المنامة - قُدس الإخبارية: في زمن "هرولة الأنظمة" نحو التطبيع، مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، تحضر نماذجُ عربية عظيمة ضحت دفاعاً عن فلسطين، لتؤكد أن المطبعين ليسوا سوى مرحلة سيئة في تاريخ الأمة، ولن يحرفوا وعي الشعوب.
في أوج انتفاضة الأقصى، وجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وعمليات المقاومة التي أرهقت الاحتلال على طول فلسطين، كان الشعب البحريني ينتفض دفاعاً عن القضية، ويقدم الشهداء والجرحى.
من بين هذه المسيرات والتظاهرات كانت "مسيرة البراءة"، التي انطلقت شرارتها بعد مؤتمر عقد في شهر نيسان 2002، بالبحرين، كانت فكرته "محاكاة الأمم المتحدة"، وشارك فيه السفير الأمريكي.
خلال المؤتمر، كان أحد الطلاب يمثل دور المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة، فطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء الفلسطينيين، فتدخل السفير الأمريكي بشكلٍ سافر، وطلب الوقوف "حداداً على أرواح الإسرائيليين"، كما قال، مما أثار غضب الحضور.
كان هذا التصرف من السفير الأمريكي، الزيت الذي صب النار، لإشعال الأجواء التي كانت محتقنة، فانطلقت من مسجد "الصبور" إلى السفارة الأمريكية، وهناك دارت مواجهات مع قوات الأمن البحرينية.
أسفرت المواجهات عن استشهاد الشاب محمد جمعة الشاخوري، متأثراً بإصابته برصاصة مطاطية قرب العين، وإصابة مئات آخرين.
شيعت الجماهير البحرينية الشهيد محمد جمعة، إلى قريته الشاخورة، وجسده ملفوف بالعلم الفلسطيني، وسط هتافات بالموت "لإسرائيل" وأميركا والنظام الحاكم.