شبكة قدس الإخبارية

حريق "سنجر": صاحب المبنى يتهم إطفائية الخليل "بالتقاعس"... ماذا قال الدفاع المدني؟

240393778_4138132612907834_8752463417995117275_n

الخليل - خاص قُدس الإخبارية: ما زالت قضية الحريق الكبير الذي التهم بناية تضم مخازن لبيع المواد الكهربائية، في منطقة سنجر بمدينة دورا قضاء الخليل، تتفاعل في الرأي العام المحلي، وسط اتهامات من صاحب المكان لإطفائية الخليل "بالتقاعس في أداء واجباتها لإطفاء الحريق".

وفي لقاء مع "شبكة قدس"، قال محمد عمرو صاحب البناية أعاد التأكيد على روايته بأن عناصر الإطفائية في الخليل "تقاعسوا في الاستجابة للمناشدات والطلبات التي وجهتها العائلة للتوجه لموقع الحريق".

وحول ما حدث فجر يوم الجمعة، أضاف: "لدينا مخازن مليئة بالأدوات الكهربائية ونستورد بضاعة من عدة دول، بشكل قانوني، ونقدم فواتير للجمارك وغيرها، منذ بناء المخازن قبل 4 سنوات  أجرينا كافة إجراءات التأمين والسلامة والفحص الكامل الذي تطلبه المؤسسات الحكومية".

وتابع: "وصلنا خبر من الجيران أن حريقاً اندلع في محلاتنا التجارية وبدأت النيران تكبر، اتصلنا على رقم الإطفاء (102) فكان الرد من إطفائية الخليل أنهم سيتصلون بإطفائية مدينة دورا"، وقال: "لكن لا بلدية دورا تحركت ولا حدا تحرك حتى تلك اللحظة، كل الجيران والشباب أجروا اتصالات مع الدفاع المدني في دورا والخليل، وبلغت الشرطة وأخبروني أن الخبر وصلهم، وبعد 30 دقيقة حضرت إطفائية دورا".

ورداً على رواية أن "الإطفائية وصلت بعد 6 دقائق من الاتصال"، قال عمرو: "همي بضحكوا على حالهم، تشغيل المركبة لوحده يحتاج 6 دقائق، أن تتأخر 30 دقيقة وأنت لست بعيداً عني سوى 5 كيلو فهذه جريمة".

وأردف قائلاً: "وصلت أول مركبة دفاع مدني من دورا، وهي متوسطة الحجم، ضخت الماء الموجود فيها لمدة 4 دقائق، وقد سأله الناس لماذا لا يكمل عمله، فطلب إحضار الماء، وهناك شهود على هذا الكلام".

وأضاف: "تواجد في الموقع مئات الشباب من مناطق الخليل كافة وأجروا اتصالات لإحضار الإطفائيات، وبعد ساعة و10 دقائق حضرت الإطفائية الثانية من دورا، السائق الخاص بهذه المركبة لم يكن موجودا في الموقع، ولدينا شهود على هذا الكلام من السكان المجاورين للمركز".

وأشار عمرو إلى أن الشباب الذين هبوا للنجدة "أحضروا المياه من الآبار في كل مناطق الخليل"، وتابع: "حضرت فزعات لإطفاء الحريق من الظاهرية ويطا والخليل، وبعد ساعة و10 دقائق من حضور مركبة الإطفاء الثانية لم تحضر إطفائية بلدية الخليل".

وقال: "توجه نجلي وابن عمي إلى إطفائية الخليل للطلب منهم الحضور إلى موقع الحريق، فأغلقوا الباب أمامهم، فاضطروا إلى التسلق على الباب فكان الأمن الوقائي مصادفة يقيم حاجزاً في المنطقة، فتوجهوا إلى المقر عندما شاهدوا ما حدث، فبدأ نجلي وابن عمي بمناشدة عناصر الدفاع المدني بالتوجه للموقع، فقالوا لهم: "مش شغلنا احنا بنخبر دورا وما بنتحرك"، تدخل الوقائي وفض الخلاف ولم تحضر إطفائية الخليل".

وتابع: خلال هذه الفترة الحريق يزداد إلى الطوابق العليا، ومع التأخير زاد الاشتعال ووصلت النار إلى الطابق الثاني ثم إلى الطوابق الأخرى، أخبرونا أن لدى بلدية الخليل رافعة "هيدروليك" لإطفاء الحرائق في العمارات المرتفعة، تواصلنا معهم فأخبرونا أن سائقها ليس موجوداً الآن، وواصلنا الاتصال معهم لكن "لا حياة لمن تنادي" ولم نشاهدها حتى الآن.

