شبكة قدس الإخبارية

حمصة الفوقا .. هدم يتلوه هدم ثم صمود وبقاء

146021332_266718378351685_4249261469144499272_n
سامي الشامي

الأغوار الشمالية – خاص قدس الإخبارية: بات كافة أهالي حمصة الفوقا في الأغوار الشمالية في العراء دون مساكن تأويهم ويحتمون بها من البرد القارس، بعد أن ساوت جرافات الاحتلال كل مساكنهم بالأرض للمرة الثانية خلال يوم واحد.

بدأت عملية الهدم في الأول من شباط أول، واستمرت سبع ساعات، ثم انسحب جيش الاحتلال، مع تهديد للأهالي بالعودة في اليوم التالي لاستكمال عملية الهدم، ثم عادوا في صباح يوم الأربعاء، وطوقوا المنطقة، وشرعوا بالهدم الكامل لكل شيء في حمصة القوفا، بعد أن أعلنوها منطقة عسكرية مغلقة، ومنعوا وصول الصحافة والمتضامنين إليها

144841964_446851413026223_5390667000419180213_n


 

يقول محمد أبو الكباش أحد أهالي حمصة لـ "شبكة قدس" "تدمرنا، لم يبق لنا أي شيء نحتمي فيه، حتى الأغنام هدموا البركسات التي تعيش فيها، وها نحن الآن في البرد لا ندري ماذا نفعل".

رفض في بداية الأمر أبو الكباش أن تصوره الصحافة، وكان غاضبا من الجميع، لأن الجميع تركوا أهالي حمصة وحدهم تحت أسنان الجرافات وبنادق جنود الاحتلال.

يقول أبو الكباش، "أطفالي ناموا في البرد بعد أن هدم الاحتلال مساكننا أول أمس، ونحن لم ننم في ظل انشغالنا للبحث عن أدوات نبني بها بيوتنا من جديد، الاحتلال يريد ترحيلنا بشكل كامل من هذه الأرض التي نعيش فيها منذ سنوات طويلة".

يضيف: "كان جيش الاحتلال يأتي إلى مساكننا ويقوم بتصويرها، ولم يتم إخطارنا من قبل، ويوم الإثنين هاجم القرية بجرافاته وهدم جزءا كبيرا منها، وصادر كافة الخيام وهددنا بالعودة مرة أخرى، وحاولنا إخفاء الحديد الذي ننصب الخيام فيه كي لا يصادره عندما يعود مرة ثانية، لكنهم اقتحموا المنطقة اليوم وردموا كل شيء ثم صادروه".

146227215_1705581909603967_7562807256341808797_n


 

66 مسكنا ما بين خيام ينام فيها الأهالي، وبركسات تبيت فيها الأغنام والماشية التي يعتمد عليها سكان حمصة الفوقا بشكل أساسي في رزقهم، كلها ساوتها الجرافات بالأرض ثم صادرتها، بالإضافة إلى مصادرة الوحدات الصحية المتنقلة وخزانات المياه، وذلك وفق توثيق مسؤول ملف الأغوار الشمالية معتز بشارات.

ويقول بشارات لـ "شبكة قدس" إن جيش الاحتلال لم يبق أي شيء في حمصة الفوقة، تاركا أكثر من 65 فلسطينيا ما بين أطفال ونساء وشيوخ في العراء.

145931253_434563170947688_3816869080852811984_n


 

وفق ما قاله الأهالي فإن الاحتلال الإسرائيلي، يحاول ترحيل أهالي حمصة الفوقا إلى منطقة قريبة من قرية عين شبلي شرقي مدينة نابلس، لكن فكرة الترحيل مرفوضة بشكل قطعي لدى الجميع في حمصة الفوقا.

تعهدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بأن تعيد بناء القرية خلال ساعات، حيث أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وليد عساف خلال حديث لـ" شبكة قدس" أن أهالي خربة حمصة الفوقا سينامون الليلة في مساكنهم والأغنام ستبيت في بركساتها، وستشرق شمس الغد عليهم كما كانت من قبل، ومشروع الاحتلال الإسرائيلي الرامي لتهجير الأهالي من أرضهم لن ينجح وسيقى الفلسطينيون صامدين ثابتين في أماكن تواجدهم مهما دمرت وخربت جرافات الاحتلال.

146490451_124611456202054_6153938479990918510_n


وعلى الفور جمع النشطاء وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان كافة المعدات من أجل إعادة بناء القرية، وتم بناء ثلاث خيام كبيرة لتتسع لكافة أهالي القرية، وبعد الانتهاء من البناء، اقتحمت في ساعات المساء قوات كبيرة من جيش الاحتلال برفقة جرافات عسكرية القرية، وهدمت وصادرت كل ما بُني من جديد.

مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة، مراد شتيوي قال لـ"شبكة قدس"، إن جيش الاحتلال اقتحم المنطقة من جديد مساء الأربعاء، وشرع بهدم الخيام التي نُصبت من أجل إيواء أهالي قرية حمصة الفوقا، وصادر ثمانية مركبات تابعة للهيئة ولوزارة الزراعة والبلدية ومركبتين لفلسطينيين، بحيث يصبح عدد المركبات التي صودرت خلال اليوم تسع مركبات".

على الرغم من البرد الشديد في هذه الأيام، إلا أن أهالي القرية وبعد الهدم الثالث خلال الأيام الثلاثة، ما زالوا مصرين على البقاء في أرضهم، رافضين لفكرة الخروج منها كون المحتل يسعى للسيطرة على أرض الأغوار الغنية والخصبة.

من جانبه، قال قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف لـ "شبكة قدس" "اليوم قمنا بدق مسمار جديد في نعش خطة الضم ومشروع التهجير القسري الذي يسعى الاحتلال لتنفيذه في الأغوار الفلسطينية، وذلك من خلال رفض أطفال ونساء ورجال حمصة الفوقا فكرة الرحيل من أرضهم والثبات فيها"، مشيرا إلى أن الفلسطينيين انتصروا اليوم في معركة الإرادات والبقاء.

وأضاف عساف: "الجرافات والدبابات تستطيع أن تهدم البيوت والمساكن، ولكنها لا تستطيع أن تهدم إرادة فلسطيني واحد".

ويسعى الاحتلال ضمن خطة منظمة يعمل بها منذ سنوات على دفع الفلسطينيين للرحيل من منطقة الأغوار الشمالية التي تعد سلة فلسطين الغذائية لخصوبة أرضها وتوفر المياه فيها بشكل دائم، إذ ينفذ خطته تدريجياً من خلال الاقتحامات المتواصلة للتجمعات البدوية في الأغوار وإخطارات الهدم، والهدم والمصادرة ومنع البناء، وكذلك التدريبات العسكرية، وقطع المياه عن الفلسطينيين وتوفيره بسهولة لكل مستوطن يقرر إنشاء بؤرة استيطانية في الأغوار.

#الاستيطان #الأغوار #حمص الفوقا #الهدم