رام الله - قدس الإخبارية: نعت الفصائل الفلسطينية والحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي القائد الوطني عمر البرغوثي "أبو عاصف" الذي توفي، اليوم الخميس، 25 مارس 2021، متأثراً بإصابته بمضاعفات فيروس كورونا.
ونعت حركة حماس "المجاهد الشيخ عمر البرغوثي "أبو عاصف"، والذي وافته المنية ظهر اليوم الخميس في مدينة رام الله، بعد حياة حافلة بالجهاد والتضحية والعطاء، ومقارعة الاحتلال".
وقالت الحركة في بيان صحافي صادر عنها: "لقد فقدت فلسطين اليوم وأمتنا جمعاء رجلًا عز نظيره قدم كل ما يملك في طريق الجهاد والمقاومة، فقد أمضى 30 عامًا في سجون الاحتلال صابرًا محتسبًا، كما صبر على استشهاد نجله الشهيد القسامي صالح، واعتقال نجله الأسير القسامي عاصم، فهو سليل عائلة عريقة لها باع طويل في مقاومة الاحتلال ومواجهته، فشقيقه الأسير نائل البرغوثي أقدم أسير في العالم".
وتابعت: "إن الضفة اليوم تودع جبلها الأشم وشيخها الجليل الذي كان صوتًا للحق، فالشيخ أبو عاصف كان عاصفة على الأعداء، لم تنل منه السجون ولا الاعتقالات، وأفنى حياته مضحيًا من أجل أمته، وقدّم الشهداء والأسرى والتضحيات في سبيل الله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا".
من جانبه، نعت الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في سجون الاحتلال ومكتب إعلام الأسرى البرغوثي، والد الشهداء والأسرى، بعد مسيرة حافلة بالتضحية والعطاء.
وقالت في بيانها: "قد كان شيخنا أبو عاصف نبراس البطوله والعز فهو السّباق في ميادين الجهاد والمقاومة على أرض فلسطين، وصوتا للحق ونصير الأسرى، نبت من تحت أنامله أبطال وعظماء لهذا الوطن، وتربى على يديه شباب مقاوم زرع فيهم حبَّ فلسطين وأرضها".
في السياق ذاته، نعت حركة الوطنية الأسيرة والمحررون في الوطن والمهجر ونادي الأسير الأسير المحرر عمر البرغوثي "أبو عاصف" والد الشهيد صالح والأسير عاصم وشقيق الأسير نائل البرغوثي
وقالت في بيانها: "تنعى الحركة الوطنية الأسيرة والمحررون في الوطن والمهجر، ونادي الأسير الفلسطيني، ببالغ من الحزن والأسى المناضل والفدائي عمر البرغوثي "أبو عاصف"، (والد الشهيد صالح، والأسير عاصم، وشقيق الأسير نائل البرغوثي)، الذي وافته المنية اليوم الخميس، إثر إصابته بفيروس "كورونا"".
وأضافت: "أمضى عمر البرغوثي حياته مناضلاً وفدائيًا، وترك وعائلته إرثًا نضاليًا سطر فيه أسمى آيات التضحية والفداء، إلى جانب شقيقه الأسير نائل البرغوثي الذي يقضي عامه الـ(41) في سجون الاحتلال الإسرئيلي، وإلى جانب رفيقه الأسير المحرر فخري البرغوثي "أبو شادي""
وتابعت: "انخرط في العمل النضالي في سن مبكرة، وواجه الاعتقال والملاحقة من قبل قوات الاحتلال منذ عام 1978، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد مدى الحياة، وأُفرج عنه عام 1985 ضمن صفقة تبادل جرت بين الاحتلال والجبهة الشعبية – القيادة العامة، ولاحقًا أعاد الاحتلال اعتقاله وملاحقته عشرات المرات، حيث أمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال أكثر من (27) عامًا".
وقال الأمين العام للجبهة الشعبية الأسير أحمد سعدات ومنظمة فرع الجبهة في سجون الاحتلال، إن "رحيل الثائر أبو عاصف يشكّل خسارة كبيره للشعب الفلسطيني وقوى المقاومة لما لهذا الفارس من إرثٍ نضالي كبير".
وأضاف: "عاصر أبو عاصف الثورة مبكرًا حين كان عمره لا يتجاوز الرابعة عشر ربيعًا، ليستمر في مقارعة الاحتلال مع أخيه الأسير نائل البرغوثي ويمضي من بعده أبنائه الأبطال الشهيد صالح البرغوثي والأسير عاصم البرغوثي".
ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القيادي في حركة حماس والأسير المحرر عمر البرغوثي "أبو عاصف" بعد أن أفنى حياته مناضلاً ومقاتلاً من أجل فلسطين.
وتقدمت الجبهة بخالص عزائها إلى الشعب الفلسطيني وعائلة البرغوثي المناضلة وحركة حماس ونجله الأسير عاصف وشقيقه القيادي الأسير نائل البرغوثي برحيل هذا المناضل الكبير، "الذي قَدمّ كل شيء على طريق تحرير فلسطين، الابن الشهيد، والابن الأسير، وأمضى عشرات السنوات في سجون الاحتلال، وكان أحد أهم الرموز الوطنية الوحدوية، التي حظيت بإجماع وطني وشعبي واسع، متميزاً بشجاعة وجرأة عالية في التصدي لظاهرة الاعتقال السياسي، وفي تحدي تهديدات وممارسات الاحتلال بحقه وبحق العائلة".
وعاهدت الجبهة، "المناضل الكبير بأن تظل وفية للمبادئ التي ناضل واعتقل ورحل من أجلها، على طريق تحرير كل فلسطين وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس".
عمر البرغوثي هو شقيق الأسير نائل البرغوثي الذي يمضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، حيث وصل مجموع سنوات اعتقاله إلى (41) عامًا، تحرر نائل عام 2011، بصفقة "وفاء الأحرار"، بعد (34) عامًا، ليلتقي مع عائلته وشقيقه عمر وشقيقته حنان بعد أكثر من ثلاثة عقود، إلا أن الاحتلال أعاد اعتقاله عام 2014، وأعاد بحقّه الحكم بالسّجن المؤبد.
في عام 2018، اغتال الاحتلال صالح البرغوثي نجل عمر البرغوثي، وارتقى شهيداً في ديسمبر عام 2018، ثم اعتقل الاحتلال مجددًا كافة أفراد عائلته، وهو كذلك، وزوجته سهير البرغوثي، ثم أصدر بحق نجله عاصم حُكمًا بالسّجن المؤبد أربع مرات.
كان آخر اعتقال تعرض له عمر البرغوثي على يد قوات الاحتلال في شهر آذار العام الماضي، ومجددًا يحرم الاحتلال اليوم نائل البرغوثي وعاصم البرغوثي، من وداع الأخ والأب، كما حرمهما على مدار سنوات طويلة من وداع أحباء لهم.