شبكة قدس الإخبارية

بؤر استيطانية جديدة في نابلس وهجمات على شلال العوجا بأريحا

٢١٣

 

بؤر استيطانية جديدة في نابلس وهجمات على شلال العوجا بأريحا

نابلس - قدس الإخبارية: يواصل المستوطنون في الضفة الغربية، بدعم مباشر من جيش الاحتلال، إقامة المزيد من البؤر الاستيطانية على أراضي الفلسطينيين، خصوصًا في المناطق المرتفعة والتلال، في إطار سياسة تهدف إلى فرض وقائع ميدانية جديدة وتوسيع السيطرة الاستعمارية.

ففي محافظة نابلس، أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة على طريق بيت دجن المغلق، في أراضي بلدة سالم شرق المدينة. وأفاد شهود عيان أنهم رصدوا تحركات مريبة للمستوطنين ليلًا شرق الشارع الالتفافي بعد بئر المياه باتجاه بيت دجن، تخللها إطلاق طائرة درون وتجولهم بأضواء كشافات. وفي صباح اليوم، تبيّن نصب خيمتين استيطانيتين في أراضي بيت دجن.

وقبل ذلك، أقام المستوطنون كنيسًا يهوديًا على قمة جبل جرزيم المطل على مدينة نابلس وقبر يوسف، ضمن محاولات للسيطرة الكاملة على المنطقة. وأظهر تسجيل مصور نشره أحد المستوطنين الكنيس مزوّدًا بالخدمات، ويكشف غالبية أحياء نابلس وحركة الفلسطينيين فيها. وتتمركز على قمة الجبل نقطة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال سبق أن تعرضت لهجمات مقاومة فلسطينية. ويُعد جبل جرزيم موقعًا استراتيجيًا جنوب نابلس، بارتفاع 881 مترًا عن سطح البحر.

وفي شمال مدينة أريحا، صعّدت مليشيات المستوطنين اعتداءاتها على الفلسطينيين في قرية شلال العوجا، في تصعيد خطير يستهدف تهجيرهم قسرًا.

وأفادت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو أن المستوطنين شنوا صباح اليوم هجومًا عنيفًا على الأهالي في القرية، ضمن سلسلة انتهاكات باتت يومية، تشمل الاعتداء على المساكن، إطلاق المواشي في التجمعات السكنية، والتضييق المستمر على السكان. وسبق أن أطلق المستوطنون مواشيهم بين مساكن الأهالي أمس، في مشهد يكشف نية واضحة لدفعهم للرحيل عن أراضيهم.

تتعرض التجمعات البدوية في منطقة الأغوار، وعلى رأسها شلال العوجا، لاقتحامات وتضييقات متواصلة من الاحتلال ومستوطنيه، في محاولة لفرض واقع استيطاني جديد، خصوصًا أن الموقع يُعد من المناطق الأكثر استهدافًا بسبب موقعه المركزي في الأغوار الفلسطينية. وتستهدف الهجمات أيضًا مصادر المياه الأساسية في القرية، وعلى رأسها نبع العوجا، الذي يُعد شريان حياة رئيسيًا منذ عقود، ويغذي مناطق زراعية واسعة شمال أريحا وحتى الحدود الشرقية. ويعتمد عليه المجتمع الريفي بشكل كامل في الحياة اليومية، ما يجعل المساس به تهديدًا مباشرًا لبقاء الفلسطينيين في هذه المناطق.

وتواجه التجمعات البدوية في الضفة الغربية، وعددها نحو 212 تجمعًا، ما يشبه "هولوكوست حقيقي"، بفعل سياسات الاحتلال التي تشمل الهدم، تدمير الممتلكات، التضييق على مصادر المياه والكهرباء، ومنع الوصول إلى الخدمات الأساسية. وتتركز هذه التجمعات في القدس، الخليل، الأغوار، أريحا، رام الله، بيت لحم، ونابلس، وتتعرض لعمليات هدم جماعية، ومصادرة أراضٍ، وملاحقة ممنهجة للسكان.

ورغم الحصار الميداني، يواصل الفلسطينيون في هذه المناطق صمودهم، ويواجهون سياسات الاحتلال بالإصرار على البقاء والثبات في أراضيهم. ووفق التوثيقات الحقوقية، فقد رُصدت 4820 انتهاكًا بحق التجمعات البدوية في الضفة الغربية خلال أقل من عامين، شملت هدم منازل، اعتقالات، مصادرة أراضٍ، اعتداءات من قبل المستوطنين، وتدمير منشآت حيوية، ما يعكس منهجية إسرائيلية متصاعدة تهدف إلى تفريغ الأرض من أصحابها.