شبكة قدس الإخبارية

رئيس جهاز الموساد الأسبق "تمير باردو" ماذا يقول؟

thumb (3)
الأسير إسلام حامد

 

عام 1971م، وعن عمر 18 سنة تجنّد "تمير باردو" في الجيش الصهيوني ليخدم الدولة التي يؤمن بها، روح القتال حاضرة، والكُره للعرب أساس الخطاب اليومي، والانتصار الكبير في حرب 1967م، (النكسة فلسطينيًا) يغازل المشاعر الجياشة.

الجيش الصهيوني أصبح ضمن القناعات المسلّم بها في ذلك الوقت بأنه لن يهزم.

هكذا نشأ وتربى من سيصبح لاحقًا رئيس المنظمة الأقوى والأخطر في المنظومة الأمنية الصهيونية جهاز الموساد "تمير باردو".

التساؤل: إن كان هناك لحظة حقيقة يمكن من خلالها لشخص عقائدي كـــ "تمير باردو" أن ينعزل عن ماضيه، ويصدر حكمًا راديكاليًا بحقه، مخالفًا لكل ما عمِل من أجله؟

دون سابق إنذار صارحَ "باردو" نفسه وجمهور الكيان الصهيوني بحقيقته الصادمة الكيان الصهيوني يمارس الأبارتايد بحق الفلسطينيين وهذا يبرز -دون الحصر- في مناطق الضفة الفلسطينية، فهناك يعيش شعبان يتحاكمان بمنظومتين قضائيتين مختلفتين، الشعب الفلسطيني يتحاكم للقضاء العسكري، والمستوطنين للقضاء المدني في الداخل المحتل، مع أنهما يعيشان في نفس الجغرافيا، من هنا يقول "باردو" أن هذا هو صميم الأبارتايد، أي التفريق العنصري بين جماعتين.

القمة التي أربكت السياق الإنساني المعاصر خلال القرن الماضي للأحداث اللاإنسانية في جنوب أفريقيا الدولة التي تسيطر عليها الأقلية البيضاء وتتحكم بالأكثرية السوداء، الأبارتايد المفهوم الذي أسقطه "باردو" عن كل ما يمثله الكيان الصهيوني.

في الحالة الفلسطينية الأمر متماثل إلى حد كبير في العقل الأبارتايدي الإستعماري الصهيوني الحاكم، لكن بخلاف بسيط أن التمايز ليس بين أبيض استعماري وأسود، بل هو بين الجماعة اليهودية (بتعريفها الديني القومي) وبين السكان الأصلانيين وهم الفلسطينيون حصرًا.

التوتر الذي صنعه "باردو" لا يمكن تجاوزه، ليس لأنه تحدث في صميم المسألة فقط، بل للانعكاسات التي تساهم في عملية تقويض الكيان الصهيوني وحصاره، ومن هذه الانعكاسات أنه في هذه الشهادة التاريخية قد كشف الوجه الحقيقي لعناصر الجيش الصهيوني على سبيل المثال من قيادة هيئة الأركان إلى أصغر مُجند فيه أمام محكمة الجنايات الدولية، ويضيف في بعض حديثه أن (إسرائيل -أي الكيان الصهيوني- يجب عليها كدولة بدون حدود -أي حدود جغرافية- هي دولة لا تحتكم لأي ضوابط) *

قول "باردو" وشهادته على ما يمثل أصبح واقعًا لا يمكن تجاوزه، لكن الطرف الفلسطيني المهم في المعادلة، ماذا يقول؟