شبكة قدس الإخبارية

اختراق استخباراتي خطير: والد مجندة إسرائيلية يكشف كيف رصدت حماس الجيش قبل هجوم 7 أكتوبر

٢١٣

 

JFGFz

ترجمة عبرية - شبكة قُدس: كشف والد المجندة الإسرائيلية روني إيشل، التي قُتلت في قاعدة ناحل عوز خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، عن معلومات صادمة بشأن القدرات الاستخباراتية لحركة حماس، مشيرًا إلى أن الهجوم كان مخططًا له بدقة تفوق توقعات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت، أوضح أيال إيشل، أن مقاتلي حماس أظهروا قبل أسبوعين من الهجوم معرفتهم بتفاصيل دقيقة عن الجنود الإسرائيليين في القاعدة. وقال إنهم رفعوا لافتة كُتب عليها "مبروك" موجهة إلى ابنته، التي كانت تحتفل بعيد ميلادها آنذاك، وأشار إلى أن المراقبات في القاعدة أبلغن الضباط بالحادثة، إلا أن جيش الاحتلال لم يتخذ أي إجراء لمنع ما حدث لاحقًا.

وقال إيشل: "هذه واحدة من القصص المروعة التي علمنا بها بعد الهجوم. أصبنا بالصدمة عندما علمنا أنهم كانوا يعرفون حتى عيد ميلاد ابنتي. لم يكن ذلك مجرد صدفة، بل كان لديهم معلومات دقيقة عن القاعدة، عن الضباط، وحتى عن أرقام تسجيل سيارات الجيش الإسرائيلي."

اختراق استخباراتي شامل للجيش 

أشار والد المجندة القتيلة إلى أن هذا الحادث يكشف مدى الاختراق الاستخباراتي لحماس، إذ كانت الحركة على دراية كاملة بالبنية التحتية العسكرية داخل ناحل عوز، بما في ذلك تفاصيل أمنية يفترض أنها سرية. وأكد أن المعلومات لم تكن مجرد تكهنات أو تخمينات، بل استندت إلى بيانات استخباراتية حقيقية حصلت عليها حماس عن جيش الاحتلال.

"اليوم يتحدثون عن الرقابة وحظر نشر أسماء الضباط، لكن هذا بلا معنى. الحقيقة أن حماس كانت تعرف كل شيء عن ناحل عوز. لم يكن لديهم أي مشكلة في الحصول على هذه المعلومات، وكانوا مستعدين للهجوم بشكل لم نتوقعه"، يقول والد الجندية القتيلة. 

وفي ظل هذه الحقائق، شدد إيشل على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق حكومية مستقلة لكشف ملابسات الإخفاقات الأمنية الكبرى التي سبقت الهجوم. وقال: "لسنا بحاجة إلى لجنة من أجل الانتقام، بل لمعرفة كيف حدث ذلك وما الذي يجب إصلاحه لمنع كارثة أخرى".

إلا أن حكومة الاحتلال، بقيادة بنيامين نتنياهو، رفضت مساء أمس اقتراح تشكيل لجنة تحقيق، حيث أعلن نتنياهو أنه لا يدعم الفكرة، مبررًا ذلك بأن لجنة مستقلة برئاسة المحكمة العليا قد تحمله شخصيًا مسؤولية الفشل الأمني. وفي ختام النقاش، قررت الحكومة تأجيل البت في مسألة التحقيق الرسمي إلى ما بعد ثلاثة أشهر.

وقال إيشل إن هجوم 7 أكتوبر لم يكن مجرد "مفاجأة غير متوقعة"، بل كان نتيجة فشل استخباراتي ذريع وتجاهل واضح للمؤشرات التي سبقت الهجوم. وأضاف: "التهنئة بعيد ميلاد ابنتي لم تكن مجرد تفصيل صغير، بل كانت دليلاً على أن العدو كان يعرف كل شيء عن جنودنا وتحركاتهم. لم نكن مستعدين لهذا الهجوم، والنتائج كانت كارثية".

ويعتبر ما كشفه أيال إيشل دليلًا إضافيًا على فشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في تقدير حجم تهديد حماس، ويعزز المطالبات الداخلية بمحاسبة المسؤولين عن هذا الإخفاق غير المسبوق. ومع ذلك، يبدو أن القيادة السياسية الإسرائيلية غير مستعدة للاعتراف بهذه الإخفاقات أو اتخاذ خطوات جادة لمحاسبة المسؤولين عنها، مما يفتح الباب أمام المزيد من التساؤلات حول مستقبل الأمن الإسرائيلي بعد أحداث 7 أكتوبر.

وفي وقت سابق، بثت القناة 12 العبرية، ما قالت إنه وثائق وأجهزة الكمبيوتر التي عثر عليها جيش الاحتلال خلال المعارك في قطاع غزة، وكشفت أن حماس تمكنت من اختراق رسائل البريد الإلكتروني وإجراء عمليات مراقبة بهدف اغتيال شخصيات إسرائيلية.  

ووفقا للقناة 12، فإن المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها حماس كانت دقيقة ومفصلة للغاية، حيث قامت بتحديد  الأهداف وإعداد ملفات مفصلة لهجوم السابع من أكتوبر، وبعد مرور 450 يومًا على معركة طوفان الأقصى.

وكشفت القناة، أنه تم العثور على صور من كاميرات المراقبة التي سجلت كل ما حدث في النقاط الحرجة على مدار الساعة، كما تمكنت حماس من الوصول إلى عناوين IP  الخاصة بالكاميرات، مما سمح لها بمراقبة مستوطنات الغلاف.

ووفق القناة، فإنه تم العثور على قوائم بأسماء الحاخامات وأرقام هواتف البوابات في مستوطنات الغلاف على أجهزة كمبيوتر تابعة لحماس، بالإضافة إلى رسائل منذ عام 2022 يتعلق بطلب بناء عوائق أمنية لمنع هجمات النيران المضادة للدبابات.  

وذكر تقرير القناة 12، أنه تم العثور على صور لعمليات مراقبة قامت بها حماس لرئيس المجلس الإقليمي سدوت هنيقب، تامير عيدان، وحاخامه رافي بابيان، وأثناء الهجوم، قُتل رئيس المجلس الإقليمي شعار هنيغف، أوفير ليبشتاين، بالقرب من منزله.

وتظهر وثيقة وفق القناة، الأماكن العامة في كيبوتسات الغلاف، بما في ذلك مركز الشرطة والكُنُس، وهذه الوثائق تثبت أن تخطيط حماس للهجوم كان مستمرًا منذ عام 2016 على الأقل.