فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: كتب الفلسطينيون في عام 2021 مرحلة جديدة في تاريخ المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، فقد شهد العام الذي شارف على الانتهاء صعوداً في العمليات الفدائية وحرباً قدمت فيه فصائل المقاومة تجربة متميزة ودخلت المواجهة إلى مناطق اعتقد الاحتلال أنها خضعت له.
الضفة: الجمر تحت الرماد
الإجراءات الأمنية والاستخباراتية التي نفذها الاحتلال في الضفة، طوال السنوات الماضية، لم تمنع المقاومة من مراكمة فعلها على مستويات مختلفة (جماعية وفردية)، وسجل عام 2021 تصاعداً نوعياً في عمليات المقاومة، التي تنوعت بين عمليات الدهس والطعن وإطلاق النار واستهداف مركبات المستوطنين والمواقع العسكرية بالزجاجات الحارقة والعبوات محلية الصنع.
ووثقت "شبكة قدس" عشرات العمليات الفدائية في الضفة أسفرت عن مقتل عدد من الجنود والمستوطنين، وافتتح العام بإصابة مستوطنة بجروح خطيرة جراء تعرضها للرشق بالحجارة قرب بلدة دير نظام شمال غرب رام الله، وفي الخامس من يناير/ كانون الثاني استشهد الشاب عاهد إخليل بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال قرب تجمع "غوش عتصيون" الاستيطاني شمال الخليل، بحجة محاولته تنفيذ عملية طعن، وبعد أيام أصيب شاب فلسطيني وعنصر من شرطة الاحتلال بجروح في عملية طعن على حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة، وبعد ساعات نفذ شاب عملية طعن قرب المسجد الإبراهيمي في الخليل.
وشهد شهر يناير/ كانون الثاني استشهاد الفتى عطا الله محمد ريان من بلدة قراوة بني حسان، متاثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال قرب مستوطنة "أرئيل" بعد تنفيذه عملية طعن أدت لإصابة مجندة بجروح، وفي 31 من الشهر ذاته استشهد الشاب محمد حسين عمرو بزعم محاولته تنفيذ عملية دهس قرب "غوش عتصيون".
وفي فبراير/ شباط، استشهد الشاب خالد ماهر نوفل بحجة محاولته تنفيذ عملية داخل بؤرة استيطانية أقامها الاحتلال قرب قرية راس كركر غرب رام الله، وفي 28 من هذا الشهر زعم الاحتلال اعتقل فلسطينياً حاول تنفيذ عملية طعن قرب مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي نابلس.
وفي مارس/ آذار، استشهد الشيخ عاطف حنايشة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة بيت دجن شرق نابلس، وبعد أيام استشهد الشاب أسامة منصور بعد تعرضه لإطلاق نار كثيف من قبل جنود الاحتلال في بلدة بير نبالا شمال غرب القدس المحتلة، وفي سياق جرائم المستوطنين المتواصلة استشهد الفلسطيني علي أبو الخير من مخيم بلاطة بعد تعرضه للدهس من قبل مستوطن.
وتصاعدت عمليات المقاومة الشعبية، خلال شهر إبريل/ نيسان، وأسفرت عن إصابة مستوطنين بعد استهداف مركبتهم بالزجاجات الحارقة قرب رام الله، وبعد أيام أصيب شاب بجروح خطيرة بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليه قرب مستوطنة "إفرات" المقامة على أراضي بيت لحم، بحجة محاولته تنفيذ عملية دهس.
أيار/ مايو: معركة "سيف القدس" تشعل فلسطين
شكَل مايو/ أيار قمة الهرم في تصاعد العمل المقاوم على طول فلسطين المحتلة، وفي بداية الشهر استشهدت السيدة رحاب محمد موسى زغلول قرب تجمع "غوش عتصيون" الاستيطاني بحجة محاولتها تنفيذ عملية طعن، وبعد أيام جاء الانتقام على حاجز زعترة حيث نفذ الفدائي منتصر شلبي عملية إطلاق نار أدت لمقتل مستوطن وإصابة آخرين، قبل أن تعتقله قوات الاحتلال عقب مطاردة استمرت لأيام اشتركت فيها قوات خاصة وبرية تساندها وحدات تكنولوجية ومن المخابرات.
