نابلس - خاص قُدس الإخبارية: اتهمت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح عناصر أمنية بالاعتداء على وقفة نظمتها، اليوم، احتجاجاً على الاعتداء الذي تعرض له ممثلها، من قبل أمن الجامعة وعناصر في الأجهزة الأمنية، يوم أمس، كما جاء في بيانها.
وأفادت مصادر إعلامية، أن "الأجهزة الأمنية منعت تصوير الوقفة التي نظمتها الكتلة أمام مقر الحرم الجديد، ولاحقت الصحفيين في المنطقة واعتدت على عدد من المشاركين"، وقال مصور وكالة "جي ميديا" ليث جعار إن "عناصر من الأجهزة الأمنية حطموا كاميرته بعد أن منعوه من التغطية".
في السياق، قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، حسن خريشة، إن "للجامعة حرمتها وللحركة الطلابية قيمتها باعتبارها ضميراً للشعب الفلسطيني على الأقل في هذه الفترة وتحديداً في ظل الظروف الحالية التي تمر بها القضية".
ويضيف خريشة لـ "شبكة قدس": في هذه الفترة يجب أن تترك للحركة الطلابية حرية التظاهر والاحتجاج والعمل، مع ضرورة أن تقف السلطة في موقف الحياد وألا تسمح لعناصرها وأمنها بالتدخل فالفلسطينيين يعانون من قمع الاحتلال ولا يجب أن يتحول الأمر لصراعات داخلية.
ودعا النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني القوى والفصائل المختلفة إلى "الوقوف أمام ما يجري والتصدي له على اعتبار أن الاحتلال يريد تمزيق المجتمع الفلسطيني من الداخل وإشغاله عن جوهر الصراع معه، إلى جانب أطراف في السلطة تريد تأجيج هذا المشهد". ولفت إلى أن "مشهد اغتيال نزار بنات وما صاحبه من أحداث ما يزال ماثلاً أمام الشعب الفلسطيني وبالتالي لا يجب السماح بتكراره نتيجة لحوادث أخرى حتى لا يصل المجتمع إلى مرحلة من عدم الثقة في الطرف الآخر".
من جانبه، يقول رئيس تجمع الشخصيات المستقلة، خليل عساف، إن "ما جرى في جامعة النجاح هو أمر معيب ومخيف وخطير ويفتح الباب لحرب أهلية وفق المشاهد التي وثقت على أبواب الجامعة خصوصاً سلوك الأجهزة الأمنية".
ويضيف عساف لـ "شبكة قدس" أن "الحادثة ليست سهلة بل خطيرة، حيث كان من الممكن أن يقع قتلى وضحايا في ظل الاعتداءات التي كانت تدور على الطلبة والحركة الطلابية ومن أصدر هذا الأمر هو شخص فاشل لا يستحق أن يقود مركز أمني".
ويشير إلى أن "رجل الأمن غير مخول بالاعتداء أو رفع يده على المواطنين تحت أي سبب كان والذهاب بمثل هؤلاء المعتدين إلى القضاء إذ أن هؤلاء هم من حافظوا على استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي ويجب أن تتحمل الجامعة المسؤولية".
ونوه عساف إلى أن "اتصالات ستتم مع الحكومة والأجهزة الأمنية والمحافظة للوقوف على تداعيات الاعتداء الذي جرى على الطلبة في جامعة النجاح، ومحاولة ضبط هذا السلوك ومنع تكراره".
من جانبه، قال منسق حركة الشبيبة الفتحاوية في جامعة النجاح حازم عطاري :" الشبيبة ليست طرفاً في الأزمة التي حصلت أمام بوابة الجامعة ومن غير المستغرب أن تكون الكتلة الإسلامية هي من افتعلت المشكلة، والشبيبة لم تقم بالاعتداء على الصحافيين أو تحطيم كاميراتهم ومعداتهم".
