شبكة قدس الإخبارية

صحيفة عبرية: تصاعد الانتحار وأعراض الصدمة في صفوف جنود الاحتلال

٢١٣

 

صحيفة عبرية: تصاعد الانتحار وأعراض الصدمة في صفوف جنود الاحتلال

ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: يشهد جيش الاحتلال تصاعدًا في حالات الانتحار والصدمات النفسية بين جنوده، بالتزامن مع استمرار العدوان على قطاع غزة، ما دفع الهيئة الطبية العسكرية في دولة الاحتلال لعقد جلسة خاصة لمناقشة هذه الظاهرة المتفاقمة وسط مخاوف من تحوّلها إلى أزمة داخلية تهدد بنية الوحدات القتالية.

وأفاد المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون، بأن الجيش قرر تعليق بعض نشاطاته ميدانيًا لإجراء محادثات مباشرة مع الجنود، في محاولة لرصد علامات الضيق النفسي المتزايد بينهم، لا سيما بعد تسجيل ثلاث حالات انتحار خلال أسبوعين، من بينها جندي مظلي ما زال في حالة حرجة، وآخران من وحدتي "ناحال" و"جولاني".

وتشير التقديرات داخل جيش الاحتلال إلى ارتفاع عدد الجنود الذين يُبلغون عن صعوبات نفسية متزايدة بسبب المعارك، أبرزها ما يُعرف بـ"إصابات الهوية"، أي فقدان الشعور بالغاية أو الذات نتيجة ما عاشوه في ساحة القتال، خصوصًا في قطاع غزة. ويستعد الجيش لزيادة في أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، خاصة مع اقتراب نهاية الحرب.

وفي هذا السياق، أوضح تقرير نُشر على موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن الجيش لا يعتبر حالات الانتحار الأخيرة "ظاهرة غير عادية" بعد، لعدم وجود سمات مشتركة كافية بين الجنود المنتحرين ، لكنه مع ذلك استجاب بشكل استثنائي من خلال تفعيل خطط طوارئ نفسية ورفع الجهوزية لدى القادة والأطباء العسكريين لرصد أي أعراض خطيرة في صفوف الجنود.

ويتهم جنود وقادة ميدانيون قيادة الجيش بتجاهل توصيات بتسريح الجنود المرهقين من المهام القتالية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة. كما كشف الجيش عن معالجة أكثر من 1500 جندي في مراكز الصحة النفسية منذ بداية العدوان على غزة، مؤكّدًا أن نحو 70% منهم تم إعادتهم لأدوار غير قتالية داخل المؤسسة العسكرية.

ويُعَدّ الضغط النفسي المتواصل، والخسائر البشرية المتزايدة في صفوف جيش الاحتلال، إلى جانب طول أمد الحرب وامتدادها إلى جبهات متعدّدة، من أبرز العوامل التي ساهمت في تعميق الأزمة النفسية داخل المؤسسة العسكرية، في وقت يسعى فيه الجيش لاحتواء آثارها قبل خروجها عن السيطرة.