عملية منتصر شلبي كانت أحد العوامل التي زادت من حدة المواجهات في الضفة والقدس التي اشتعلت منذ بداية شهر رمضان، بعد محاولة الاحتلال منع الفلسطينيين من الجلوس في باب العامود، وهو ما أجبر على التراجع عنه، بعد هبة شعبية استمرت عدة أيام.
وكالعادة كانت ساحات المسجد الأقصى المبارك مفجراً للانتفاضات في فلسطين، وبعد سلسلة من الاعتداءات على المصلين فيه وجهت قيادة المقاومة الفلسطينية تحذيرات إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي بوقف العدوان في الأقصى وحي الشيخ جراح المهدد بالتهجير، وفي 10 من مايو/ أيار نفذت المقاومة ضربة صاروخية لأهداف الاحتلال في مدينة القدس، أجبرت المستوطنين على إلغاء "مسيرة الأعلام" لأول مرة منذ تاريخ انطلاقها، واعتبرت المستويات السياسية والأمنية في دولة الاحتلال القصف مفاجئة صادمة إذ لم تتوقع الأجهزة الاستخباراتية أن تقدم المقاومة على قصف القدس.
بعد قصف القدس، أطلق جيش الاحتلال عملية عسكرية سماها "حارس الأسوار" وردت المقاومة بإطلاق معركة "سيف القدس".
خاضت المقاومة معركة "سيف القدس" بإبداع أذهل قادة دولة الاحتلال العسكريين والسياسيين، إذا حافظت على مستوى عالٍ من النيران رغم حجم القصف الوحشي الذي نفذه طيران الاحتلال ومدفعيته على قطاع غزة، وهو ما اعتبر استراتيجية رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي لتدفيع المجتمع الفلسطيني ثمن المواجهة.
واصلت المقاومة طوال المعركة التي استمرت لمدة 11 يوماً، قصف المنطقة الممتدة من مستوطنات "غلاف غزة" حتى شمال فلسطين المحتلة بما فيها المركز الاقتصادي والسياسي في دولة الاحتلال، وأجبرت المقاومة مئات آلاف المستوطنين على البقاء لأيام في الملاجئ، وتحكمت بحياتهم عن طريق الحرب النفسية والإعلامية التي حملتها الرسائل التي وجهها القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، للمستوطنين بتحديد أوقات قصف "تل أبيب".
أطلقت المقاومة خلال المعركة أكثر من 4300 صاروخ، وأظهرت الصور التي تسربت عبر الإعلام العبري للمدن المحتلة دماراً واسعاً فيها، وهو ما اعتبره مراقبون دلالة على حجم التطور الذي وصلت له المقاومة في قدراتها الصاروخية، وقدر حجم الخسائر في الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من 7 مليارات شاقل.
واعترف الاحتلال بمقتل 12 إسرائيلياً بين جنود ومستوطنين وإصابة المئات، كما سجل خسائر تتجاوز 1.1 مليار شاقل في المعدات العسكرية، وكانت الضربة الاستخباراتية الأقسى التي وجهتها المقاومة للاحتلال إفشال خطة "مترو الأنفاق" التي حاول أفيف كوخافي تقديمها على أنها "معجزة عسكرية"، بعد أن وجهت مدفعية وطيران الاحتلال أطنان المتفجرات على أرض غزة عقب خديعة حاول الجيش ترويجها بأنه يتحضر لتنفيذ عملية برية لدفع المقاومين للأنفاق، لكن استخبارات المقاومة اكتشفت الخدعة وبقيت العملية مثاراً للانتقادات في الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، بعد شهور من انتهاء المعركة.
