات وزارة الرياضة تعويض الخسائر.

مدير العلاقات الدولية لاتحاد ألعاب القوى لدى الاحتلال، جاكي كوهين، أشار إلى أن إقناع الرياضيين بالمشاركة كان مهمة شبه مستحيلة، تطلّبت جهدًا دبلوماسيًا يوميًا لتجاوز المخاوف الأمنية والضغوط من عائلاتهم واتحاداتهم المحلية ومنظمات مثل BDS.

يقدّم تقرير القناة 12 العبرية سردًا متشائمًا لحالة الانكشاف التي يعيشها الرياضيون “الإسرائيليون” على الساحة الدولية بعد 7 أكتوبر، حيث لم تعد الرياضة بمنأى عن الوعي العالمي المتزايد بجرائم الحرب في غزة. وبين محاولات يائسة لعقد بطولات داخلية، وإغراءات مالية تبقي اللاعبين الأجانب، وحصار متصاعد في أوروبا، يبدو أن الرياضة باتت واجهة جديدة لانعكاسات العزلة السياسية التي يعيشها كيان الاحتلال.