بدأ الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية بعد اعتراف موسكو بانفصال الإقليميين دونيتسك ولوغانسك، وسط غضب غربي كبير تقوده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ودولة أخرى وازنة، والأسباب الروسية للغزو أهمها: إبعاد شبح الناتو عن الأراضي الروسية من خلال رفض انضمام أوكرانيا للناتو، وإعادة السلاح المقدم من الغرب لأوكرانيا، والحفاظ على الثقافة الروسية في المدن الأوكرانية، وتغيير نظام الحكم الموالي للولايات المتحدة داخل أوكرانيا.
من أهم نتائج هذه الحرب حالة الاصطفاف الدولي بين روسيا والولايات المتحدة، وسنكون أمام نتائج ستتضح ملامحها بعد انتهاء نيران المعارك وهل ستذهب موسكو لما هو أبعد من أوكرانيا...؟ وهل ينتظر تايوان مصير دونيتسك ولوغانسك عبر تكرار النموذج مع الصين...؟ تساؤلات كبيرة ستفرز نتائج أهمها تغيير بنية النظام الدولي من أحادي القطبية إلى متعدد الأقطاب، بسبب تراجع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كحليف صادق ممكن أن يتدخل عسكرياً لحماية حلفائه، وهو ما أكده الرئيس الأوكراني عندما قال: لقد تركوا أوكرانيا وحدها.
(إسرائيل) ليست بعيدة عن حالة الاصطفاف، فقد أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي يئير لابيد تصريحاً قال فيه: "إن حكومته تدين الهجوم الروسي على أوكرانيا، وتعده انتهاكا خطيرا للقانون والنظام الدولي.
وأضاف لابيد في مؤتمر صحفي، إن الحرب ليست وسيلة لحل النزاعات ولا يزال من الممكن وقف الخلافات وتسويتها." منذ تلك اللحظة بدأ تداعيات الحرب تصل إلى (تل أبيب)، بالإضافة إلى التداعيات الاقتصادية والتي ستصل العالم أجمع.
استدعت وزارة الخارجية الروسية، مساء الجمعة الفائت، السفير الإسرائيلي لديها أليكس بن تسفي، بعد إدانة وزير الخارجية يائير لابيد، للهجوم الذي شنته موسكو ضد كييف.
وبحسب موقع واي نت العبري، فإن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، هو من اجتمع مع بن تسفي، متسائلًا: “كيف تدين (إسرائيل) هجومًا على النازيين؟
وفي رسالة ثانية من روسيا إلى (إسرائيل) على خلفية اصطفافها مع الولايات المتحدة ضد روسيا نشرت البعثة الروسية في الأمم المتحدة تغريدة جديدة لها على حسابها الرسمي في "تويتر"، الخميس الماضي، أعلنت من خلالها أن روسيا لا تعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، عادة أن الهضبة جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية.
في ضوء التطورات السابقة وغيرها، (إسرائيل) أصبحت بين نارين، علاقاتها مع الغرب وتحديداً الولايات المتحدة والجالية اليهودية في أوكرانيا والتي تصل إلى 150 ألف يهودي من جهة، ومصالحها مع روسيا ولا سيما المتعلقة بالخشية من تقييد موسكو لعملياتها الجوية في سوريا، ومصالح (إسرائيل) مع روسيا والدول المتحالفة معها من جهة أخرى.
في ضوء ما سبق وفي حال توسعت رقعة الزيت ما يدفع الناتو للدخول إلى المعركة، أي أن سيناريو الحرب العالمية الثالثة قد بدأ، وهو ما يعني أن الدول المشاركة في الحرب ستزيد وجغرافيا الحرب لن تبق في حدود روسيا أوكرانيا، وهو ما يتطلب من إيران الحليف الرئيس لموسكو في الشرق الأوسط، وكذلك (إسرائيل) الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة التدخل والاصطفاف، وعليه فإن سيناريو فتح جبهة بين إيران وحلفائها وإسرائيل سيكون قائماً، وأن نتائج تلك الحرب تلقي بتأثير كبير على الخارطة السياسية للعالم أجمع والشرق الأوسط على وجه الخصوص.