ترجمة خاصة - شبكة قُدس: قالت صحيفة هآرتس العبرية، إنه قبل حوالي خمسة أشهر، أشار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في نقاش "أمني"، إلى أهمية ممر نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى نصفين بين الشمال والجنوب، واعتبر أنه إذا تركه جيشه، فإن ذلك يعني هزيمته في الحرب، وفي ذلك الوقت، كان رئيس الأركان أيضًا ضد الانسحاب من المحور، وفشلت صفقة التبادل مع حماس رغم أن الأخيرة قدمت مواقف مرنة بالفعل، وفي مايو، غير رئيس الأركان ووزير الحرب مواقفهما تحت ضغط شديد، وأعطى نتنياهو موافقته على مخطط جديد، بما في ذلك الانسحاب من الممر، وقبل اتخاذ القرار، تأكد من دعم الجميع له وأن لا أحد يعارضه من اليمين.
ومع ذلك، بدأت الأمور تتعقد مرة أخرى، وفق هآرتس، وسرعان ما كانت الأوضاع تسير في اتجاهين مختلفين دون توافق، والآن، يكره نتنياهو هذا المخطط، ربما لأن حماس أعادت عرض مواقفها.
ويزعم نتنياهو أن مسؤولي المؤسسة الأمنية "فرضوا" عليه الخطوط العريضة، ويكرر طلبه بضرورة تواجد إسرائيلي في الممر، وهو يعلم أن ذلك سيفسد الصفقة، وهذه المرة، يحاول رئيس الأركان أن يتخذ موقفًا مختلفًا، مشيرًا علنًا إلى أن الجيش سيعرف كيفية تلبية أي شروط للصفقة، ولكن تأثيره على الجمهور لم يعد كبيرًا بما يكفي.
وتقول الصحيفة، إن نتنياهو يتجاهل هذه التصريحات بشكل غير مبالٍ، وهذا يعكس مشكلة أعمق تتمثل في أن قيادة الجيش لم تسلم القيادة لأطراف أخرى، متحررة من تأثير أحداث 7 أكتوبر، لاتخاذ القرارات.
وتردف، أن هناك مثالا آخر على هذه المشكلة، يتعلق بالقتال في رفح، حيث يصور نتنياهو حماس على أنها على حافة الهزيمة لأن الجيش دخل رفح رغم التحذيرات، ويدعي أنه انتصر وقضى على حماس، ومع ذلك، يعرف الجيش جيدًا أن قواته لم تدخل المدينة فعليًا، وأن أربع كتائب لحماس في المدينة لم تُهزم بالكامل؛ فقد تعرضت لضربة وتراجعت، وهي الآن تنتظر الفرصة لاستعادة قوتها وفق الصحيفة.
وبحسب الصحيفة، فإن الجيش يروج لهذه الرواية المضللة، مدعيًا القضاء على قوة حماس، وتبرير موقف رئيس الأركان بضرورة وجود صفقة الأسرى، وهذا الإطار يعكس الانتصار المزعوم الذي ينادي به نتنياهو، لكنه لا يتماشى مع الواقع.
واعتبرت، أن الهجوم القاسي من نتنياهو واليمين المتطرف على الجيش يجعل الغريزة الأولية هي حماية الجيش بأي ثمن، بين سخرية بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير من جهة، ومهنية هرتسي هليفي ورونان بار من الشاباك من جهة أخرى، وهذا يجعل من الصعب الدفاع عن الجيش مؤخرًا.
وحول تحقيقات بئيري تقول الصحيفة، إن الجيش يريد تبرئة العميد باراك حيرام ومنحه قيادة فرقة غزة، وهذا لا يبرر الانتقادات التي تواجه التحقيق الأول الذي نشره الجيش لفريق شيلداغ وقائد دورية سيرت متكال، ولا يتناول القادة الكبار مثل المسؤولين في المخابرات وشعبة العمليات وشعبة غزة.
وقالت إن التعامل مع مسألة تجنيد اليهود المتشددين يثير أيضًا تساؤلات، كما أن رئيس قسم القوى البشرية لم يحضر مرتين إلى اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والأمن، وعندما حضر، كانت إجابات الجيش غامضة والبيانات غير كاملة، وتتزايد مقاطع الفيديو التي تظهر جنود الاحتياط أثناء القتال يعبرون عن مواقف سياسية تتعارض مع قيم الجيش، دون أن يكون هناك تدخل من الجيش، ويبدو أن الجيش يتعامل مع هذه الأمور كما لو كان ميليشيا وليس جيشًا نظاميًا.