شبكة قدس الإخبارية

شهادات سياسية وعسكرية إسرائيلية: حماس لم تُهزم

٢١٣

 

شهادات سياسية وعسكرية إسرائيلية: حماس لم تُهزم

ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: كشفت شهادات ومحادثات لقادة في جيش الاحتلال ومسؤولين سياسيين، إضافة إلى تقارير وتحليلات داخلية، حجم الإخفاق الاستراتيجي والعسكري الذي يعيشه جيش الاحتلال في عدوانه المتواصل على قطاع غزة، وسط تحذيرات داخلية من أن الحرب قد تمتد لخمس سنوات أخرى على الأقل، مع اعتراف صريح بأن حماس لم تُهزم.

في شهادات نُقلت عبر صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، تبين أن العمليات العسكرية التي نُفذت تحت أسماء مثل "حد والسيف" و"عربات جدعون"، لم تكن جزءًا من الخطة الأصلية لعام 2025، وإنما جاءت كتمديدٍ اصطناعي لحرب لم تُخطط لها المؤسسة العسكرية أو المالية في الكيان.

وأقر قادة كبار في جيش الاحتلال أن الحملة البرية الجارية في قطاع غزة، التي استأنفت منذ منتصف مارس، تجاوزت كافة التقديرات الزمنية والمالية، وفرضت عبئًا هائلًا على وحدات الاحتياط.

وأكدت تقارير من داخل جيش الاحتلال أن أسلوب القتال القائم أفشل المحاولات العسكرية المباشرة لإضعاف حماس.

وفيما يتعلق بالوضع الميداني، كشفت الشهادات أن جيش الاحتلال ركّز عملياته على مناطق محدودة مثل بيت حانون، وشرق مدينة غزة، ورفح، وبعض أحياء خان يونس، باستخدام فرق قتالية صغيرة من الجنود النظاميين، في محاولة لتجنب خسائر في صفوف جنود الاحتياط الأكبر سنًا.

ووفق شهادات ميدانية، يواصل الاحتلال القتال وفق تكتيكات محدودة تعتمد على تفجير المنازل، وتأمين قوات الهندسة، بدلًا من المواجهة المباشرة مع المقاومين الذين يستخدمون أنفاقًا لا تزال تُكتشف على حدود القطاع.

وتؤكد البيانات الصادرة من جيش الاحتلال أن الاعتراف الأبرز كان في خطاب رئيس الأركان إيال زامير، الذي أقرّ أن أحد أهداف الحرب، وهو هزيمة حماس، لم يتحقق.

التقارير أظهرت كذلك انقسامات حادة في الأهداف المُعلنة، حيث تراجعت التصريحات السياسية من "تصفية حماس" إلى "الضغط عليها لإبرام صفقة تبادل أسرى"، في حين عبّر بعض قادة الفرق العسكرية عن قناعتهم بضرورة الاستمرار في القتال، مؤكدين أن أي انسحاب الآن يعني انهيار ما تبقى من "الإنجازات" في الميدان، وخاصة في رفح.

التقرير أشار إلى أن ما لا يقل عن 800 ألف فلسطيني عادوا إلى شمال القطاع بعد انسحاب جزئي لقوات الاحتلال من محور نتسريم، وأن آلاف المقاومين ما زالوا ينشطون، الأمر الذي يعكس حجم الفشل في "حسم" المعركة.

أما على مستوى الخطاب العام، فقد كشفت الصحيفة أن جيش الاحتلال شدد الرقابة على التغطية الإعلامية للعدوان، ومنع المراسلين من الوصول إلى ساحات القتال، وطمس وجوه الجنود في الصور خشية الملاحقة الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب. وفي الوقت ذاته، تعمّدت القيادة السياسية بث رسائل "مضللة" للجمهور، متجاهلة واقع العمليات الميدانية التي لم تُحدث تغييرات جذرية في بنية المقاومة.

أحد قادة الكتائب في جيش الاحتلال أقرّ في حديث نُقل بالتقرير أن القتال ضد حماس سيستمر لعقد من الزمن على الأقل، معتبرًا أن ما بُني في غزة على مدار سنوات لا يمكن تدميره في أشهر. وأضاف: "ادعاء النصر مجرد كذبة.. والواقع أن حماس لا تزال تقاتل، وتحتفظ ببنيتها الأساسية في مواقع لم نقترب منها حتى الآن".

أما على مستوى الدعم الدولي، فقد أشار التقرير إلى أن مشاركة جيش الاحتلال في عمليات توزيع المساعدات زادت من تعقيد الوضع، خاصة بعد أن تحولت هذه المراكز إلى مسارح قتل للفلسطينيين الجائعين. وكشف التقرير عن حوادث موثقة لقصف مدفعي طال مراكز توزيع الغذاء، أودت بحياة عشرات الفلسطينيين.

وفي خلاصة التقرير، يظهر اعترافٌ صريح من قادة الاحتلال أن "عربات جدعون" لم تُحقق أهدافها، وأن حماس لا تزال قائمة وتمتلك قدرة على المبادرة، وأنه لا خيار أمام الاحتلال سوى الاستعداد لجولات طويلة من القتال قد تمتد لسنوات، في ظل انعدام استراتيجية واضحة، وتعاظم الإخفاقات السياسية والعسكرية على حدّ سواء.