وقال القيادي في حركة حماس، حســام بدران: نرفض القمع والاعتداء على الصحفيين وطلبة من جامعة النجاح، وهذا التصعيد يزيد الاحتقان في الشارع، ونطالب السلطة بوقف تغول أمنها على الحريات العامة بما يشمل الأنشطة الطلابية، ونطالب إدارة الجامعة بالحفاظ على حرية العمل النقابي بما يليق بتاريخ الجامعة، وندعوها لوقف ممارسات أمن الجامعة الذي يتعاون مع الأجهزة الأمنية في قمع الطلبة وتسهيل دخول مسلحين للحرم الجامعي".
وكانت الكتلة قالت إن "ممثلها في الجامعة عمير شلهوب تعرض لاعتداء من قبل حرس الجامعة وعناصر في الأجهزة الأمنية بعد مصادرة هاتفه"، وروى شلهوب في منشور على صفحته إن "القضية بدأت في مكتب مساعد النائب الأكاديمي بالجامعة، بعد أن رفض الأخير استلام قائمة بالطلاب الذين يريدون التسجيل في الشعب المغلقة، بحجة أن مجلس الطلبة هو المخول في هذه القضية".
وأضاف شلهوب: بعد نقاش وافق المساعد على استلام القائمة، وقد أخبرته أنني ممثل للكتلة فقط ولا أعترف بالمجلس، ولاحقاً تلقيت اتصالاً من الأمن الجامعي الذي سألني إن كنت قلت إنني لا اعترف بمجلس الطلبة، فأجبت بالإيجاب، فطلبوا مني مغادرة الجامعة دون إبداء الأسباب، وحينها أخرجني عناصر من الأمن خارج الجامعة بالقوة.
وتابع: بعد إخراجي من الحرم الجامعي تواصلت مع عميد شؤون الطلبة، وخلال إجراء المكالمة، سحب عناصر الأمن الجامعي الهاتف وألقوه أرضاً قبل أن يقوم طالب محسوب على الشبيبة ويعمل عنصراً في الأمن الوقائي بأخذ الجهاز وتسليمه للأمن.
وحمَلت الكتلة الإسلامية، في بيانها، إدارة الجامعة المسؤولية عن "الاعتداء على شلهوب"، وقالت إنها "لن تقبل استمرار اعتداء الأمن الجامعي على الطلبة في سلوك لا مثيل له في باقي الجامعات"، حسب وصفها.
وأشارت إلى أنها ستتخذ الإجراءات القانونية والنقابية والحقوقية كافة من أجل "الحصول على حقوقها في حياة جامعية آمنة وعمل طلابي حر"، كما جاء في البيان.
وطالبت خلال الوقفة الكتل الطلابية كافة وكل الطلبة ومكونات أسرة الجامعة، إلى "استنكار هذا الاعتداء على زملائهم ولنقف معا وسويًا للمطالبة بتحقيق العدالة لزملائنا المعتدى عليهم، والضغط لتحقيق مستوى من حرية العمل النقابي والطلابي يليق بجامعة النجاح الوطنية وسمعتها وتاريخها".
واعتبرت أن "إدارة جامعة النجاح فقدت قدرتها على الإدارة لصالح مؤسسات الأمن"، وقالت الكتلة: يجب أن تعود إدارة جامعة النجاح إلى رشدها وأن تصحح المسار وأن تضع حدوداً لممارسات الاستقواء على الطلبة والاعتداء عليهم، وتضع حداً لسياسات التمييز والكيل بمكيالين التي تنتهجها عمادة شؤون الطلبة في تعاملها مع الأطر الطلابية.
وأضافت: نطالب مؤسسات المجتمع المحلي والدولي والداعمين لجامعة النجاح بضرورة الضغط على إدارة الجامعة لإطلاق حرية العمل النقابي والطلابي، ووقف الاعتداءات المتكررة على الطلبة داخل الحرم الجامعي، والتي يمارسها الأمن الجامعي وعناصر أجهزة أمن السلطة.
