نابلس - خاص قدس الإخبارية: تعكس الأجواء التي تعيشها قرى وبلدات نابلس بالضفة المحتلة أجواء مشابهة لتلك التي كانت سائدة خلال الانتفاضتين الأولى والثانية لا سيما على صعيد التضافر الشعبي والتكاتف لمواجهة الاعتداءات الاستيطانية.
وفي أعقاب الهجمة التي يشنها المستوطنون على بٌرقة وسبسطية تكاتفت القرى المحيطة بهما للتصدي للهجمة الاستيطانية ما أدى لانسحاب المستوطنين وتدخل جنود الاحتلال للاشتباك مع الأهالي ما أدى لإصابات بالرصاص الحي والمطاطي والغاز.
وتتزامن هذه الحالة من الاشتباكات والمواجهات مع حضور للمقاومة التي أسندت التظاهرات الشعبية والحالة الجماهيرية في وقتٍ تغيب فيه المؤسسة الرسمية الفلسطينية المتمثلة في السلطة عن أداء دورها كما ترى شريحة واسعة من الفلسطينيين.
في السياق، يقول رئيس بلدية سبسطية محمد العازم إن التكاتف الشعبي الحالي شبيه بالحالة التي كانت تجري في الانتفاضة الأولى من هبة شعبية للقرى لإسناد القرى والبلدات التي كانت تتعرض للهجوم سواء من المستوطنين أو الاحتلال.
ويضيف العازم في حديثه لمراسل "شبكة قدس": "القرى والبلدات في مناطق شمال غرب نابلس هبت لنجدة برقة وسبسطية في مشهد مكرر للهبات والانتفاضات السابقة وهو ما يعكس العمل الفلسطيني للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية".
ويشدد رئيس بلدية سبسطية على أنهم سيعملون على تعزيز المقاومة الشعبية وتعزيز لجان الحراسة الشعبية، من خلال توسعة لجان الحراسة وامدادها باللوجستيات اللازمة من أجل إنذار السكان بشكل مبكر ورصد تحركات المستوطنين.
من جانبه، يقول الناشط ورئيس بلدية برقة الأسبق سامي دغلس إن الحالة الشعبية والتصدي لهجمات المستوطنين تعكس الرغبة في المقاومة الشعبية للفلسطينيين في الوقت الذي لا توجد فيه قرية في الضفة لا تعاني من الاستيطان.
ويوضح دغلس لـ "شبكة قدس" أن حالة التضافر الشعبي مشابهة لهبات وأحداث سابقة عاشتها فلسطين والضفة على وجه الخصوص، وهو الأمر الذي يتطلب استغلاله لمواجهة الاستيطان الإسرائيلي والتصدي لهجمات المستوطنين.
وبحسب رئيس بلدية برقة الأسبق فإن المطلوب هو تعزيز حالة المواجهة الشعبية لتشمل القرى والبلدات الفلسطينية على طول امتداد الضفة المحتلة بما يؤدي لتعزيز حالة الاشتباك الشعبي ويعزز من الحضور الجماهيري في مواجهة الهجمات الاستيطانية.
ويستطرد قائلاً: "المطلوب هبة شعبية شاملة إذ أن هذه الهبة الشعبية الأخيرة أسهمت في صد الهجوم الإسرائيلي سواء للمستوطنين أو جيش الاحتلال، لكن المطلوب أن تكون هذه حالة شعبية عامة تنتقل من مكان لآخر بحيث يبنى عليها سياسيًا".
في السياق ذاته، يؤكد الناشط زيد أزهري أن الهبة الشعبية من القرى والبلدات المجاورة لبرقة تأتي في ظل تراجع الدور الرسمي خلال السنوات الأخيرة خصوصًا في ظل الانقسام وحاجة الناس لقوة بديلة رادعة.
ويضيف أزهري لـ "شبكة قدس": "ما نشاهده اليوم مشابه لما جرى خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية من حالة اشتباك دون أن يكون هناك دور للسلطة بأخذ دورها ومسؤوليتها تجاه الناس وحالة الغياب أدت لخلق حالة لدى الشباب والمجتمع بوجوب تشكيل مجموعات شعبية".
ويشير إلى أن عدم وجود قيادة للعمل الشعبي في فلسطين أو استراتيجية واضحة أوجدت حالة مبنية على المبادرات والأفراد وجعل القرى والبلدات هي من تقود هذه المرحلة، وهو ما ولد تجارب ومرحلة جديدة يستفيد منها الفلسطينيين باستمرار.