وأدخلت المقاومة خلال المعركة، أسلحة جديدة للخدمة العسكرية بينها صاروخ "عياش 240" وطائرات مسيرة من طراز "شهاب" وكشف الاحتلال عن استخدام كتائب القسام "غواصات مفخخة" استهدفت بها مواقع استراتيجية إسرائيلية في البحر.
نفذ جيش الاحتلال مجازر متنقلة في غزة أدت بعضها إلى استشهاد عائلات كاملة دفنت تحت الأنقاض، وقالت وزارة الصحة إن عدد الشهداء خلال العدوان بلغ أكثر من 232 شهيدا، بينهم 65 طفلا و39 سيدة و17 مسنا، بجانب نحو 1900 جريح.
الأداء النوعي للمقاومة الفلسطينية في غزة، تزامن مع اشتعال المواجهات على أكثر من جبهة بينها الضفة المحتلة التي دخلت عشرات القرى والبلدات في المواجهة مع قوات الاحتلال، ووثقت وزارة الصحة استشهاد أكثر من 28 فلسطينياً، هم: سعيد يوسف عودة، ومحمد فني، وعبد الله خالد دعباس، وأحمد ضراغمة، وحسن الطيطي، ورشيد أبو عرة، وشريف سليمان، وعوض أحمد حرب، وإسماعيل جمال، وروحي حماد، ونضال الصفدي، ومحمد أبو شقير، ويوسف مهدي نواصرة، وعيسى برهم، ومالك حمدان، وحسام وائل عصايرة، ونزار رياض معروف أبو زينة، وياسين حسن حمد، ومحمد يونس فريحات، ووجدي وليد جعافرة، وطارق صنوبر، واسلام غياض زاهدة، وعبيدة الجوابرة، ومحمد اسحاق حميد، وأدهم الكاشف، وإسلام فهمي برناط، ووفاء عبد الرحمن برادعي، ومنتصر محمود زيدان جوابرة، وزهدي الطويل، وأحمد جميل فهد، وزكريا ماهر عبد الحميد حمايل.
الداخل المحتل: المعركة في أحشاء دولة الاحتلال
أحد أهم آثار معركة "سيف القدس" على الصراع مع دولة الاحتلال، كان انتقالها إلى الأراضي المحتلة عام 1948. فقدت دولة الاحتلال السيطرة على مدن كانت لسنوات طويلة في الحسابات الأمنية والسياسية الإسرائيلية "هادئة ومسيطر عليها"، مثل مدن اللد والرملة وعكا.
تزامناً مع العدوان على القدس والشيخ جراح وغزة، انتفض الفلسطينيون في هذه المدن ومختلف بلدات الداخل المحتل، وبعد ساعات من المواجهات العنيفة أعلنت شرطة الاحتلال فقدانها السيطرة على هذه المناطق خاصة في اللد والرملة، وطلبت من الجيش التدخل لمواجهة المنتفضين، وهو ما أثار انتقادات واسعة بين الإسرائيليين الذين اعتبروا المعركة مؤشراً خطيراً على عدم جهوزية الشرطة.
"شبكة قدس" وثقت عدة عمليات نوعية خلال هبة الداخل، بينها مقتل المدير السابق لوكالة الفضاء الإسرائيلية آفي إيفن في هجوم على فندق في عكا، وإصابة مستوطن بجراح خطيرة خلال مواجهات في المدينة، وفي حيفا أصيب مستوطن بعملية دهس، كما أصيب عدد من المستوطنين والجنود في عمليات دهس وطعن في اللد، وشهدت مدينة يافا استهداف بيوت المستوطنين بالزجاجات الحارقة، وتزامناً مع المعركة أصيب 6 من عناصر شرطة الاحتلال في عملية دهس بحي الشيخ جراح.
