تونس - قُدس الإخبارية: تصاعدت الأزمة السياسية في تونس عقب قرار الرئيس قيس بن سعيد تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن النواب وإقالة رئيس الحكومة  هشام المشيشي من منصبه، في حين اعتبر رئيس البرلمان راشد الغنوشي قرارات الرئيس بمثابة "انقلاب".

وقال قيس بن سعيد في كلمة تلفزيونية: "قررت أن أتولى السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس حكومة أعيّنه بنفسي".

 وأشار إلى أنه "سيتخذ قرارات أخرى حتى يعود السلم الاجتماعي للبلاد"، حسب وصفه.

وعقب كلمة الرئيس، قال الغنوشي إن ما جرى "انقلاب على الثورة والدستور".

واعتبر رئيس حزب النهضة أن "المؤسسات ما زالت قائمة وأنصار النهضة والشعب التونسي سيدافعون عن الثورة".

ورداً على ما قاله الرئيس أن قراراته جاءت بعد تشاور مع رئيس البرلمان ورئيس الحكومة، قال الغنوشي في حديث مع "الجزيرة" أن "الرئيس استشاره في اتخاذ إجراءات ضمن الدستور فقط، بينما القرارات التي اتخذها الرئيس انقلاب على الدستور"، حسب وصفه.

في المقابل، وصفت النائبة عن حزب التيار الديمقراطي، سامية عبو، قرارات الرئيس بأنها "دستورية وتاريخية".

 وأفادت مصادر إعلامية، أن قوات الجيش المتواجدة في مقر البرلمان أبلغت النواب بإغلاقه وفق تعليمات رئاسية.

وقالت إن قوات الأمن كثفت تواجدها في المنطقة وفصلت بين مناصري الرئيس ومعارضي قراراته.

وقال الغنوشي من أمام بوابة البرلمان المغلق إن "الشعب التونسي لن يقبل العودة إلى عهود الاستبداد".

وعقب دعوات التظاهر للاحتجاج على قرارات بن سعيد، قالت الرئاسة التونسية: "ندعو الشعب إلى الانتباه وعدم الانزلاق وراء دعاة الفوضى"، حسب وصفها.

من جانبه، اعتبر رئيس "ائتلاف الكرامة"، سيف الدين مخلوف، أن "الدستور لا يتيح للرئيس نزع الحصانة عن النواب"، وطالب المؤسسة العسكرية بعدم "الانخراط في إجراءات الرئيس".

وقال إن ما حدث في تونس "انقلاب وهو مرفوض داخليا وخارجيا".

ورداً على تبريرات الرئيس، تابع: "الفصل (المادة) 80 من الدستور التونسي لا يسمح لسعيد باتخاذ هذه القرارات".

ودعا الرئيس السابق، المنصف المرزوقي، إلى "التصدي للانقلاب بكل الطرق السلمية والعودة إلى الديمقراطية"، حسب وصفه، وقال: "يجب وضع حد لهذه المهزلة والعودة للشرعية في إطار منظومة الديمقراطية".

وأضاف: "حذرت حركة النهضة من استراتيجية تغذية التمساح وهو الآن بصدد أكلهم وأكل تونس"، واعتبر المرزوقي أن "هذا الرئيس لم يتخذ هذه القرارات إلا ووراءه قوى تحميه وتحرضه".

وتعيش تونس أزمة سياسة متصاعدة منذ شهور على وقع الخلاف بين الرئيس قيس بن سعيد ورئيس الحكومة المشيشي، في ظل الأزمة الاقتصادية والصحية التي تعاني منها البلاد جراء تفشي فيروس كورونا.