فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: في الأول من أكتوبر 2000، بعد أن اشتعلت الضفة وغزة بمواجهات عنيفة، رداً على المجزرة التي نفذها جيش الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك بعد تدنيسه من قبل أرئيل شارون، امتدت المواجهة إلى بلدات الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
استشهد في اليوم الأول من المواجهة، 4 فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال التي حشدت قوة أمنية كبيرة لقمع التظاهرات التي عمت الداخل المحتل، وكان شهداء اليوم الأول هم: محمد جبارين (23 عاماً) من مدينة أم الفحم، وأحمد صيام جبارين (18 عاماً) من معاوية وقد أصيب بالرصاص المطاطي في عينه، ورامي غرة من جت أصيب بالرصاص المطاطي في عينه، وإياد لوابنة من الناصرة ارتقى بعد أن أصيب بالرصاص في صدره.
في اليوم التالي، اشتدت المواجهات رداً على قتل شرطة الاحتلال للشبان الأربعة، وارتقى في هذا اليوم 5 شهداء، هم: علاء نصار من عرابة حيث أصيب برصاصة في صدره، وأسيل عاصلة من عرابة أصيب في رصاصة بعنقه، وعماد غنايم من سخنين أصيب بالرصاص الحي في رأسه، ووليد أبو صالح من سخنين أصيب بالرصاص الحي في بطنه، ومصلح أبو جراد من دير البلح وقد أصيب بالرصاص الحي في رأسه.
وفي الثالث من أكتوبر، واصل أهالي الداخل المحتل تظاهراتهم وأسفر قمع الاحتلال عن استشهاد رامز بشناق من كفر مندا، ومحمد خمايسي من كفر كنا.
وفي الثامن من أكتوبر، قتلت شرطة الاحتلال الشابين عمر عكاوي، ووسام يزبك من الناصرة، خلال قمعها مسيرة لفلسطينيين خرجوا رفضاً لاعتداءات المستوطنين عليهم.
شكلت هبة "القدس والأقصى" في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، حدثاً استثنائياً وحد الفلسطينيين في المواجهة، وهو ما اعتبرته المنظومة الأمنية والسياسية في دولة الاحتلال، تطوراً خطيراً، يجب اتخاذ الإجراءات لمنع تكراره، وتكريس عزل فلسطيني الداخل عن الضفة وغزة، وإغراق المجتمع الفلسطيني هناك بالجرائم والتفكك الاجتماعي، لمنع من يسميهم جنرالات إسرائيليون وقادة في الأمن والسياسة "أعداء الداخل"، من الانخراط في المواجهة.
في أيار 2021، اشتعلت مدن وبلدات الداخل المحتل بمواجهة، لكن بصورة مختلفة ونطاق أوسع، انضمت مدن مثل اللد والرملة وعكا إلى التظاهرات والمواجهات العنيفة، وشهدت أحداثاً لم يواجه الاحتلال باعتراف قادته مثلها، منذ عام النكبة، وتوحدت مدن وقرى فلسطين من غزة حتى الجليل في الصراع مع الاحتلال.