الخليل - خاص قدس الإخبارية: جاء استشهاد المقاوم المشتبك حمدي أبو دية مفاجئًا بالنسبة لعائلته والمقربين منه وغير متوقع، فهو وفق قولهم، لم يكن يتبع أي فصيل سياسي فلسطيني ويعمل في جهاز الشرطة الفلسطينية في رام الله.
ويحظى الشهيد أبو دية بحب واحترام جميع أقرانه والمقربين منه حيث كان شخصًا اجتماعيًا دمث الخلق ومقرب من الجميع ويسعى إلى حل الكثير من الإشكاليات العائلية ويساهم في تقريب وجهات النظر على الصعيد الشخصي أو العام حتى.
وخاض الشهيد أبو دية قبل يومين اشتباكًا مسلحًا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب بلدة حلحول شمال مدينة الخليل، جنوب الضفة المحتلة.
في هذا السياق، يقول خالد أبو دية الشقيق الأكبر للشهيد حمدي إن الأخير كان متواضعا ومحبوبا اجتماعيًا ومقرب من الجميع ومعروف عنه حسن الخلق، إلى جانب ثقافته العالية وحبه للقراءة بالذات خلال فترة تواجده في الأسر في سجون الاحتلال.
وبحسب حديث أبو دية لـ "شبكة قدس" فإن شقيقه يحمل درجة الماجستير في تخصص الخدمة الاجتماعية وحماية الأسرة، وعمل كمحاضر في عدد من الجامعات والكليات المحلية في الضفة الغربية المحتلة في هذا التخصص خلال السنوات الأخيرة.
ويشير إلى أن السلوك العام لشقيقه المقاوم المشتبك لم يوحِ للعائلة قبل استشهاده بفترة قصيرة بأنه مقبل على تنفيذ عملية أو الاشتباك مع الاحتلال، إذ كان يمارس حياته بشكلٍ طبيعي ومعتاد وبنفس الروتين اليومي الذي اعتاد عليه.
ويردف قائلاً: "شقيقي متزوج وله ثلاثة من الأبناء، وكان إلى جانب عمله في جهاز الشرطة الفلسطينية خلال الفترة الماضية، فهو يساهم في حل المشاكل العائلية والأسرية ولم يكن يتأخر عن التدخل والإصلاح بين الناس".
ويؤكد أبو دية على أن شقيقه لم يكن ينتمي لأي من الفصائل الفلسطينية كما تحدث هو في وصيته التي نشرها عبر صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه قرأ لغالبية الأفكار السياسية الموجودة على الساحة الفلسطينية خلال فترة سجنه.
وكانت مصادر عبرية ذكرت أن الشهيد أبو دية أطلق النار على جنود الاحتلال، فيما نشر جيش الاحتلال السلاح الذي كان بحوزته.
ونعت الجبهة الشعبية الشهيد أبو دية حيث قالت "إن الشهيد الرفيق المشتبك اقتدى بأبطال عملية "الثأر المقدّس"، عملية السابع عشر من أكتوبر إذ استذكر الرفيق حمدي قرعان أحد أبطال العملية في وصيته.
وشدّدت الجبهة، أنّ "البطل حمدي عرفته ميادين الفعل الوطني وساحات السجون التي خرج منها متمسكًا بصلابة انتماءه الوطني ونهجه المقاوم الذي خطه برصاصاته التي استهدفت باصات قطعان المستوطنين ومواقع الاحتلال في مدينة الخليل، وأبى أن يرتقي شهيدًا إلّا تحت زخات الرصاص مشتبكًا مقدامًا".