وأشار إلى أن "الإطفائيات من يطا والظاهرية حضروا دون تنسيق، الموقع الذي اندلع فيه الحريق يقع في منطقة مصنفة "A" وليس بحاجة لتنسيق مع الاحتلال"، وقال: منطقتنا "سنجر" تعتبر حلقة الوصل بين الخليل ودورا، لا يوجد حاجز أو مانع، سوى أنهم "لا يريدون تقديم الخدمة".

وتابع: قالوا إن السائقين في إجازات، وسؤالي لماذا لا يكون لهم بديل؟، قانون الإطفائيات أن السائقين يجب أن يكونوا جاهزين دائماً لأن فرصة اندلاع حريق ممكنة في كل لحظة.

واعتبر أن "الدفاع المدني في الموقع لم يقصروا في إطفاء الحريق"، وأضاف: "لكن للأسف الحريق استمر لمدة 17 ساعة حتى التهمت كل البضاعة، العمارة آيلة للسقوط، لديكم رافعة ومواد وإمكانية إحضار إطفائيات من الداخل، أنتم توجهتم لإطفاء الحرائق في أحراش القدس، لماذا لم تحضروا لنا إذا؟".

وكشف عمرو: "نعاني من خطأ فني، منطقتنا تابعة لمدينة دورا ويجب أن يجيبنا الدفاع المدني فيها لأنها أقرب على المنطقة، عندما نتصل بالرقم (102) يجيبنا الدفاع المدني في الخليل، وتوجهت سابقاً للمديرية عدة مرات وأخبرتهم عن هذا الخلل، وقالوا لي إنهم سيقوموا بحل المشكلة لكن ذلك لم يحصل".

وحول الخسائر التي تكبدتها العائلة بفعل الحريق، قال عمرو: يعمل في المحل 30 عاملاً يعيلون عائلاتهم عدا عن عائلتي المكونة من 60 فرداً، بالإضافة للسائقين وغيرهم الذين يعملون معنا، وهؤلاء كلهم تضرروا من الدمار الذي لحق بالمحلات.

وتواصلت "شبكة قدس" مع الناطق باسم الدفاع المدني، نائل العزة، للحصول على رواية الجهاز حول ما حصل، وقال إن 4 محققين من الدفاع المدني بدأوا بإجراء تحقيق في الحادث.

وتابع: "لن نقصر في أي اتجاه يحفظ حقوق الناس، حالياً المحققون يجرون بحثاً في كل القضايا الفنية واستمعوا للشهود وسيراجعون كاميرات المراقبة، لإصدار تقرير مهني، وفي حال أشار التقرير إلى تقصير أو غيره يتم اتخاذ القرار بتشكيل لجنة تحقيق في حال كان هناك حاجة لذلك".

وكان الدفاع المدني قال في بيان صحفي، عقب الحريق، إن "أول مركبة إطفاء من مدينة دورا وصلت في غضون 6 دقائق، تبعتها مركبتين من يطا والظاهرية وصهاريج تزويد للمياه ومن ثم تم الاستعانة بمركبات إطفاء من بلدية الخليل".

وأضاف: "نظرا لكون المبنى سكني ويستخدم لتخزين بضائع كهربائية، وتحتوي على مواد بلاستيكية ومكدسة في المبنى المكون من خمسة طوابق وتسوية، ويخلو من إجراءات السلامة والوقاية المناسبة لهذا النوع من التخزين، لم تتمكن الطواقم من الدخول للمبنى سوى من النوافذ والأبواب التي حالات تلك البضائع من وصول الطواقم لداخل المبنى". 

وقال: "دفع الدفاع المدني بتعزيزات من مراكز محيطة بالتعاون مع شركات لديها مركبات إطفاء، ومجموعة كبيرة من الأهالي والمتطوعين حتى تمكنوا من اخماد الحريق في الطوابق العلوية".

وحول ما وصفه "الجدول الواسع في أوساط المواطنين حول المواد التي تستخدم في الإطفاء"، قال: "ننوه أن المواد الرغوية تستخدم لحرائق المواد البترولية على أسطح مستوية، وهذه المواد لا تصلح للمواد الصلبة والمخزنة بشكل عشوائي لأن الهدف منها هو عزل الهواء عن مصدر النيران".

 

#الخليل #حريق #دورا #الدفاع المدني #سنجر