جنين - قُدس الإخبارية: اختار جيش الاحتلال الاعتماد على لواء "النخبة"، في العملية العسكرية العدوانية، التي شنها على جنين ومخيمها، لمدة يومين، وانتهت الليلة الماضية.
تشكل اللواء المعروف باسم اللواء "89" المعروف باسم "عوز" أو "النخبة"، في عهد قيادة الجنرال غادي آيزنكوت لهيئة الأركان في جيش الاحتلال، عام 2015.
وضم اللواء أربعة من وحدات "النخبة"، في جيش الاحتلال، وهي "ماجلان" وحدة الاستطلاع التي كانت تتبع للفرقة 98، ووحدة "المستعربين" المعروفة باسم "دوفدوفان" التي تولت سابقاً مهمات اغتيال مقاومين أو تحرير جنود أو مستوطنين أسرى، وغيرها من المهمات الخاصة، ووحدة "إيغوز" التي كانت تتبع للواء "جولاني"، و"ريمون" التابعة للواء "جفعاتي".
تشكيل اللواء جاء في سياق تطبيق "أفكار" آيزنكوت" حول بناء جيش من "قوات النخبة الخاصة"، المدعومة بأحدث الوسائل التكنولوجية، والتي تعمل بتناغم مع سلاح الجو وأنظمة الاستخبارات، في مواجهة قوى المقاومة، في غزة ولبنان، التي شكل القتال معها، في السنوات الأخيرة، مأزقاً عملانياً لجيش الاحتلال، خاصة مع أزمة القوات البرية التي فقدت قدرات كبيرة في المناورة والقتال، كما تؤكد شهادات جنرالات وضباط سابقين في الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، بالإضافة لتقارير لجان التحقيق الخاصة في الحروب السابقة.
الهدف من تشكيل اللواء، وفقاً لجيش الاحتلال ووسائل الإعلام الإسرائيلية، هو القتال "خلف خطوط العدو" وتنفيذ مهمات خاصة خارج فلسطين المحتلة، في أية حرب مستقبلية على الجبهة الشمالية أو في قطاع غزة.
الاختبار الأول للواء ربما كان في معركة مخيم جنين، خلال اليومين الماضيين، إذ دفع الاحتلال بأكثر من 1000 جندي منه معززين بقوات أخرى من الألوية البرية، والآليات العسكرية، وبغطاء جوي، في محاولة لتطبيق بعض الأفكار التي يطرحها قادة جيش الاحتلال حول نمط العمليات الخاصة التي تنفذها "قوات النخبة"، بتناغم ما بين الطيران والاستخبارات.
خرج الاحتلال من المعركة بنتائج "متواضعة"، كما تؤكد وقائع الميدان والتقارير الإعلامية الإسرائيلية، ولم ينجح في تحطيم البنية التنظيمية الصلبة لمجموعات المقاومة، في جنين ومخيمها، وانسحب تحت نيران كثيفة، بعد أن نجحت تكتيكات المقاومين في تقليل الخسائر والحفاظ على مستوى جيد من النيران، خاصة في الأحياء التي فشل الاحتلال في اقتحامها أكثر من مرة، مثل حارة الدمج.
ربما لا تعتبر جولة القتال هذه في جنين ومخيمها مقياساً لوحدها على أداء اللواء، في المعارك، في ظل حقيقة أن كل معركة مستقبلية قد تكون دروسها مختلفة عن معركة اليوم، وهو ما يؤكد على حاجة المقاومة لاستخلاص العبر من الجولة، نحو تمتين أدائها في مواجهة تحديات المستقبل.