غزة - قُدس الإخبارية: كشفت كتائب القسام، في فيلم وثائقي، عن دور القائدين ظافر الشوا وحازم الخطيب في تطوير الطائرات المسيرة ومنظومة الاتصالات الخاصة بالمقاومة.
الشوا والخطيب استشهدا في استهداف لمجموعة من قادة الكتائب، خلال معركة "سيف القدس"، في مايو/ أيار 2021، تقول والدتيهما في لقاء خلال الفيلم، إن الحدث الذي فجر "وعيهما المقاوم" كان استشهاد صديقهما إسماعيل المعصوابي بعد تنفيذه عملية استشهادية، بداية انتفاضة الأقصى.
ويروي القائد في كتائب القسام، أبو العبد صيام، أن الشوا والخطيب طلبا الانضمام إلى الكتائب عقب استشهاد المعصوابي، وتنفيذ عمليات استشهادية، وكشف أن الشهيد الشوا كان تجهز لتنفيذ عملية استشهادية 3 مرات، في بداية انتفاضة الأقصى.
وأضاف: قيادة كتائب القسام استأمنت الشوا على معلومات حساسة، لم يكشف عنها حتى اللحظة، وهذا دليل على المكانة التي وصل لها الشهيد.
استشهاد المهندس يحيى عياش كان بداية مبكرة للوعي المقاوم لدى الشوا والخطيب، ويروي صديقهما إيهاب الغصين: استشهاد المهندس هز الشهيدين وجعل ارتباطهما بالمقاومين كبيراً، أذكر عندما زرنا قبر المهندس كيف انهار ظافر فوقه باكياً.
وأكد صيام أن للشهيدين دور في بناء النواة الأولى لشبكة الاتصالات الآمنة، التي وفرت للمقاومة حماية خلال عملها في مواجهة الاحتلال، وقال قائد في ركن "التصنيع العسكري" بالكتائب إن الشوا والخطيب بذلا جهوداً كبيرة في تعلم التجارب وتطوير المنظومات العسكرية للمقاومة، وأشار إلى أنهما ساهما في بناء غرفة عمليات لمتابعة تردادت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بتوجيه مباشر من القائد أحمد الجعبري، وأكد أن هذا الجهد وفرا للمقاومة "إنذاراً مبكراً" حول الجهود الاستخباراتية التي تنفذها أجهزة الاحتلال.
وكشف عن دور للشهيدين في عملية "السهم الثاقب"، التي استدرجت المقاومة من خلال جهد أمني لاستدراج قوات الاحتلال، وقال إن الشوا والخطيب أشرفا على تدريب الاستشهاديين على استخدام الأجهزة وغيرها من تفاصيل العملية.
ويضيف: اكتسب الشهيدان ثقة قيادة الجهاز العسكري لأن المشاريع التي أطلقاها كانت ناجحة جداً، وقد استطاعا تسخير العلم والخبرة لصالح العمل المقاوم.
وكشفت الكتائب ضمن الوثائقي عن مقاطع مصورة تنشر لأول مرة، لتدريبات عسكرية يظهر فيها قائد لواء غزة باسم عيسى والمهندس جمعة الطحلة مع الشهيدين الخطيب والشوا، وذكر صيام أن الشوا والخطيب ارتبطا بعلاقة وثيقة مع القائد العام للكتائب محمد الضيف، نتيجة المشاريع "الاستراتيجية" التي شاركا في إطلاقها وتنفيذها.
ويروي "أبو إبراهيم" القائد في التصنيع العسكري، أن الشهيدين الشوا والخطيب جمعتهما علاقة مع الشهيد التونسي محمد الزواري، لإنجاح مشروع الطائرات المسيرة، وذكر أن لهما دوراً هاماً في تفكيك منظومة التجسس المفخخة التي حاولت مخابرات الاحتلال زرعها في شبكة اتصالات المقاومة، عام 2018، كما شاركا في فريق مهندسي المقاومة بتوجيه من الضيف في تفكيك منظومة التنصت التي زرعتها خلية مخابرات الاحتلال، التي اكتشفتها المقاومة شرق خانيونس، وأكد أن المعلومات التي حصل عليها فريق المهندسين شكلت "كنزاً" للمقاومة و"ضربة" لاستخبارات الاحتلال.
وتقول والدة الشهيد الخطيب: عندما سمعت في حرب 2014 أن المقاومة أطلقت طائرة استطلاع "أبابيل" إلى الأراضي المحتلة، شعرت أن لنجلي دور فيها، وحمدت الله ودعوته أن يوفر لنا السلاح الذي نواجه به الاحتلال.
وتضيف: في بداية معركة "سيف القدس" قالوا لي حازم أصيب، فقلت لهم: لا حازم استشهد، فاحتضنني نجلي الآخر وحمدت الله أنه استشهد في أجمل معركة من أجل القدس.
وعن عمق العلاقة التي جمعت الشهيدين، تقول والدة الشهيد الشوا: قالوا لي إن حازم استشهد فقلت تلقائياً: إذا حازم استشهد فإذا ظافر استشهد.