القاهرة - خاص قدس الإخبارية: يعيش الفلسطينيون في مصر هذه الأيام ظروفاً صعبة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي وسط انطلاق جولة جديدة للمفاوضات للتوصل لاتفاق شامل يوقف حرب الإبادة.
ويعاني الفلسطينيون من غياب الدخل المادي نتيجة فقد الكثيرين منهم لمصادر دخلهم ورزقهم جراء حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي عليهم منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023، علاوة عن اضطرارهم لدفع مبالغ مرتفعة للتنسيق من أجل السفر لمصر.
وتحصل شركة هلا المملوكة لرجل الأعمال إبراهيم العرجاني على مبلغ 5 آلاف دولار أمريكي مقابل التنسيق للشخص الواحد حيث تحصلت على عشرات الملايين من الدولارات منذ بداية الحرب، علاوة عن التنسيقات الأخرى التي تتم عن طريق الخارجية المصرية وجهاز المخابرات.
ويشير تحقيق أجرته صحيفة ذا تايمز البريطانية إلى احتمال أن تكون شركة "هلا" التي يملكها رجل الأعمال المصري إبراهيم جمعة العرجاني قد حققت 88 مليون دولار في غضون أسابيع، من خلال فرض رسوم على الفلسطينيين اليائسين أكثر من 5000 دولار للخروج من غزة إلى مصر، ضمن قائمة يحضر أفرادها إلى معبر رفح الحدودي، حيث يكون بمقدورهم بعد ذلك مغادرة غزة إلى مصر سيراً على الأقدام، لكنهم لا يسافرون كلاجئين، بل عملاء يدفعون الثمن.
وحققت الشركة المصرية الخاصة "هلا للاستشارات والسياحة" التي يُزعم أنها لطالما تمتعت بروابط قوية مع الدولة، عملاً مربحاً من خلال إخراج الفلسطينيين من غزة عبر الحدود يومياً، علماً أن الشركة التي تحتكر فعلياً النقل التجاري عبر معبر رفح، تفرض رسوماً على إخراج الفلسطينيين البالغين تصل إلى 5000 دولار للفرار من حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزّة، مقابل 2500 دولار لمن تقل أعمارهم عن 16 عاماً.
في الوقت ذاته يعاني الفلسطينيين الذي اتجهوا للقاهرة من ارتفاع في أسعار الشقق السكنية والتي تصل في بعض الأحيان إلى 600 دولار أمريكي وتنخفض لتصل إلى 150 دولار في أحيان أخرى، وهو ما يفاقم من معاناة الفلسطينيين.
الفلسطيني حسام وجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى القاهرة حيث اضطر لدفع مبلغ مالي كبير للحصول على تنسيق يمكنه من السفر بعد قرابة 5 شهور من البقاء تحت القصف في مدينة غزة وجنوبها حيث نزح عدة مرات بفعل الحرب.
ويقول حسام لـ "شبكة قدس"، الذي طلب اخفاء هويته الكاملة، إن ظروف السفر صعبة للغاية علاوة عن عدم وجود مصادر دخل له ولعائلته نتيجة تعطله من الشركة التي كان يعمل بها قبل الحرب الإسرائيلية على غزة وتوقف الكثير منها عن العمل.
ويشير إلى أن ظروف الحياة في مصر صعبة في ظل تنكر السفارة الفلسطينية للفلسطينيين الموجودين في مصر وعدم توفير أية خدمات تمكنهم من العيش في ظروف أفضل لا سيما على الصعيد الصحي أو حتى الاقتصادي في ظل ارتفاع معدلات التضخم.
أما الفلسطيني محمود فوجد صعوبة في إجراء عملية طارئة لوالده نتيجة عدم تغطية السفارة الفلسطينية للتكاليف المالية له ما اضطره لطلب المساعدة من إحدى المؤسسات المصرية الخيرية التي قامت بتغطية تكاليف العملية التي تجاور 100 ألف جنيه مصري.\
ويقول محمود لـ "شبكة قدس" إن السفارة لم تقم بتحمل هذه التكاليف وتذرعت بنقص الإمكانيات وهو ما يطرح تساؤلاً عن دور السفارات خارج فلسطين ومهامها إذا لم تقم بتوفير كامل الإمكانيات للفلسطينيين من أجل حمايتهم،
ويشير إلى أن المطلوب أن تتحمل السفارة دورها وأن يكون لها مهام إغاثية واضحة لآلاف النازحين الفلسطينيين الذي وصلوا مصر هرباً من الحرب الإسرائيلية المدمرة التي يشنها الاحتلال للشهر السابع على التوالي وتقترب من دخول شهرها الثامن.
وكان السفير الفلسطيني لدى القاهرة قال قبل أيام في لقاء جمعه بالصحافيين الفلسطينيين في القاهرة إن قرابة 85 ألف شخص وصلوا مصر خلال الفترة ما بين أكتوبر حتى نهاية أبريل نيسان دون الإشارة لدور السفارة في توفير أي خدمات لهم.
وتحدث السفير دياب اللوح عن طلب تقدمت به السفارة للسلطات المصرية بتوفير إقامات مؤقتة للفلسطينيين في ظل الحرب على غزة دون الحديث عن طبيعة هذه الجهود مكتفياً بالإشارة فقط إلى أن هذا الملف يبحث على أعلى الجهات السيادة في مصر.
وحاولت "شبكة قدس" الحصول على رد من وزارة الخارجية في رام الله، ولم تتمكن من ذلك، وتترك الشبكة الباب مفتوحًا لأي رد.