غزة - خاص قدس الإخبارية: يعاني مئات العالقين في قطاع غزة وخارجه جراء استمرار إغلاق معبر رفح البري في كلا الاتجاهين ضمن الإجراءات المتبعة لمواجهة جائحة كورونا التي اتخذتها الحكومة منذ ظهور الفيروس وانتشاره في شباط/ فبراير الماضي.
ونهاية آيار/ مايو أعلنت الحكومة في غزة إغلاق معبر رفح البري أمام عودة العالقين بعد تسجيل أكبر عدد من الإصابات في صفوف المسافرين العائدين إلى القطاع، حتى شهر يونيو/ حزيران الماضي، على أن يعاد فتحه مطلع الشهر الجاري غير أن ذلك لم يحدث.
وفاقم استمرار إغلاق معبر رفح البري معاناة المئات من الفلسطينيين العالقين داخل القطاع من حملة الإقامات والجنسيات والجوازات الأجنبية، بالإضافة لمعاناة المسافرين العالقين في مصر ودول أخرى ويرغبون بالعودة إلى غزة قبيل حلول عيد الأضحى المبارك بعد أيام.
ولم تصدر الحكومة في غزة أو وزارة الداخلية أي تصريحات بشأن قرب إعادة فتح معبر رفح البري، وسط تأكيدات على أن الإغلاق تم من قبل الجهات المختصة في القطاع وليس بسبب قرار مصري.
وتعالت الأصوات المطالبة بفتح معبر رفح البري في الاتجاهين في ضوء عودة الطيران بين الكثير من دول العالم ضمن سياسة الانفتاح المتبعة، فيما تؤكد الجهات الحكومية في القطاع أنها تبذل الخطوات الرامية لحماية غزة من انتشار فيروس كورونا بداخله في ضوء تفشيه في الدول المحيطة وعدم قدرة المنظومة الصحية بغزة على التعامل معه بسبب ضعف الإمكانيات.
في السياق قال محمد حمد أحد العالقين في القطاع لـ "شبكة قدس" إنه زار القطاع في 2 آذار/ مارس الماضي للاطمئنان على أهله فيما بقيت زوجته وأبناؤه في ألمانيا حيث يقيم ويعمل منذ 6 سنوات.
وأوضح حمد أنه منذ تلك الفترة حاول السفر عدة مرات غير أن استمرار إغلاق معبر رفح حال دون ذلك،ـ فيما تؤكد السلطات الألمانية استعدادها لنقلهم وإيصالهم إلى مدنهم حال مغادرتهم القطاع.
وتابع قائلاً: "شركة الطيران الألمانية أوقفت راتبي الوحيد في منتصف شهر مايو الماضي، نتيجة لغيابي الطويل عن عملي وبقيت عائلتي دون معيل وفي ظروف معيشية صعبة للغاية"، مطالبا وزارة الداخلية والجهات المختلفة في القطاع بفتح معبر رفح البري في أقرب فرصة ممكنة.
أما محمد نايف فيعاني هو الآخر نتيجة لعدم تمكنه من العودة إلى القطاع في ظل تواجده بإحدى دول الخليج العربي، إذ يرغب بالعودة بعد انتهاء عمله واستمرار انتشار فيروس كورونا.
وقال لـ "شبكة قدس" إنه ينتظر فتح معبر رفح منذ عدة أشهر إلا أن إغلاقه منذ شهر آيار الماضي حال دون قبول شركات الطيران سفر الفلسطينيين.
ويتابع قائلاً: "الحالة المعيشية هنا صعبة للغاية في ظل عدم توفر مصدر دخل واستمرار انتشار فيروس كورونا والسلطات في غزة مطالبة بفتح معبر رفح البري في أسرع وقت ممكن من أجل عودة العالقين في الخارج لأننا مقبلون على عيد الأضحى والجميع يريد العودة بأسرع وقت ممكن".
وشهدت الأيام الأخيرة عشرات المنشورات التي كتبها عالقون في القطاع وخارجه يطالبون السلطات الحكومية بفتح معبر رفح البري في أسرع وقت ممكن في ظل انتشار فيروس كورونا، وحاجة البعض للسفر لخارج القطاع للالتحاق بأعمالهم وأسرهم.
من جانبه، ذكر الفلسطيني أحمد السل الذي يقيم في الإمارات إنه عالق في القطاع منذ شباط/ فبراير الماضي حينما عاد لزيارة عائلته وترك زوجته وطفليه هناك حيث يعمل ويقيم منذ سنوات فيما لم يستطع المغادرة نتيجة لإغلاق المعبر.
وقال السل لـ "شبكة قدس" إنه فقد عمله وبحاجة لأن يسافر قبل 20 تموز/ يوليو الجاري وهي المدة النهائية التي حددتها السلطات الإماراتية لعودته قبل أن تقوم بحرمانه من دخولها نتيجة لانتهاء مدة إقامته وعدم وصوله إلى البلاد.
وحاولت "شبكة قدس" أن تحصل على تعقيب من الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم إلا أنه لم يرد على أي من اتصالاته، فيما سبق وأن صرح قبل أيام أنه لا يوجد موعد محدد لفتح معبر رفح البري حتى تاريخه.
ومنذ ظهور فيروس كورونا في القطاع سجلت غزة 72 إصابة تعافت 68 حالة منه بشكل كامل فيما توفيت حالة وحيدة ولا تزال 3 حالات قيد التعافي في مستشفى العزل، فيما جرى سحب أكثر من 12 ألف عينة كان معظمها سلبي.