التطور الخطير خلال الهبة في الداخل، كان عمليات إطلاق النار التي استهدفت قوات الاحتلال وميلشيات المستوطنين، وهو ما دفع الأوساط الأمنية والعسكرية لرفع "جرس الإنذار"، إذ أن السلاح المنتشر في بلدات ومدن الساحل والجليل والنقب كان الهدف منه إبقاء الفلسطينيين تحت "سوط عصابات الجريمة"، باعتراف قادة الاحتلال، لكن انقلابه إلى الانتفاض في وجه "إسرائيل" أمر خطير.
بعد معركة "سيف القدس"، أطلق الاحتلال "ورشة" لدراسة آثارها عليه خاصة دخول الداخل المحتل فيها، وأكد ضباط في الشرطة والجيش والاستخبارات أن مسألة اندلاع هبة في الأراضي المحتلة عام 1948 قد تكون مسألة وقت، وربما بصورة أكثر عنفاً، تزامناً مع معركة على جبهات أخرى مثل سوريا ولبنان والعراق، وهو اعتقاد عززه إطلاق صواريخ من الشمال خلال العدوان على غزة.
وكشف مسؤول في جيش الاحتلال مؤخراً عن خطط عسكرية لتجنب المرور من منطقة وادي عارة شمال فلسطين المحتلة، المعروفة بأنها إحدى البؤر الساخنة في المواجهة مع الاحتلال، خلال أية معركة مقبلة تفادياً لإغلاق الطريق في وجهة القوافل العسكرية.
لم تتوقف المعركة في الداخل على المواجهات والعمليات، بل شكل الإضراب الشامل الذي بادرت فئات واسعة من الفلسطينيين للالتزام الحديدي به، بارقة أمل للفلسطينيين الذي حاول الاحتلال تفريقهم طوال عقود، وهاجس خطر للاحتلال الذي أعلن قادته أن توحد الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده على المواجهة، يستوجب استراتيجية جديدة في المواجهة.
جنين: أيقونة المقاومة في الضفة
آثار معركة "سيف القدس" لم تنته بعد إعلان وقف إطلاق النار بين المقاومة وجيش الاحتلال، إذ تحولت مناطق في الضفة المحتلة إلى ساحة مواجهة مستمرة كان أهمها محافظة جنين ومركزها المدينة والمخيم.
خلال الشهور الماضية، تحولت اقتحامات جيش الاحتلال لمدينة جنين ومخيمها وريفها، إلى جولات اشتباكات دامية أسفرت عن استشهاد عدد من المقاومين الذين خاضوا مواجهات عنيفة تساندهم وحدات المقاومة الشعبية بالعبوات محلية الصنع والزجاجات الحارقة.
خلال الاشتباكات مع قوات الاحتلال في جنين ومخيمها عدد من المقاومين بينهم: جميل العموري، وتيسير عيسة، وأدهم عليوي، وضياء الصباريني، وأمجد حسينية، ونور الدين جرار، وصالح عمار، ورائد أبو سيف، ويوسف صبح، وعلاء زيود.
توسع وتطور مجموعات المقاومة خاصة في مخيم جنين، أثار مخاوف جيش الاحتلال من امتداد التجربة إلى مناطق أخرى في الضفة، وهو ما ظهر في الاشتباكات المسلحة وعمليات إطلاق النار التي نفذها المقاومون في أكثر من منطقة، بينها طمون وطوباس ومخيم بلاطة ونابلس وعصيرة القبلية وجبل صبيح.
"كمائن الموت" التي ذاقتها قوات الاحتلال خلال اقتحامها جنين دفعتها إلى استخدام القوات الخاصة في الاقتحامات خاصة وحدات "اليمام"، وتحول الدخول إلى مخيم جنين ومدينتها "شراً" تحاول تجنبه.
بيتا: لن ننزل عن الجبل
استغلت جماعات المستوطنين الحرب على غزة للصعود إلى جبل صبيح الواقع قرب بلدة بيتا جنوب نابلس، وأقامت بؤرة استيطانية، ومنذ الساعات الأولى هب أهالي البلدة للتصدي للمشروع الاستيطاني.
