فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: عام مضى على جريمة الاغتيال الإسرائيلية التي ارتقى فيها أدهم الشيشاني ومحمد الدخيل وأشرف مبروكه، عقب إطلاق قوات خاصة إسرائيلية تسللت إلى داخل حيّ المخفية بنابلس، الرصاص صوب الشبان الثلاثة التي أعلن استشهادهم على إثرها في 8 فبراير 2022 فيما نجا رابعهم إبراهيم النابلسي والذي ارتقى في أغسطس من العام ذاته شهيدا برفقة سلاحه.
من المطاردة إلى الشهادة
طاردت قوات الاحتلال الشبان الأربعة لأشهر، فيما نسبت قوات الاحتلال لهم تنفيذ عدد من عمليات إطلاق النار على مستوطنات ومركبات ونقاط عسكرية تابعة للاحتلال الإسرائيلي بالقرب من نابلس. وقالت عنهم وسائل إعلام عبرية نقلا عن مصادر وصفتها بـ"الأمنية" في حينه، أن الشبان الأربعة عمدوا إلى التصرف بحذر خلال نشاطهم العسكري، وانتقلوا من مخبأ لآخر مع تقسيم واضح للأدوار فيما بينهم وتصرفوا كمطاردين.
وآخر عمليات إطلاق النار التي ينسبها الاحتلال للشهداء الثلاثة، وقعت قبل عدة أيام من اغتيالهم، حين ادعى الاحتلال تعرض قواته المتمركزة عند أحد مداخل نابلس لإطلاق النار من سيارة مسرعة، وقبل ذلك، نفذ الشبان عملية إطلاق نار في 29 يناير 2022، استهدفت آلية عسكرية قرب قرية تل الفلسطينية جنوب غرب مدينة بابلس.
كما ينسب الاحتلال للشهداء تنفيذ عملية إطلاق نار في 27 يناير 2022، على نقطة عسكرية شرقي محافظة نابلس، وفي 25 يناير 2022، نفذوا عملية إطلاق نار على قوات للاحتلال متمركزة قرب مدينة نابلس.
كانت هناك تخوفات كبيرة كانت لدى الاحتلال بحسب ما نقل الإعلام العبري، من استمرار الخلية بالعمل المسلح الذي يستهدف قوات الاحتلال في منطقة نابلس، وخشيته من استمرار هذا النموذج من العمل المقاوم.
ويوم اغتيال الشبان المبسلط والشيشاني والدخيل، قالت قناة كان العبرية، إن جيش الاحتلال نشر قناصة في المكان الذي كان يتوقع أن يتواجد فيه الشبان الثلاثة ونشر عددا كبيرا من القوات الخاصة في المنطقة، وبعد عمليات بحث واقتحامات مستمرة لمناطق مختلفة في نابلس بحثا عنهم، أطلقت قوات الاحتلال عددا كبيرا من الرصاص صوب مركبة يستلقها الشهداء الثلاثة برفقة أسلحتهم، ارتقوا على إثرها شهداء.
نابلس العصية عن الانكسار
شيع الآلاف الشهداء الثلاثة بعد أن اغتالتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في حي المخفية، وجاب المشيّعون شوارع المدينة، وسط إطلاق نار كثيف في الهواء من قبل مسلحين، وعلى وقع هتافات منددة بجريمة الاحتلال.
وانطلقت مسيرة غاضبة يقدّر عدد المشاركين فيها بالآلاف، من أمام مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس وحملوا الشهداء على الأكتاف حتى دوار الشهداء وسط المدينة، ومن ثم للمقبرة الشرقية.
وقبل التشييع، سادت مشاعر الغضب المكان، وشوهد العشرات وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ورايات مختلف الفصائل الوطنية والإسلامية، بالإضافة إلى انتشار مسلحين فلسطينيين.
كان لارتقائهم أثر على عشرات الشبان في مدينة نابلس، وكانوا قدوة للكثيرين، الذين ساروا على دربهم من بعدهم وكانت بوصلتهم الشهادة في سبيل الله والوطن على خطى من سبقوهم.
كانت الخلية المسلحة نشطة في منطقة نابلس، وكانت التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن القضاء عليها سينهي حالة المقاومة المسلحة في نابلس والبلدة القديمة، لكن ما حدث كان عكس التوقعات.
خشيت قوات الاحتلال عقب ارتقاء الشيشاني والمبسلط والدخيل، من إقدام النابلسي رفيقهم الرابع، على تنفيذ عمليات إطلاق نار انتقاما لرفاقه، وكثفت قوات الاحتلال من انتشار عناصرها في الضفة تخوفا من اندلاع مواجهات وتصعيد أمني في أعقاب جريمة اغتيال الشبان الثلاثة.
وعقب اغتيالهم، لم تتوقف المقاومة المسلحة في نابلس، بل ارتفعت وتيرتها، وأصبحت هناك تشكيلات عسكرية أبرزها كتيبة نابلس، كتيبة بلاطة ومجموعة عرين الأسود التي اغتال الاحتلال معظم قادتها بسبب نشاطهم المقاوم المسلح في المنطقة والتي نشط فيها النابلسي كذلك وكان أحد قادتها.
لم يمر اقتحام واحد لمدينة نابلس وبلدتها القديمة دون اشتباكات مسلحة مع المقاومين، الذين تصدوا في كل مرة لهذه الاقتحامات، وكذلك لاعتداءات المستوطنين خاصة التصدي لاقتحامات قبر يوسف التي أدت إلى إصابات وقتلى في صفوف الاحتلال ومستوطنيه على مدار العام الماضي.