غزة - قدس الإخبارية: في اليوم الـ26 من استئناف العدوان على قطاع غزة، يواصل جيش الاحتلال محاصرة منطقة رفح من كل الجهات، في حين حذرت (الأونروا) من مجاعة مع اقتراب نفاد جميع الإمدادات الأساسية في القطاع، في حين وصف الصليب الأحمر الوضع في القطاع بالجحيم.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، عدوانها المكثف على قطاع غزة، مستهدفة مناطق متفرقة من شماله إلى جنوبه، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، في ظل عدوان عسكري متواصل يستهدف خصوصًا مدينتي رفح وخان يونس.
وفي جنوب القطاع، استشهد فلسطيني صباحًا إثر قصف نفذته طائرة مسيّرة للاحتلال في منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس، بينما أصيب اثنان آخران في قصف مماثل وسط المدينة. كما استشهد فلسطيني آخر جراء غارة استهدفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي، التي تشهد كثافة سكانية كبيرة بسبب موجات النزوح المتتالية.
وشهدت مدينة خانيونس وبلدات مجاورة صباح اليوم غارات عنيفة وقصفًا مدفعيًا متزامنًا مع توغل محدود لآليات الاحتلال في محاور عدة بالمنطقة. كما تعرضت الأحياء الشمالية من مدينة رفح لقصف مكثف من الطائرات الحربية والمروحيات، ترافق مع قصف مدفعي متواصل.
وفي شمالي رفح، نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف جديدة للمباني، وفق مصادر محلية، في إطار مساعٍ إسرائيلية لعزل المدينة بالكامل عن بقية مناطق القطاع، وسط حصار خانق يهدد عشرات آلاف السكان العالقين الذين لم يتمكنوا من النزوح.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن قوات من الفرقة 36 ولواءي "غولاني" و"المدرعات 188" أتمّت السيطرة على "محور موراج"، وهو الطريق الاستراتيجي الذي يفصل بين رفح وخان يونس، مؤكدة أن المدينة باتت محاصرة من جميع الاتجاهات. وأضافت أن الجيش سيواصل خلال الأسابيع المقبلة العمل على إنشاء ممر لعزل رفح وضمّها للمنطقة العازلة التي يخطط الاحتلال لإقامتها على طول حدود غزة.
وبالتوازي مع العمليات في الجنوب، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة غزة، حيث أعلن الدفاع المدني الفلسطيني صباح اليوم انتشال شهيدين من تحت أنقاض منزل تعرّض لقصف إسرائيلي في منطقة الشعف بحي الشجاعية شرقي المدينة. كما تم إخماد حريق اندلع في المنزل المستهدف.
وتشهد مناطق عدة في حي الشجاعية نزوحًا كثيفًا للسكان باتجاه وسط المدينة بعد تلقيهم تهديدات إسرائيلية بشن هجوم على الحي. وكانت قوات الاحتلال قد توغلت في الأيام الماضية في الأطراف الشرقية من الحي، وارتكبت خلالها مجازر بحق المدنيين، بحسب إفادات ميدانية.
كما تعرضت أحياء التفاح والزيتون صباح اليوم لقصف مدفعي وغارات جوية، فيما تجدد القصف المدفعي على منطقة شرق جباليا شمال القطاع، حيث استُشهد فلسطينيان مساء أمس في قصف مماثل على جباليا البلد.
وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، أصيب فلسطيني برصاص طائرة مسيّرة إسرائيلية، بينما قصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق في شمال وغرب المخيم.
وفي أحدث الحصائل، أفادت مصادر طبي باستشهاد 21 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية متفرقة منذ فجر يوم أمس الجمعة.
الإمدادات تنفذ
في الأثناء، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)من خطر المجاعة الحاصلة في قطاع غزة مع الحصار الإسرائيلي المترافق مع العدوان المستمر منذ 18 شهرا.
وفي بيان على منصة إكس اليوم السبت، قالت أونروا إن جميع الإمدادات الأساسية تنفد في غزة وهذا يعني أن الرضع والأطفال ينامون جائعين.
وأضافت أنه بعد 6 أسابيع من الحصار الإسرائيلي أوشك مخزون الغذاء على النفاد وأغلقت المخابز والجوع ينتشر.
وأكدت الوكالة، أنه لا بد من اتخاذ إجراءات فورية لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية.
ويعيش أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة ظروفا معيشية مأساوية في ظل استمرار القصف والتجويع المتعمد من قبل الاحتلال.
وأمس الجمعة، قالت الأونروا إن التقديرات تشير إلى أن حوالي 400 ألف شخص نزحوا في غزة، في أعقاب انهيار وقف إطلاق النار قبل 3 أسابيع، مما يعني زيادة الحاجة إلى مساعدات إنسانية غير متوفرة.
ويستمر العدوان الإسرائيلي منذ استئناف الحرب على غزة في 18 مارس/آذار الماضي، حيث أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن أكثر من 1,550 فلسطينيًا استُشهدوا وأُصيب نحو 4,000 آخرين منذ ذلك التاريخ. ووفق إحصائيات محدثة، ارتفعت الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي إلى نحو 51,000 شهيد وأكثر من 116,000 مصاب، فضلًا عن آلاف المفقودين الذين لا يزالون تحت الأنقاض أو مجهولي المصير.