نقل أهالي بيتا تجربة غزة في "الإرباك الليلي" تزامناً مع مواجهات لا تنقطع، وشكلوا وحدات مقاومة شعبية تكلفت بمهمات إلقاء الزجاجات الحارقة والعبوات محلية الصنع "كواع" وإشعال الجبل.
رغم القمع الوحشي الذي نفذه جيش الاحتلال بحق أهالي بيتا وأسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة المئات بجروح مختلفة، باستخدام ذخائر تسبب بعض منها إعاقات مستمرة في الأجساد، أجبروا المستوطنين على الخروج من البؤرة، وأعلن الفلسطينيون رفضهم محاولات الاحتلال الالتفاف على نضالهم عبر تحويل البؤرة إلى مدرسة دينية عسكرية.
2021: ختامه مقاومة
الأسابيع الماضية كانت حافلة بعمليات المقاومة وتصاعد المواجهة مع الاحتلال، في 16 فبراير/ تشرين الثاني استشهد الأسير المحرر صدام بني عودة في مواجهات مع قوات الاحتلال ببلدة طمون قضاء طوباس، وبعد ساعات فقط ارتقى الفتى أمجد أبو عصب متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال في البلدة القديمة بالقدس المحتلة بحجة محاولته تنفيذ عملية طعن.
وفي حدث شكل صدمة للأوساط الأمنية في دولة الاحتلال، نفذ الشيخ فادي أبو شخيدم أحد المرابطين في المسجد الأقصى عملية إطلاق نار أدت لمقتل مستوطن وإصابة آخرين قبل أن يرتقي شهيداً.
عملية أبو شخيدم شكلت فاتحة لسلسلة من العمليات، وبعد ساعات من استشهاده ارتقى الشاب محمد شوكت سليمية شهيداً بعد أن حاول تنفيذ عملية طعن في القدس، ثم استشهد الفتى محمد نضال يونس من نابلس بعد أن دهس عدداً من جنود الاحتلال على حاجز جبارة قرب طولكرم، وهو ما دفع وزير جيش الاحتلال للطلب من الجنود الحذر لأن "إسرائيل تواجه موجة جديدة من العمليات"، حسب وصفه.
وفي نابلس، ارتقى الشاب جميل الكيال شهيداً خلال اشتباك مع قوات الاحتلال الخاصة التي تسللت إلى قلب المدينة، وفي 22 من الشهر الحالي استشهد المقاوم محمد عيسى عباس بعد عملية إطلاق نار تجاه قوة من جيش الاحتلال قرب مستوطنة "بساغوت" المقامة على أراضي مدينة البيرة، بعد ساعات من استشهاد الشاب حكمت عبد العزيز موسى من بلدة مركة قضاء جنين بحجة تنفيذه عملية دهس على حاجز "دوتان".
ساعات مساء السادس عشر من الشهر الحالي، حملت للاحتلال "صاعقة" بعد أن فتحت خلية للمقاومة النار على مركبة للمستوطنين قرب مستوطنة "حومش" المخلاة، شمال الضفة المحتلة.
العملية التي أسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة آخرين، أعلن الاحتلال لاحقاً اعتقال خلية من السيلة الحارثية قضاء جنين مسؤولة عنها، فجرت مواجهات عنيفة في مناطق واسعة شمال الضفة المحتلة.
بعد العملية، هاجمت ميلشيات المستوطنين منازل الفلسطينيين في بلدة برقة وهو ما دفع الأهالي للتصدي لهم، وخلال أيام تواصلت المواجهات وامتدت إلى مناطق مختلفة في نابلس وشمال الضفة، بينها سبسطية وسيلة الظهر ويعبد وبزاريا وقلقيلية وبيتا وغيرها، تخللها عمليات إطلاق نار استهدفت البؤرة الاستيطانية على جبل صبيح وحاجزي حوارة والجلمة الذي نفذ المقاومون عشرات عمليات إطلاق النار عليه خلال هذا العام.