غزة - قدس الإخبارية: نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مقطعًا مصورًا من داخل أحد الأنفاق، تضمّن رسالة بشأن جنود الاحتلال الأسرى لديها، مؤكدة أنهم يتعرضون للتجويع من قبل حكومتهم، كما هو حال الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقالت الكتائب في رسالتها: "يأكلون مما نأكل، ويشربون مما نشرب. كان من المفترض أن يعودوا بصفقة، لكن حكومة الاحتلال قررت تجويعهم".
وظهر في المقطع أحد جنود الاحتلال الأسرى في حالة من النحول الشديد، بعظام بارزة وجسد هزيل، في مشهد يعكس آثار سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال على غزة وسكانها.
وبثت الكتائب صورة للأسير من آخر عملية تسليم للأسرى، حيث بدا بصحة جيدة حينها، قبل أن ينقلب الاحتلال على اتفاق وقف إطلاق النار ويبدأ عملية تجويع ممنهجة، لم يسلم منها لا سكان القطاع ولا أسراه المحتجزون.
المقطع تضمّن أيضًا تصريحات لوزير الحرب المتطرف إيتمار بن غفير، قال فيها إن ما يجب إدخاله إلى غزة هو القنابل فقط، إلى جانب تصريح لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يقر فيه بأن سياسة إدخال الحد الأدنى من الغذاء هدفها تجويع السكان.
وعرضت المشاهد صورًا لأطفال فلسطينيين يعانون من المجاعة في غزة، وقد بدت عظامهم بارزة نتيجة الجوع، في مشهد مروّع يعكس حجم الجريمة التي يرتكبها الاحتلال بحق أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين منذ أشهر، وراح ضحيتها حتى الآن 154 شهيدًا بسبب المجاعة.
وفي تعقيب على الفيديو، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية علّقت على الفيديو بالإشارة إلى أن القسام كانت قد نشرت في فبراير الماضي، خلال فترة الهدنة، مقطعًا ظهر فيه الأسير دافيد وهو يناشد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قائلاً: "يا نتنياهو، لقد انتهيت منا، تفاوض بشكل لائق، وقّع على صفقة وانتهى الأمر"، في إشارة إلى تعثر مفاوضات التبادل وتخلي حكومة الاحتلال عن جنودها الأسرى.
وفي السياق ذاته، قالت مراسلة القناة 13 العبرية إن الصور ومقاطع الفيديو التي بُثّت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية "كشفت لنا كيف يبدو الجوع الحقيقي"، مضيفة: "عار على الصحفيين الإسرائيليين الذين رددوا لأسابيع أن لا مجاعة في غزة، بينما أسرانا هناك مجرد عظام وجلد... صور لا تُصدق".
أما والدة الجندي الأسير "نمرود كوهين"، فقد وصفت المشاهد التي ظهرت في مقطع القسام بأنها "محرقة 2025"، وذلك في منشور مقتضب على حسابها في منصة "إكس"، ما يعكس حجم الصدمة والغضب المتصاعد في أوساط عائلات الأسرى.
من جانبها، أصدرت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بيانًا بناء على طلب عائلة أفيتار دافيد، طالبت فيه وسائل الإعلام والمتابعين بعدم التواصل مع العائلة حتى إشعار آخر، نظرًا لما تمر به من لحظات عصيبة عقب نشر القسام للمقطع المصور.