ترجمة خاصة - شبكة قدس: اعتبرت صحيفة هآرتس العبرية أن الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي ولبنان أمر لا مفر منه، لكنها اختيارية بقرار من حكومة الاحتلال في وقت لا يُعرف من سيكون وزير الحرب الذي سيقودها، بينما تبقى جاهزية الجيش غير واضحة، والدعم الدولي أضعف من أي وقت مضى، والجبهة الداخلية مهترئة ومنهكة.
ووفق الصحيفة، فإن حكومة الاحتلال تخلّت عن مستوطني غلاف غزة والجليل، وفي حال اندلاع حرب مع لبنان فإن المستوطنات جميعها ستكون في مرمى النار ولن تكون في مأمن، وسيقضي المستوطنون أيامهم ولياليهم في غرف محصنة خانقة، بينما سيتنقل آخرون بين السلالم أو سيحتمون تحت الأشجار والصخور.
وعن مجريات وتبعات الحرب مع لبنان، قالت الصحيفة إن سلاح جو الاحتلال قد يعيد بالفعل لبنان إلى العصر الحجري، لكن في المقابل لدى الاحتلال ستغلق المطارات، وتنهار المستشفيات، وستغلق المدارس ورياض الأطفال أبوابها، ويضطر عشرات الآلاف إلى ترك أماكن عملهم. وهذا سيكون فقط البداية.
وحول مصير أسرى الاحتلال لدى المقاومة في غزة، أشارت الصحيفة إلى أن الحرب مع لبنان ستجعلهم قضية منسية رغم أنهم "العبء الثقيل" الذي يعيق "النصر"، وسيتم سحب جثثهم من الأنفاق واحدة تلو الأخرى، ومن غير المؤكد ما إذا كانوا سيحظون حتى بمراسم جنائزية، إذ لن يكون هناك وقت أو مكان لإقامة مثل هذه المراسم بينما تحرق الحرب في لبنان كل شيء.
ولفتت الصحيفة إلى ضعف احتمالية "الحرب الخاطفة" التي تدمر "بنية حزب الله التحتية" في غضون أسبوعين أو ثلاثة، مرجحة الحرب الشاملة، داعية المستوطنين أن يستعدوا بتخزين الطعام والماء والنقود والورق الصحي والبطاريات والمولدات، لأن ليس الجميع سيحصل على مكان في الملجأ النووي في قيساريا، أو مقعد مضمون في "جناح صهيون"، حيث يختبأ قادة الاحتلال في المكانين.
ورأت الصحيفة أن المراهنة على أن يؤدي السخط الشعبي في لبنان إلى إضعاف حزب الله وإجباره على وقف إطلاق النار، هو وهم يشبه التوقع بأن سكان غزة سينتفضون ضد حركة حماس، وبدلاً من ذلك، يمكن توقع "ثورة" دولية تفرض عقوبات وحظر أسلحة على إسرائيل.
وفق الصحيفة العبرية، فإن هناك مخرجا يتمثل في إجراء صفقة الأسرى لا تزال مطروحة على الطاولة، وثمنها سيكون أقل بكثير من أي حرب قد يبادر بها الاحتلال ضد لبنان، لأن التفكير بإعادة إنشاء "حزام أمني" في لبنان، أو تكرار نموذج "المنطقة العازلة" المحيطة بقطاع غزة، لإبعاد كل التهديدات، يعني احتلالاً طويل الأمد داخل لبنان، وهو ما يعني تكرار نفس الخطأ مع توقع نتائج مختلفة.
وعلّقت الصحيفة على الهجوم الواسع الذي طال آلاف العناصر من حزب الله عبر تفجير جهاز "البيجر" الذي بحوزتهم، معتبرة يثير تساؤلات حول أهدافه الحقيقية، وما إذا كان يمكن أن يؤدي إلى تداعيات استراتيجية أوسع، إذ أنه في التحليل التكتيكي، يبدو أن الاحتلال تجاوز حدود "معادلة الردود" التقليدية بينها وبين حزب الله منذ 8 أكتوبر على افتراض أن الطرفين لا يسعيان إلى حرب شاملة، وهو ما تمثل في حجم الضربات ومدى استهداف المدنيين ونوع الأسلحة المستخدمة.
وبيّنت الصحيفة أن التوقع بأن الهجوم سيؤدي إلى تغيير استراتيجي في حزب الله قد يكون مبالغًا فيه، إذ أن الحزب يمتلك ترسانة متنوعة من الصواريخ والطائرات بدون طيار وأنظمة اتصالات بديلة، وإذا هو دفع حزب الله للتوقف عن استهداف جيش الاحتلال وقطع الصلة بين غزة ولبنان، فقد تكون هذه الطموحات "الإسرائيلية" مبالغًا فيها.