شبكة قدس الإخبارية

"فرسان الأقصى": يوم الطوفان في لعبة إلكترونية والغربُ يحتج

"فرسان الأقصى": يوم الطوفان في لعبة إلكترونية والغربُ يحتج

فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: وسط تصاعد الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية، برزت لعبة الفيديو "فرسان الأقصى" كوسيلة رقمية  لنقل الرواية الفلسطينية عن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

اللعبة، التي طورها المبرمج الفلسطيني البرازيلي نضال نجم، تحمل في طياتها رسالة احتجاج رقمي تقدم منظورًا فلسطينيًا قلما يُروى في العالم الرقمي.

قصة "فرسان الأقصى"

انطلقت لعبة "فرسان الأقصى" في أبريل 2022 بعد عشر سنوات من العمل المتواصل، بطلها أحمد الفلسطيني، شاب خيالي قضى خمس سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد أن فقد عائلته على يد جنوده، ثم تبدأ رحلته بالمقاومة والانضمام إلى مجموعة مقاومة تُدعى "فرسان الأقصى"، حيث يخوض اللاعب مغامرات تعكس مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

نضال نجم، استلهم اللعبة من تاريخ والده الذي هاجر إلى البرازيل بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وأراد نجم أن يستخدم التكنولوجيا لتحدي الصور النمطية التي غالبًا ما تُصور الفلسطينيين والعرب كإرهابيين في الألعاب الغربية، قائلاً في إحدى المقابلات الصحفية: "هدفي كان إيصال روايتنا إلى العالم، وإظهار حق الفلسطينيين في المقاومة".

ss_5cab286c290b035d7569125f69648643c56ec4da.600x338

 

"عملية طوفان الأقصى": تجسيد لحظة تاريخية

في أكتوبر 2023، أصدرت اللعبة تحديثًا بعنوان "عملية طوفان الأقصى"، مستوحى من أحداث يوم العبور الكبير من طوفان الأقصى واقتحام المقاومة مواقع الاحتلال في 7 أكتوبر 2023. 

 يقدم التحديث مشاهد تفاعلية تُظهر اقتحام قاعدة "رعيم" العسكرية إسرائيلية عبر الطائرات الشراعية، مستعيدًا صورة رمزية لصمود الفلسطينيين ومقاومتهم.

وفي تصريحاته، أكد نجم أن التحديث يهدف إلى تسليط الضوء على ما وصفه بـ"حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال"، وقال: "اللعبة ليست أكثر من احتجاج رقمي يعكس ما يتعرض له شعبنا يوميًا".

ss_c3fc0885e8dc70f7be45e9c972070be0f58a427f.600x338


غضب غربي من اللعبة 

أثارت اللعبة انتقادات واسعة من جهات مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى إزالتها من منصة الألعاب الشهيرة Steam في عدة دول، منها المملكة المتحدة وأستراليا وألمانيا، وبررت المنصة القرار بأنه استجابة لطلبات من جهات أمنية تتعلق بمكافحة الإرهاب.

لكن المطور الفلسطيني يرى أن هذه الإجراءات تكشف عن ازدواجية المعايير في التعامل مع المحتوى الرقمي. وقال: "بينما تُسمح الألعاب الغربية بتصوير العرب كمعتدين، يُفرض حظر على أي لعبة تسلط الضوء على الرواية الفلسطينية أو حق المقاومة".

وتحت بند إخلاء المسؤولية، تكتب منصة ستيم على اللعبة: "هذه اللعبة لا تشجع على "الإرهاب" أو معاداة السامية أو الكراهية ضد اليهود أو أي مجموعة أخرى، بل هي رسالة احتجاج ضد الاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية"

ss_9a404d21ea814bd5b4a68e998a002969b39df491.600x338

 

رغم القيود، وجدت اللعبة جمهورًا واسعًا بين الفلسطينيين وداعمي قضيتهم حول العالم. يعتبرها كثيرون وسيلة مبتكرة لتعريف الأجيال الجديدة القضة الفلسطينية عبر أسلوب عصري يجمع بين الترفيه والتعليم، فيقول نجم: "فرسان الأقصى ليست مجرد لعبة، بل وسيلة للتأكيد على وجودنا، ولإبراز الحقائق التي يحاول الاحتلال طمسها".

يُظهر نجاح اللعبة، رغم التضييقات، أن الفلسطينيين قادرون على استخدام الفضاء الرقمي كمنصة لتعزيز روايتهم، وسط محاولات مستمرة لإقصائها. وبينما يعتبرها البعض شكلاً من أشكال المقاومة الحديثة، يرى آخرون أنها أداة لتوثيق الأحداث بطريقة لا تنفصل عن واقع الصراع.