شبكة قدس الإخبارية

للمرة الأولى .. الاكتظاظ والاختناق يقتلان الجوعى في مصائد المساعدات أيضًا

٢١٣

 

للمرة الأولى .. الاكتظاظ والاختناق يقتلان الجوعى في مصائد المساعدات أيضًا

غزة - قدس الإخبارية: ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 21 فلسطينيًا بينهم أطفال وكبار سن، نتيجة التدافع الشديد والاختناق داخل مركز لتوزيع المساعدات جنوب مدينة خان يونس، في جريمة جديدة تضاف لسجل الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين المحاصرين في القطاع.

وقال مدير مجمع الشفاء الطبي د. محمد أبو سلمية إن ما حدث اليوم هو جريمة كبرى، محذرًا من استمرار ما أسماه "مصايد الموت"، في إشارة إلى مراكز توزيع المساعدات التي تتحول يوميًا إلى ساحات اختناق وسقوط ضحايا بسبب غياب التنظيم، وسوء التعامل مع الفلسطينيين الذين يتوافدون بالمئات والآلاف بحثًا عن ما يسد رمقهم.

وأكد أبو سلمية أن الضحايا اختنقوا نتيجة التدافع الحاد ووسط حديث عن استخدام غازات داخل التجمعات، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وموظفي المؤسسة الأميركية القائمة على توزيع المساعدات سبق لهم استخدام الغازات السامة وغاز الفلفل ضد الجموع الفلسطينية، ما فاقم من حالات الاختناق والإصابات.

ولم يؤكد مدير الشفاء طبيعة الغازات التي أطلقت اليوم، لكنه شدد على أن المسؤولية تقع على الاحتلال والمؤسسة الأميركية التي وصفها بأنها لا تتعامل بمعايير إنسانية أو لوجستية صحيحة، وأنها أداة لخدمة أجندات الاحتلال داخل غزة.

ودعا أبو سلمية إلى الإغلاق الفوري والعاجل لمراكز توزيع المساعدات بالشكل القائم حاليًا، محذرًا من أن استمرارها بهذا الشكل يعني مزيدًا من الشهداء. وأشار إلى أن المؤسسات الأممية، ومن بينها "أونروا" ومنظمة أطباء بلا حدود، طالبت مسبقًا بإعادة النظر في آلية توزيع المساعدات، ووقف ما يجري من انتهاكات في تلك المراكز.

وصباح اليوم، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ما تُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" بالتورط المباشر في الجريمة المروعة التي وقعت جنوب خان يونس، والتي راح ضحيتها 21 شهيدًا من الفلسطينيين نتيجة التدافع والاختناق داخل مركز توزيع مساعدات أقيم تحت مسمى SDS3.

وذكر المكتب في بيان أن المؤسسة الأميركية دعت مئات الآلاف من الفلسطينيين لاستلام مساعدات إنسانية، ثم قامت بعد تجميع الآلاف في ممرات حديدية ضيقة، بإغلاق البوابات عليهم عمدًا، في إجراء وصفه البيان بأنه صُمم بهدف خنق المجوّعين.

وأوضح البيان أن موظفي المؤسسة بالتعاون مع جنود الاحتلال قاموا برش غاز الفلفل الحارق وإطلاق النار المباشر على الفلسطينيين الذين استجابوا لنداء توزيع المساعدات، ما أدى إلى اختناقات جماعية وسقوط عدد كبير من الشهداء على الفور في مكان الجريمة.

وأضاف المكتب الإعلامي أن هناك تطابقًا في شهادات 14 شاهد عيان ممن كانوا في مسرح الجريمة، ما يعزز الرواية حول الجريمة المتعمدة التي استهدفت الفلسطينيين الجائعين.

كما رفض المكتب محاولات المؤسسة الأميركية إلصاق الجريمة بأبرياء أو فصائل فلسطينية، واصفًا هذا السلوك بأنه مفضوح ومرفوض، ويهدف فقط إلى التهرب من المسؤولية القانونية والإنسانية عن جريمة وصفها بأنها مكتملة الأركان.

وفي ذات السياق، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال بالتعاون مع ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" ينفذ مجازر مروعة بحق الفلسطينيين الجائعين، واصفًا المؤسسة بأنها ليست إنسانية، بل أداة أمنية واستخباراتية خطيرة، تخدم مصالح الاحتلال.

ومنذ بدء عمل المؤسسة في أواخر مايو/أيار الماضي، تشهد مراكز توزيع المساعدات الأميركية في قطاع غزة عمليات قتل واستهداف متكررة، حيث استخدمت قوات الاحتلال خلالها القذائف المدفعية وصواريخ الاستطلاع وحتى الطائرات المسيّرة "كواد كابتر" لإطلاق الرصاص المتفجر على الفلسطينيين المتجمعين.

وختم أبو سلمية بالقول إن من لم يُقتل بغارات الطائرات أو طلقات المسيّرات الإسرائيلية، يموت اليوم اختناقًا في طوابير الجوع، وسط عجز متزايد في المستشفيات عن تقديم العلاج بسبب الحصار وتدمير البنية الصحية في القطاع.