فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: استهدفت ضربة صاروخية إيرانية، ضمن التصعيد الأخير بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، معهد "وايزمان" للعلوم جنوب تل أبيب، والذي يعدّ أحد أبرز المراكز البحثية والعلمية لدى الاحتلال.
وأسفر الهجوم الإيراني عن دمار واسع في مختبرات الأبحاث واندلاع حرائق كبيرة، إضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية للمعهد.
ورغم أن الاحتلال لم يصدر تفاصيل رسمية حول مستوى الأضرار، لكن استهداف منشأة بهذا الحجم والحساسية يمثل ضربة رمزية وعلمية في العمق الإسرائيلي.
وذكرت التقارير، أن أحد الصواريخ الإيرانية التي أصابت وسط فلسطين المحتلة فجر الأحد، أصاب مبنى "أندريه ديلورو" التابع لمعهد "وايزمان" للعلوم في مستوطنة رحوفوت، وهو مبنى مخصّص بالكامل لأبحاث المواد المتقدمة والذكية في مجال الكيمياء.
المبنى المستهدف يُعدّ من أهم منشآت البحث العلمي في الاحتلال، ويتبع لقسم الكيمياء ووحدة البنية التحتية للأبحاث الكيميائية في المعهد، ويضم وحدات المجهر الإلكتروني المتقدمة ومختبرات تحليلية عالية التقنية.
ويتكوّن المبنى من سبعة طوابق فوق الأرض وأربعة طوابق سفلية، وقد صُمّم كهيكل فريد من نوعه لتوفير بيئة بحثية متطورة، بمساحة بناء إجمالية تقدَّر بنحو 21 ألف متر مربع، تشمل 34,409 مترًا مربعًا فوق الأرض، و16,334 مترًا مربعًا تحت الأرض.
ويضم الطابق الأرضي والطوابق العليا نحو ثماني مجموعات بحثية ومختبرات نظرية في مجال الكيمياء، بينما تحتوي الطوابق السفلية على نحو 20 مختبرًا للمجهر الإلكتروني، منها أربعة مختبرات معزولة بالكامل بمستوى استقرار فيزيائي فائق (G-VC)، إضافة إلى غرف نظيفة بمعايير ISO CLASS-5 على مساحة 1000 متر مربع، ومختبرات تحليلية مماثلة، إلى جانب نحو 20 مختبرًا بحثيًا شخصيًا في تخصصات متعددة.
ويُعدّ المبنى جزءًا من مجمع علمي استراتيجي في معهد "وايزمان"، وقد شُيّد بمواصفات دقيقة لتلبية احتياجات أبحاث فائقة الحساسية، في مجالات تتداخل فيها الفيزياء والكيمياء والتقنيات النانوية.
بدأت "إسرائيل" تؤسس لهذا المعهد عام 1934 على يد حاييم وايزمان تحت اسم "دانيال سييف للبحوث"، ثم تمت توسعته وأعلن رسميا "معهد وايزمان للعلوم" نسبة إلى حاييم وايزمان أول رئيس إسرائيلي في 2 نوفمبر 1949.
ويعمل فيه حاليا نحو 2500 إسرائيلي، ويوفر درجات الماجستير والدكتوراه في الرياضيات، الفيزياء، الأحياء، الكيمياء، الكيمياء الحيوية، علوم الحاسب، فضلا عن المزيد من التخصصات والبرامج الأخرى. كما يضم المعهد أكثر من 30 مختبرا علميا، ومكتبة علمية كبيرة، وقاعات للمحاضرات والمؤتمرات، بالإضافة إلى مساكن مخصصة للباحثين وطواقم العاملين.
ويحصل المعهد على تمويل كبير من الجاليات اليهودية، والمنظمات الصهيونية، والجمعيات العلمية العالمية، إضافة إلى دعم حكومي إسرائيلي، ومن بين الأبحاث العلمية التي يقوم بها في مجال المواد الكيماوية والمصنعة والأدوات الطبية الدقيقة، وللمعهد مكانة متقدمة في بحوث الأمراض السرطانية ومعالجتها، وأيضا بحوث الجينات.
وإلى جانب أنشطته الأكاديمية، يلعب معهد وايزمان دورا مهما في دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويساهم بشكل كبير في المجالات العسكرية والتكنولوجية المتقدمة، من أبرزها، خدمات الذكاء الاصطناعي للجيش، وأنظمة الرصد والمراقبة، وتحليل البيانات الاستخباراتية الضخمة، وتوجيه الطائرات بدون طيار، وتطوير أسلحة ذاتية التحكم أو شبه ذاتية، وتحسين أجهزة التوجيه والتعقب الدقيقة، وتطوير تقنيات تشويش وتقنيات الحماية الإلكترونية المتقدمة.
وبالإضافة إلى ذلك يقدم المعهد بحوثا تتعلق بتقنيات نووية أو طاقة موجهة، وحماية الشيفرات العسكرية، وإنتاج علاجات طبية للجنود في ميادين الحرب، ودعم أنظمة الأقمار الصناعية العسكرية، وتطوير نظم ملاحة دقيقة (بديلة لـ GPS)، مع توفير الاتصال المشفر في البيئات المعادية.