أيام ويُعقد اللقاء الثاني للفصائل الفلسطينية، كما يتم تداوله بين القيادات، لمناقشة جملة التوافقات التي جرت بين فتح وحماس باسطنبول، على رأسها الانتخابات التشريعية والرئاسية.
ربما تعاني الساحة الفلسطينية من أزمة شرعية، والقضية تحتاج لقيادة قادرة على بلورة برنامج وطني، لإعادتها إلى مسارها الصحيح، ومواجهة “صفقة القرن”، وما تبعها من تطبيع لبعض النظم العربية.
ولكن هل حل تلك المشاكل وعلاجها، بانتخاب مجلس تشريعي ورئيس، محكومين بسقف أوسلو؟! سبب ويلاتنا وبلائنا!
أليس من الأجدر البدء باتفاق على برنامج سياسي لمنظمة التحرير، ومن ثم إجراء انتخابات للمجلس الوطني، ينتخبه الكل الفلسطيني، ليخرج بلجنة تنفيذية، تكون القيادة الوطنية الموحدة والمرجعية الأولى، ومنها وعبرها تُدار كل معارك ومصالح الشعب الفلسطيني؟.
أليس من الأجدر أن تخرج تلك التوافقات، وأن يكون لقاء الأمناء للبدء بخطوات عملية على الأرض لإعادة ثقه الناس بأنفسهم أولاً، وبالقيادات الموجودة ثانياً؟ كتعليق عمل لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، وإلغاء العقوبات المالية على قطاع غزة، أو وضع برنامج نضالي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى لنا بمدينة القدس، أو البدء بمحاربة دولة الفساد العميقة الممتدة بجذورها داخل المؤسسات الفلسطينية المختلفة؛ لإنجاح المقاومة الشعبية، التي صدر بياناها الأول وكأن هذه الجماهير تشتغل على كبسة زر "انقر هنا".
الإخوة الأمناء: أنتم تدركون تمامًا بأن ما وصلت إليه القضية الفلسطينية اليوم مخزٍ، وموجع، وأن علاج الأزمة والتحديات لا يكون على مبدأ المحاصصة بين قطبي الرحى الفلسطينية، وأن شعبكم بحاجة لمن يأخذ بيده ويحترم وعيه وعقله.
ندرك تمامًا حجم التحدي المفروض علينا جميعًا بالتساوي، وندرك حجم الخيبات والكوارث التي تفوق قدراتنا العقلية على استيعابها، وأن قضيه بحجم قضية فلسطين، مركزية للأمة، ولا يُعقل أن يفرش في سبيل خلاصها الورود، ولكن هذا الشعب العظيم عوّدنا وفاجأ الجميع بقدراته على استنهاض هممه، وهنا أستذكر هبة القدس قبل خمسة أعوام، ومعركة البوابات بالقدس الشريف، واسترداد مصلى “باب الرحمة” رغم أنف القريب قبل العدو، وكذلك صمود أهلنا في غزة مرة تلو الأخرى.
اصدقوا شعبكم يصدقكم واحترموا عقله كي تجدوه عندما تطلبوه..