شبكة قدس الإخبارية

تحقيق بريطاني: أرباح بملايين الدولارات من قنابل استخدمت في إبادة غزة

٢١٣

 

تحقيق بريطاني: أرباح بملايين الدولارات من قنابل استخدمت في إبادة غزة

ترجمة خاصة – قدس الإخبارية: كشف تحقيق استقصائي أجرته صحيفة الغارديان البريطانية، أن شركة MBDA، أكبر مُصنّع للصواريخ في أوروبا، تزوّد الاحتلال الإسرائيلي بمكونات رئيسية تُستخدم في قنابل GBU-39، التي استُخدمت في عدة غارات أسفرت عن استشهاد مئات الفلسطينيين، بينهم أطفال، وتدمير مدارس ومخيمات للنازحين.

وتملك MBDA مصنعًا في ولاية ألاباما الأمريكية ينتج أجنحة تُركب على قنابل GBU-39، المصنعة من شركة بوينغ، وهي أجنحة تنفتح بعد الإطلاق وتوجّه القنبلة بدقة إلى هدفها. وتُحوّل إيرادات الشركة الأمريكية إلى فرع MBDA في بريطانيا، والذي يرسل الأرباح لاحقًا إلى المقر الرئيسي للشركة في فرنسا. و

قد وزّعت الشركة العام الماضي نحو 350 مليون جنيه إسترليني كأرباح على مساهميها: BAE Systems البريطانية، وAirbus الفرنسية، وLeonardo الإيطالية، وفق تحقيق الصحيفة البريطانية بالشراكة مع منصتي Disclose وFollow the Money.

ورغم إعلان وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، في أيلول/سبتمبر الماضي، تعليق عدد من تراخيص تصدير السلاح إلى الاحتلال بسبب "مخاطر الانتهاك الجسيم للقانون الإنساني الدولي"، فإن التحقيق أشار إلى أن تلك الخطوة محدودة التأثير، كونها لا تشمل الشركات التابعة خارج بريطانيا مثل MBDA Inc في أمريكا، والتي تواصل تزويد بوينغ بالمكونات اللازمة لتلك القنابل.

واستخدمت قنابل GBU-39، وفق التحقيق، في 24 هجومًا موثّقًا أدى إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني، بينهم ما لا يقل عن 100 طفل. وكانت معظم الغارات قد نُفذت ليلًا، ودون تحذير، وطالت مدارس، ومساجد، ومخيمات للنازحين، من بينها مدرسة فهمي الجرجاوي بمدينة غزة التي استهدفت في 26 أيار/مايو، ما أسفر عن استشهاد 36 فلسطينيًا بينهم أطفال، ونجاة الطفلة حنين الوادية، التي أصيبت بحروق بالغة وفقدت أسرتها كاملة.

وأكدت MBDA وجود عقد لتزويد بوينغ بـ"الأجنحة"، لكنها قالت إنها "تلتزم بكافة القوانين الوطنية والدولية الناظمة لتجارة السلاح"، فيما رفضت الكشف عن نيتها وقف نشاطاتها في الولايات المتحدة أو مراجعة سلاسل التوريد المرتبطة بالاحتلال.

ويُذكر أن الأمم المتحدة، ومنظمات حقوقية على رأسها العفو الدولية، قد وثّقت عددًا من الهجمات المرتكبة باستخدام هذا النوع من القنابل ووصفتها بـ"جرائم حرب محتملة"، نظراً لاستهدافها مناطق مدنية مكتظة، دون اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي سقوط الضحايا.

وتُقدّر وزارة الدفاع الأمريكية أن نحو 4800 قنبلة GBU-39 أُرسلت للاحتلال منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، سواء عبر صفقات مباشرة أو من مخزون الجيش الأمريكي، وتُعدّ جزءًا من برنامج المساعدات العسكرية الضخم الذي تقدمه واشنطن للاحتلال.

من جهتها، قالت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الأممية الخاصة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن "الربح هو ما يُبقي على استمرار الإبادة الجماعية"، مؤكدة أن التقرير الذي أعدّته يُظهر "مجرد قمة جبل الجليد"، في ظل غياب المحاسبة لقطاعات السلاح الخاصة التي تواصل التربح من المجازر بحق المدنيين في غزة.