متابعة - شبكة قُدس: عقب رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة على قرار الاحتلال نقل صلاحيات إدارة المسجد الإبراهيمي من الأوقاف الإسلامية إلى المستوطنين، وأكد أن القرار اعتداء مكتمل الأركان.
وقال أبو سنينة في تصريح خاص لـ شبكة قُدس، إن القرار هو اعتداء على معلم حضاري مهم للشعب الفلسطيني وللإنسانية كونه مسجل كمعلم وممتلك حضاري إنساني مهدد بالخطر نتيجة وجود الاحتلال، وهو كذلك اعتداء على اليونسكو والثقافة واعتداء على حرية العبادة، كما أنه اعتداء مكتمل الأركان من كل جوانبه، وصارخ لا يمكن القبول به.
وأشار أبو سنينة، إلى أنه "ننتظر إبلاغنا بالقرار بشكل رسمي حتى نعلم تفاصيله، وسنتابع هذا الموضوع قانونيا رغم عدم ثقتنا بالمحاكم الإسرائيلية، ولكن نقوم بكل ما هو متاح بما في ذلك التواصل مع اليونسكو وكل مؤسسات العالم المعنية بالتراث الإنساني".
ووفق أبو سنينة، فإن هذا الاحتلال لا يعير أي أهمية لأي قرار أو اتفاق أو أي قانون دولي، والمجازر التي تحصل في غزة والضفة خير مثال، لأن هذا الاحتلال يمارس خارج القانون وبدعم الولايات المتحدة كل الممارسات ضامنا الإفلات من العقاب.
وذكر، أن الاحتلال يتجاوز بشكل يومي الاتفاقيات الخاصة بالمسجد الإبراهيمي، وكذلك الاتفاقيات الدولية، وهذه طبيعة الاحتلال، المتمثلة بقيام دولته على إنكار حق لذلك يرتكب المجازر منذ اليوم الأول وحتى اليوم.
وأضاف: الاحتلال يدرك غياب علاقته بالأرض، "ونخّل كل المنطقة الفلسطينية ولم يجد شيئا، ولذلك يكثف من عملياته في مدينة الخليل لوجود قبر إبراهيم الخليل فيها بزعم أن له علاقة باليهود".
ويوم أمس، كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية أن سلطات الاحتلال قررت تنفيذ تغيير غير مسبوق في الوضع القائم داخل الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، يتمثل في سحب الصلاحيات من بلدية الخليل ونقلها إلى ما يُسمى “المجلس الديني في مستوطنة كريات أربع – الخليل”، بإشراف الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال، وذلك تمهيدًا لتنفيذ تغييرات إنشائية واسعة داخل الحرم، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ قرارات “لجنة شمغار” عام 1994 التي نظمت تقسيم الحرم بين المسلمين والمستوطنين عقب مجزرة باروخ غولدشتاين.
وبحسب الصحيفة، فإن الإدارة المدنية تسعى منذ فترة لإجراء تغييرات “جوهرية” في الحرم، تشمل إقامة سقف دائم لساحة “يعقوب”، التي يسيطر عليها المستوطنون ويؤدون فيها صلواتهم طوال 90% من أيام السنة. وكانت سلطات الاحتلال قد نصبت في الماضي سقفًا مؤقتًا ومفتوحًا جزئيًا في المكان، ما أبقى المصلين اليهود عرضة لأشعة الشمس والمطر، وفقًا لما وصفته الصحيفة. كما تتضمن التغييرات المخططة تركيب منظومة متطورة لإطفاء الحرائق، وهو ما يواجه معارضة شديدة من الجانب الفلسطيني، رغم ما وصفته الصحيفة بأنه “خطر على الأرواح”، علماً بأن مراقبة كاميرات المراقبة الأمنية ظلت حتى وقت قريب بأيدي موظفي الأوقاف الإسلامية، ما استوجب في حالات الطوارئ تسليم المفاتيح من قبلهم للاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة أن القرار جاء بعد اجتماع وصفته بـ”الدراماتيكي”، عقد يوم الإثنين بقيادة وزير حرب الاحتلال، وفي أعقاب ما أسمته “عملًا تحضيريًا” من جانب الإدارة المدنية. وقد جرى خلال الاجتماع إزالة العقبات القانونية التي منعت في السابق سحب الصلاحيات من بلدية الخليل والأوقاف الإسلامية، وجرى نقلها رسميًا إلى ما يسمى بـ”المجلس الديني لمستوطنة كريات أربع – الخليل”، ما يعني فعليًا أن الإشراف على الحرم لم يعد بيد أي جهة فلسطينية، بما في ذلك الإدارة المدنية نفسها.
ونقلت الصحيفة عن شاي غليك، مدير منظمة “بتسلمو” اليهودية الاستيطانية، ترحيبه بالخطوة، معتبرًا أن “الحرم الإبراهيمي مسجل في الطابو باسم الشعب اليهودي منذ سفر التكوين”، ومهاجمًا ما وصفه بـ”القرار المشؤوم لموشيه ديان” الذي منح الأوقاف الإسلامية السيطرة على المكان. وأضاف: “آن الأوان أن يصبح الحرم مثل أي قبر لرجل صالح في إسرائيل: مغطى، مكيّف، مزوّد بخدمات ومرافق”، على حد تعبيره، وختم بالقول: “لقد حان وقت السيادة”.
وفي مؤشر على بدء تنفيذ هذه التغييرات فعليًا، افتُتحت يوم الأحد وحدات مراحيض جديدة عند سفح المبنى داخل ساحة الحرم، في استجابة لمطلب قديم للمستوطنين الذين اشتكوا من الحاجة للمشي لمسافات طويلة للوصول إلى دورات المياه في ساحة الحرم. وتؤكد الصحيفة أن الفلسطينيين رفضوا هذه الخطوة لكونها تمثّل تغييرًا في الواقع القائم داخل الحرم.