من جانبها، أدانت مجموعة محامون من أجل العدالة قيام عناصر أمنية بلباس مدني بالاعتداء بالضرب على مصور صحفي في شبكة جي ميديا الإعلامية أثناء تغطيته لمؤتمر صحفي تنظمه الحركة الطلابية أمام جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، وتحطيم الكاميرا التي كان يحملها لتغطية مؤتمر طلابي.
وأفادت المجموعة عن قيام العناصر المذكورين بالاعتداء بالضرب على مجموعة من الطلبة أثناء ممارستهم لحقوقهم النقابية أمام حرم جامعة النجاح الوطنية في انتهاك مباشر لحقوق دستورية محمية بموجب القانون الأساسي الفلسطيني.
وأشارت إلى أن ما قامت به العناصر المذكورة يشكل جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة الجرائم المسلكية والانضباطية لعناصر الأمن في قمع الحقوق والحريات العامة تستوجب التحرك لمحاسبة المتورطين في هذه الجرائم.
من جانبه، قال الكاتب والمختص في الشأن الحقوقي ماجد العاروري إن ما جرى في جامعة النجاح خطير للغاية إذ يجب أن تكون الأجهزة الأمنية أو أمن الجامعة محيد تماماً عن أي مسائل تتعلق بالعمل الطلابي وأن يقتصر عملها فقط على ضمان أمن الجامعة دون التدخل في النشاطات.
وأضاف العاروري لـ "شبكة قدس" أنه من حق الكتل الطلابية التعبير عن آرائه بحرية تامة داخل وخارج الحرم الجامعي طالما لا يمس بحقوق الآخرين، مبيناً أن خطوة الجامعة بتشكيل لجنة تحقيق خطوة جيدة يجب البناء عليها بالسماح للطلبة بممارسة نشطاتهم.
ووفق الكاتب والمختص في الشأن الحقوقي فإن أحد مسببات ما حصل في الجامعة يعود إلى حالة الاحتقان الناجمة عن غياب انتخابات مجلس الطلبة وهي خطوة يجب أن تتم على غرار ما جرى في جامعة بيرزيت قبل فترة.
وأدان المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة الغربية طارق عز الدين، الاعتداء الذي تعرض له الطلبة في جامعة النجاح الوطنية في نابلس على يد عناصر الأجهزة الأمنية.
وأكد عزالدين، رفض حركته سياسات القمع والعربدة التي تمارسها الأجهزة الأمنية وملاحقتها لكل صوت حر ومقاوم. مطالبا بوقف كل أشكال التعدي على الحريات العامة.
من جانبها، استنكرت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية الاعتداءات التى حدثت اليوم علي طلاب جامعة النجاح في نابلس وعلى الصحفيين الذين كانوا متواجدين في المكان.
وأكدت اللجنة أن هذا السلوك القمعي هو سلوك غريب عن ثقافة شعبنا، ويمثل انتهاكاً للحريات العامة والخاصة, وعلى الحق في التعبير عن الرأي.
وطالبت اللجنة السلطة بوضع حدّ للاعتقالات السياسية، والتوقف فوراً عن الاستدعاءات وملاحقة الأنشطة الطلابية داخل الجامعات، والإفراج فورا عن الطلبة الذين تم اعتقالهم اليوم. ومحاسبة من قام بذلك ومسؤوليهم.
صحفي فلسطيني يتهم عناصر من الأجهزة الأمنية وحركة الشبيبة بتحطيم كاميرته ومنعه من تصوير اعتصام للكتلة الإسلامية أمام جامعة النجاح في نابلس. pic.twitter.com/svDalTb1R0
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 8, 2022
مصادر محلية: "أحد عناصر الأجهزة الأمنية يعتدي على طالبة ويمنعها من تصوير الاعتداء على وقفة للكتلة الإسلامية أمام جامعة النجاح في نابلس". pic.twitter.com/F9Rhx8nSqY
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 8, 2022
مصادر محلية: "أحد عناصر الأجهزة الأمنية يعتدي على طالبة ويمنعها من تصوير الاعتداء على وقفة للكتلة الإسلامية أمام جامعة النجاح في نابلس". pic.twitter.com/F9Rhx8nSqY
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 8, 2022