شبكة قدس الإخبارية

فلسطين تستحق

الأسير أسامة الأشقر

بعد رسالة حركة حماس للرئيس محمود عباس والتي أكدت فيها موافقتها على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني بشكل متتالٍ، أصبح من الممكن الآن القول بأن فلسطين على موعد قادم، وربما مقدمة مهمة لمرحلة جديدة مختلفة.

فالجميع يدرك الآن طبيعة المأزق الذي تعيشه القضية الفلسطينية بعد سنوات قاسية مرت على الشعب الفلسطيني، فقد تراكمت التعقيدات على مختلف الأصعدة، فكانت حالة الانقسام وما ترتب عليها من أحداث دموية مؤسفة مقدمة لانهيار الجبهة العربية الداعمة والمساندة للحق الفلسطيني، فحصل ما حصل من اتفاقات تطبيع أدخلت القضية الفلسطينية في نفق مظلم.

وما زاد الأمر سوءاً السياسة الأمريكية المنحازة بشكل فظ وواضح بلا مواربة هذه المرة، كل هذه التطورات السياسية أعقبها أزمات اقتصادية ولاحقاً صحية، فجائحة كورونا وضعت الجميع في قفص الاتهام، فالأوضاع الاقتصادية والصحية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس محتلة هي من الأكثر تعقيدا على مستوى العالم، ما يعني بكل تكيد الحاجة الماسة والملحة لأساليب مختلفة في التفكير، هذه المرة، فالخلافات موجودة وهي صحية ولكن طرق معالجتها التي يجب أن نتفق عليها.

لذا أصبح من الواجب الآن عند البدء بالترتيبات للمرحلة القادمة، والتي سيكون عليها الحال إذا ما حصلت انتخابات تشريعية ورئاسية، هو أن يتم التأسيس فعلاً وبنوايا صادقة وسليمة لقواعد دائمة للتعامل مع خلافاتنا، فليس من المضمون أبدا أن لا تعود حالة التجاذب والاستقطاب والمناكفات الإعلامية، والتي يمكن أن تقود لإعاقة مسيرة المصالحة والوحدة الوطنية. من هنا فالبدء بتأسيس منظومة سليمة لمعالجة خلافاتنا السياسية والحزبية أصبح أمراً لا مفر منه، فالعاقل يدرك أن ما مرت به قضيتنا خلال العقد الماضي، وما رافق ذلك من حالة تراجع على كافة المستويات يحتم علينا تغير أساليبنا هذه المرة، وذلك بهدف الحصول على نتائج مختلفة فلم يعد من الممكن التجريب والفشل ومن ثم إعادة المحاولة، فما مر علينا يكفي لأن نحسن التعامل هذه المرة مع الإدراك التام لطبيعة الصعوبات والعراقيل الكثيرة التي راكمتها سنوات الانقسام، فالأزمات تشعبت وأصبحت متجذرة وعميقة، وهذا ما ندركه جيداً.

لأجل ذلك نقول إن وضع أساس متين لكيفية التعامل مع الخلافات، هو أمر جوهري، لتجاوز ما قد نواجهه من عراقيل قد تكون لها أثار سلبية على مجمل المشروع الوطني الفلسطيني، فلدى مختلف فصائل العمل الوطني والشخصيات المستقلة كفاءات بإمكانها وضع استراتيجيات وخطط سليمة قادرة على تحقيق ما يصبوا الشعب الفلسطيني إليه.